بنفسج

إذا نظرت إليها سرَّتك

الإثنين 31 أكتوبر

عند رغبتك باختيار شريك حياتك، لا بد من طرح سؤال مباشر وصريح للغاية، هل يفرح قلبُكَ حين تراها؟ وهنا تنويه مهم لقاعدة أصيلة تقوم عليها الأسرة التي تبدأ من اختيار الزوج لزوجته، وهي قاعدة تتناسب مع طبيعة الإنسان وفطرته، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن خير النساء: "خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك"،والسرور بهجة القلب بمن يلتقي، والبهجة منبعها القلب الذي يستحسن في هذه المرأة ما يستحسن، من وجه حسن وخصال طيبة، ورجاحة في العقل، وهو  ما تمثله المرأة الصالحة؛ الجميلة ظاهرًا وباطنًا، فهي ا خير ما يدخر الرجل لأن النفع فيها أكثر، فإذا نظر إليها سرّته أي جعلته مسرورًا لجمال صورتها وحسن سيرتها، فهي خير له وأبقى.

بهذا التصور تصبح المرأة متربعة على عرش قلب زوجها بقلبها الكبير وعقلها الرزين، بحيث ينتظر منها الكلمة إذا نطقت، ويستأنس حديثها، ويا قلبه إن طال صمتها، ويا حيرته إن تأخر عنها فلم يسمع حديثها. لذلك بعض الناس عند اختيار شريك الحياة قد ينشغل ببعض الأمور الفرعية، والتي ليس لها أدنى تأثير في عملية الزواج، ولا ينتبه للأساسيات والبديهيات التي يمكن أن يحدد من خلالها مدى صلاحية الطرف الآخر للزواج.

نجاح العلاقات الزوجية تبدأ بالخطوة الأولى التي ترتكز على العديد من العوامل التي تشكل البناء الأساسي في هذه العلاقة، والتي فيها ينكسر الخوف، وتتضح الصورة، وتزول الرهبة، وينمو الأمل والتفاؤل من خلال الصداقة في العلاقة، والتي تشمل الثقة والاهتمامات المشتركة. لا بد من أن يكون كلا من الشريكين يتمتعان بالصفات الطيبة من أجل المحافظة على العشرة والود المتبادل بينهما.

تشير الدراسات على أن 95% من نجاح العلاقات الزوجية واستمرارها، ورفع جودتها، ومقدار الرضا والسعادة يعود إلى اختيار الشريك، فعلى الرغم من صعوبتها، إلا أنها تتطلب قدر من العقلانية والتوازن والانسجام الفكري والعاطفي، والتي تجعل المرء قادر على اتخاذ القرارات الصائبة أكثر، وذلك حتى تكون النتائج السلبية قليلة، وتبني علاقة مستقرة، وبيت راسخ بالحب والمسؤولية والتفاهم، وأداء الواجبات، والالتزام بالوفاء بالحقوق لكلا الطرفين، لذلك عند الاقتران بمن تحب، يجب اختيار الشريك المناسب بالطريقة التي تناسبك وتلبي احتياجاتك.

خذ وقتك وخذي وقتك، فكروا جيدًا، اسألوا كثيرًا، وانظروا إلى قائمة الأحلام والمخططات والنجاحات التي يمكن تحقيقها سويًا . يمكن أن يكون ذلك بالضبط ما تحتاجه للعثور على تلك العلاقة، فالحب وحده لا يكفي، وقائمة المعايير المثالية ليست ضرورية في اختيار الشريك الصحيح، فليس كل ما هو رائع مناسب بالنسبة لك.

نجاح العلاقات الزوجية تبدأ بالخطوة الأولى التي ترتكز على العديد من العوامل التي تشكل البناء الأساسي في هذه العلاقة، والتي فيها ينكسر الخوف، وتتضح الصورة، وتزول الرهبة، وينمو الأمل والتفاؤل من خلال الصداقة في العلاقة، والتي تشمل الثقة والاهتمامات المشتركة. لا بد من أن يكون كلا من الشريكين يتمتعان بالصفات الطيبة من أجل المحافظة على العشرة والود المتبادل بينهما، بحيث يكون التعامل في إطار الأدب والأخلاق الحسنة، فالأدب يوّلد الاحترام الكامل بين الطرفين مما يزيد ذلك عامل الثقة.


اقرأ أيضًا: ميثاقًا غليظًا: كيف يكون الزواج مودة ورحمة؟


 لذلك هيا لنبدأ بالخطوة الأولى من خلال التعبير عن الحب لشريك الحياة، وذلك من خلال التعامل باللطف والحنان، ارتداء الملابس الجميلة والجذابة، ولا تبخل بالعناق الصادق الذي يعطي الإحساس بالراحة، وتقديم الشكر لما يفعله الشريك مهما كان بسيطًا والعمل على تشجيعه على الاستمرارية لكافة الإنجازات التي يفضلها، أخبر الشريك بالرغبات والحاجات التي تفضلها فهذه الأمور مهما كانت صغيرة إلا أنها تحدث فرقًا، اقض وقتًا ممتعًا رفقة الشريك كنوع من التغيير من خلال القيام بالأمور الجديدة والاستمتاع بها.

ابدأ الآن وارسم القواعد الناجحة لضمان العلاقة الزوجية بوجود الإحساس العام بالأمن والأمان. ولتحقيق السعادة التي يستحقها كل من الشريكين لا بد من وجود رغبة في إنجاح العلاقة من كلا الطرفين، وذلك عبر المتعة المشتركة والبحث عن الضحك واللمسات الدافئة، فالكلمات والتصرفات لها تأثير قوي جدًا، والاحترام الذي يوّلد الاهتمام بالطرف الآخر ومراعاة مشاعره؛ إذ أن الصوت الحنون فيه حلاوة الحب والاحترام.

الحب يبدأ بمحبة الذات، فالشخص المحب لنفسه يعد الأكثر نجاحًا في العلاقات بحيث يكون ارتباطهم مقرونًا بتلك الرؤية التي يملكها ذلك الشخص، وكأنه يرى نفسه بالطرف الآخر أي كأنهم مرآة، مما يعطي ذلك الجمال والثقة بالنفس. كما أن الحضور من خلال الحضور العاطفي والنفسي مع الشريك، بحيث نكون الأقرب دائمًا وبكافة الأحوال، فالحب يتطلب شيء من الكرم والتقبل والمسامحة وغضّ الطرف، وأن نتفهم ونفهم وأن ندفع من نحب نحو الإيجابية، رغم كل الظروف لأننا نريد أن نستمر في حبه، ولا نريد أن نفعل عكس ذلك على أن تكون هذه الاستمرارية بشكل عفوي كي يبقى الحب على قيد الحياة، وهذا ما ينشأ عنه التكافؤ، بحيث يشعر كل فرد بأنه يتلقى من الآخر بمقدار ما يقدم هو له، والأهم من ذلك عند اتخاذ قرار ما لا بدّ من الانتباه على أنه قرار ثنائي لنقف صفًا واحدًا متفقين.

ومن هنا لا بدّ من التركيز على المحبة والتي تعد من أعظم الأمور الحياتية، وقد فطر الله القلوب على المحبة باعتبارها فضيلة إيجابية جوهرها إحياء أواصر المحبة والتآلف. أساس المحبة هو الله، فكل أمر من حياتنا يسير بالمحبة. وذلك يعود بنا لاستشعار قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما روته عنه السيدة عائشة، رضي الله عنها: "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" (صحيح بخاري).