بنفسج

متنمِر أم مُتنّمر عليه؟ ظاهرة التنمر عند الأطفال

السبت 17 ديسمبر

التنمر عند الأطفال
التنمر عند الأطفال

يعد ظاهرة التنمر عند الأطفال، المتزايدة في الانتشار في الآونة الأخيرة، كما تعتبر من المشاكل التربوية والاجتماعية الخطيرة التي لها أبعاد وتأثيرات سلبية على الأفراد والمجتمعات باختلافها. من المهم أن ندرك أنّ من حق الطفل العيش في بيئة آمنة خالية من الخوف والتهديد والتنمّر والاستقواء، سواء أكان ذلك في البيت أو المدرسة. ومن المهم أن ندرك أنّ ليست جميع أنواع الاعتداء على الآخرين هي سلوكيات تنمّر، بعضها تكون سلوكيات آنية وغير مقصودة ولا نيّة من خلالها لإيذاء الآخرين.

ما هو التنمّر عند الأطفال وكيف نحدده؟

التنمر عند الأطفال

يُعرّف التنمّر عند الأطفال على أنه سلوك عدواني يُقصد به إيذاء الشخص الآخر بشكل متعمّد ومقصود ومتكرر ومستمرّ، بحيث لا يستطيع الشخص المُتنمّر عليه (المُستهدف) الدفاع عن نفسه، وقد يظهر التنمّر من شخص أو مجموعة أشخاص.

 يرى دان ألويس أن الطفل يكون مستقويًا أو ضحية للاستقواء عندما يتعرّض بشكل متكرر ولفترة من الزمن لأفعال سلبية ومؤذية مِن طفل أو أكثر، وأنّ للاستقواء (التنمّر) ثلاثة خصائص، ومعايير محددة، ألا وهي: التكرار والنيّة المسبقة لإيذاء الآخرين والعلاقة غير المتساوية وغير المتكافئة بين المُستقوي والضحية.

يُعرّف التنمّر عند الأطفال على أنه سلوك عدواني يُقصد به إيذاء الشخص الآخر بشكل متعمّد ومقصود ومتكرر ومستمرّ، بحيث لا يستطيع الشخص المُتنمّر عليه (المُستهدف) الدفاع عن نفسه، وقد يظهر التنمّر من شخص أو مجموعة أشخاص.

كيف نحدّد سلوك التنمّر عند الأطفال وما هي خصائصه؟ يرى دان ألويس أن الطفل يكون مستقويًا أو ضحية للاستقواء عندما يتعرّض بشكل متكرر ولفترة من الزمن لأفعال سلبية ومؤذية مِن طفل أو أكثر، وأنّ للاستقواء (التنمّر) ثلاثة خصائص، ومعايير محددة، ألا وهي: التكرار والنيّة المسبقة لإيذاء الآخرين والعلاقة غير المتساوية وغير المتكافئة بين المُستقوي والضحية.

وسلوكيات التنمّر عند الأطفال فيها رغبة أكيدة ونيّة مُسبقة لإيذاء شخص ما ووضعه تحت الضغط والإيذاء مُوجّه لشخص غير قادر على الدفاع عن نفسه والمًتنمّر يدرك أن الطرف المستهدف لن يستطيع الردّ عليه، مما يساعد في الاستمرار، وتكرار سلوكيات التنمّر المختلفة والتي من أشكالها:

 أولًا: التنمّر الجسدي

التنمر عند الأطفال
من الممكن أن يتعرض طفلك للتنمر الاجتماعي المتمثل في السخرية والإهانة أو للتنمر الجسدي

وهو من أكثر الأشكال وضوحًا، ويحدث عندما يتعرض الطفل للأذى الجسدي المباشر من خلال الضرب، العض، الخدش والركل أو أي شكل من أشكال العنف والأذى الجسدي.

