بنفسج

"أنت ما كنت هيك": أسباب وراء تغير شريك الحياة

الأربعاء 21 ديسمبر

مما يبدو مرعبًا في العلاقة الزوجية، وفقاً للعديد من الأزواج الذين يأتون لعيادتي الإلكترونية، أن يتغير أحدهم أو كلاهم بشكل (اختياري أو قسري). هذا التغير يعدّ من التحديات التي تستدعي قوة نفسية من حيث (النضج والهدوء العاطفي) للتعامل معها. هي صعبة بلا شك. لكنه في واقع الأمر جزء طبيعي في رحلة الزواج والذي لا يمكن تجاهله أو تجاوزه. بل يفُضّل مواجهته بما يدعم العلاقة الزوجية. قياسًا فيما لو رفض أحد الشريكين استيعاب هذا التغير أو ضبطه بممارسات (عدائية عاطفيًّا ونفسيًا) والتي ستقلب العلاقة فعليًا إلى جحيم. 

 التغير عند الشريك

image-7.png
أسباب تغير شريك الحياة

من واقع عملي كمرشدة زواجية وأسريّة، يظهر التغير - كما عاينته- في أربعة مجالات:
| التغيّر في (نمط التدين): عند الرجل أو المرأة أو كلاهما، كالتخفف من الملابس الشرعية أو تغيّر نمطها عند بعض الزوجات. أو فتور العبادات عند البعض وقد يصل إلى التحلل من الفرائض تحديدًا (الصلاة)، أو يتعرض كلاهما لمدخلات تغير منظومته الفكرية حول بعض قضايا الدين.

| التغير في القيم: معقول؟ نعم! في سنوات الزواج الأولى يهتم الشركاء ببعضهما إلى حد الافتتان، ثم يبدأ هذا الولع يبرد تدريجيًا مع إنجاب الأطفال وحدوث تغيّرات في دورة حياة الأسرة، تصل معها العلاقة إلى مرحلة الفتور العاطفي. ففي المراحل الأولى للعلاقة يحمل الزوجان قيمة المسؤولية بالاهتمام بها وتلبية احتياجات الشريك.. ثم رويدًا تتلاشى أمام قيمة الكسب أو الثروة (ساعات عمل طويلة)، أو قيمة الصداقة (بالسهرات واللقاءات المتكررة أو محادثات طويلة بالساعات على الواتس آب وغيرها من المنصات).

| التغير في نمط الحياة: كممارسة الرياضة، أو تناول الطعام الصحي، أو بناء علاقات اجتماعية، أو السهر، النوم المبكر، التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي (كل هذه إما أن يكون التغير من العدم إلى الوجود أو العكس أو التغير في درجاتها).


اقرأ أيضًا: أساطير سنوات الزواج الأولى: عن السعادة الأبدية!


| تغيرات على مستوى النمو الشخصي: كإكمال التعليم، أو فتح مشروع، أو تعلم مهارات جديدة، أو بناء علاقات تدعم هدف ما عند الشريك. 

| التغير في الشخصية: وهذا التغير يكون عرضي وإن بدا كأنه ثابت وجزء من الشخصية، كأن يكون الشريك في بداية الزواج هادئًا ومنضبطًا ثم يصبح غير قادر على إدارة مشاعره، أو أن يكون مقبلًا على الحياة - اجتماعيًا- منبسطًا ثم يصبح منغلقًا. أو يكون توّاقًا طموحًا، فما يلبث أن يصبح مستسلمًا مكتفيًا إلى ما وصل إليه.

نحنُ نعتقد أننا (نأخذ الشريك كنسخة غير قابلة  للنموّ)، وكأنه بــ(أفكاره ومشاعره واختياراته وتوجهاته) سيبقى كما هو على مدار 40 عامًا على أقل تقدير!.. وإن بدا منه شي مختلف لم نعهده، أو لا يلائم توقعاتنا، ولا يليق بصورة ما رسمناها، نقوم بلومه ومقارنته وعقابه، بالصمت أوسحب الامتيازات أوالحرمان العاطفي والجسدي. وتحت وطأة هذه الضغط الشديد، يقرر الشريك أن يصبح نسخة منفصلة عنه، يتقن معها فن ارتداء الأقنعة تفاديًا لانهيار العلاقة.

تكون الحكمة في التحديات التي يعلق بها الأزواج باحتواء هذا التغير، ومحاورة الشريك فيما لو كان في بعض جوانبه يضرّ بالعلاقة، ومحاولة فهم أسبابه المخفيّة، والتعاون معًا لإمساك العصا من الوسط.  قد يبدو هذا الأمر سهلًا عند البعض، لكنه صعب عند آخرين. لذا يمكنني في مقال لاحق أن أقدم لكم الطريقة المناسبة. رجاءً لا تنتظروا حتى يُنشر الجزء الثاني من المقال.. سأكون سعيدة بتواصلكم عبر صفحتي الشخصية على الانستغرام.