ثانيًا: التنمّر الاجتماعي، وله شكلان:

التنمّر اللفظي، ويظهر من خلال الشتم والإهانة والسخرية والاستهزاء والتحقير وإطلاق الألقاب السيئة والصفات غير المحمودة على الآخرين.

التنمّر غير اللفظي ويظهر من خلال هذه السلوكيات والممارسات: الإيماءات والتعابير السيئة، نظرات الوجه المؤذية، التجاهل المتعمّد، نبذ الآخرين، السرقة وإتلاف الأغراض والممتلكات وإلحاق الضرر بها، استبعاد الطفل عن أقرانه وأصحابه، نشر الكراهية تجاه شخص ما من خلال الإشاعات وتشويه سُمعة الآخرين.


اقرأ أيضًا: كيف تُساعد القواعد والحدود الأم والطفل معاً؟


ثالثًا: التنمّر الإلكتروني

ويكون من خلال الإساءة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والمنصّات الإلكترونية مثل السخرية من خلال التعليقات، التهديد، التحايل والتلاعب، نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة ضد أشخاص محددين، الشتم والتجريح بالآخرين، انتحال الشخصية ونشر رسائل مؤذية ونشر محتوى مسيء عن شخص ما، بالإضافة إلى نشر صور غير لائقة ومزيّفة عن شخص ما. وتشهد الآونة الأخيرة تزايداً في التنمّر الإلكتروني بين فئة طلاب المدارس والجامعات بشكل كبير.

ما هي أسباب التنمّر عند الأطفال؟

التنمر عند الأطفال
عليك كأم أن تتابعي سلوكيات طفلك وتعرفي إن كان متنمرًا أو يتعرض للتنمر لتبدأي بمعالجة المشكلة

تتعدّد وتختلف أسباب التنمّر عند الأطفال، لمن هناك مجموعة من الأسباب الرئيسية التي تدفع البعض للتنمّر وممارسة الاستقواء على الآخرين منها:

أولًا: التعرّض المسبق للتنمّر عند الأطفال: قد يكون بعض من يتنمّر على الآخرين قد تعرّض للتنمر من بيئته ومحيطه، ربما من الوالدين أو الإخوة أو الأقرباء أو المعلمين، وتكرار تعرّضهم للتنمر يُفقدهم حسّ التعاطف والشعور بالآخر، مما يدفعهم لممارسة ذلك على غيرهم.

ثانيًا: السعي وراء الاهتمام ولفت الانتباه: نتيجة لشعور المتنمّرين بالوحدة وأنهم منبوذين وليس لديهم أية علاقات أو صداقات، يدفعهم ذلك لجذب الانتباه ولفت الأنظار إليهم، مهما كانت الطريقة، حتى لو كان ذلك بإحداث المشاكل والتسبّب في الأذى للآخرين.

ثالثًا: الغيرة والكراهية: قد يتنمّر التنمّرون على غيرهم من الأشخاص الأفضل منهم في شيء ما، سواء كان أكاديمياً أو إنجازات شخصية، أو حتى على صعيد العمل والمهنة، وغيرها من الأمور التي تُشعرهم بالحسد والغيرة.


اقرأ أيضًا: الخجل عند الأطفال: أنواعه وأسبابه وطرق علاجه


رابعًا: الافتقار إلى الصحة النفسية: يفتقر المتنمرون إلى الصحة والعافية النفسية وكثير من المقارنات تخطر لهم، وهذا يفاقم من شعورهم بالغيرة والحسد والكراهية.

كما أن الافتقار إلى جوّ أسري داعم ودافئ يحفّز سلوكيات التنمّر، وكذلك صمت الشخص المُستهدف عن سلوكيات التنمّر، وعدم قدرته على الردّ يعد من الأسباب التي تزيد من حدة السلوك وتكراره.

لا يُؤثر التنّمر عند الطفل المتنمّر عليه (الهدف)، وإنما يؤثر على عائلته وعلى الأطفال الذين تعرّضوا للتنمّر من خلال المشاهدة والوجود في المكان، وكذلك يؤثر على المتنمّرين أنفسهم.

كيفية مواجهة التنمر؟

التنمر عند الأطفال
توعية الأهل والمعلّمين بالمؤشرات السلوكية التي قد تدل على حدوث سلوكيات تنمّر قد يتعرض لها الطفل في المدرسة، فأحيانًا التنمر لا يكون واضحًا  وملاحظًا أمام الأهل والمعلّمين حتى يظهر ما يشير إلى وجود هذه المشكلة عند الطفل.
 
 مثل: رفض الذهاب إلى المدرسة بشكل متكرر، استبعاد الطفل بحيث لا يرافقه أحد ولا يجلس معه أحد، فقدان الطفل ممتلكاته الشخصية بشكل يومي ومتكرر، وغيرها من سلوكيات التنمّر المتكررة.
 
كما يجب احتواء المتنمّرين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهم وتوجيههم، فلا ننسى أنهم ضحية أيضًا بهذه السلوكيات والأفعال. 

| تقبلي طفلك: احتواء الأهل لأطفالهم وتقبّلهم وتدريبهم على المهارات الاجتماعية اللازمة لهم في حياتهم.

| وجهي طفلك: لعب الأدوار والتوجيه من خلال طرح سيناريوهات ومواقف مختلفة على الطفل.

| الحوار أصل الحل: الحوار والاستماع إلى مشاكل أولادك وما يواجهونه في العالم الخارجي، تحديداً في مرحلة المدرسة.

| علميه كيف يدافع عن نفسه: تدريب طفلك على الإبلاغ وعدم السكوت، وأنّ من حقه أن يدافع عن نفسه إذا ما تعرّض لأذى من أحدهم.


اقرأ أيضًا: كيف أحفز طفلي للحديث عن يومه المدرسي؟


| تعزيز قيمة الاحترام: تنمية الشعور بالآخرين وتعزيز قيم التعاطف والتعاون والمشاركة واحترام الغير.

| علميه أن القوة ليست بالتسلط: تصحيح المفاهيم المغلوطة المتعلّقة بالقوة عند الأطفال والطلاب في المدارس والمؤسسات التعليميّة، فالتسلطّ والاستقواء على الآخرين لا تجعل منك قويًا كما قد يفهم البعض على العكس تجعل منك مكروهًا ومنبوذًا.

| لاحظي سلوكيات طفلك: توعية الأهل والمعلّمين بالمؤشرات السلوكية التي قد تدل على حدوث سلوكيات تنمّر قد يتعرض لها الطفل في المدرسة، فأحيانًا التنمر لا يكون واضحًا  وملاحظًا أمام الأهل والمعلّمين حتى يظهر ما يشير إلى وجود هذه المشكلة عند الطفل: مثل: رفض الذهاب إلى المدرسة بشكل متكرر، استبعاد الطفل بحيث لا يرافقه أحد ولا يجلس معه أحد، فقدان الطفل ممتلكاته الشخصية بشكل يومي ومتكرر، وغيرها من سلوكيات التنمّر المتكررة.

كما يجب احتواء المتنمّرين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهم وتوجيههم، فلا ننسى أنهم ضحية أيضًا بهذه السلوكيات والأفعال. ومن المهم التوعية بالآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على سلوكيات التنمّر عند الأطفال، والاستقواء من خلال نقاش لقصة أو فيلم مع الطلاب في المدراس بمختلف المراحل العمرية.

من خلال هذه الإرشادات والخطوات، يمكننا جميعًا أن نعمل معًا من مختلف أدوارنا ومواقعنا لمواجهة سلوكيات التنمّر عند الأطفال، والتصدي لهذه الظاهرة التي تهدّد أطفالنا من مختلف الجوانب الاجتماعية والمعرفية والنفسية.