بنفسج

إباء بسومي

الخميس 09 مارس

إباء باسم بسومي،  لاجئة فلسطينية من مدينة الرملة الواقعة بين يافا والقدس، حازت على معدل ٩٩% في الثانوية العامة، وكانت الأولى على محافظة رام الله، بكالوريس في هندسة الحاسوب من جامعة بيرزيت، وماجستير في إدارة الأعمال من ألمانيا. إباء تحب أن تُذكر باسمها الثلاثي، تقول وهي تعرف عن نفسها: "أمي من مدينة البيرة وهناك كانت نشأتي وطفولتي وشبابي وجلَّ ذكرياتي. أبي وأمي هما الأساس المتين الذي لطالما ارتكزت عليه وما زلت حتى اللحظة".

إباء باسم بسومي،  لاجئة فلسطينية من مدينة الرملة الواقعة بين يافا والقدس، حازت على معدل ٩٩% في الثانوية العامة، وكانت الأولى على محافظة رام الله، بكالوريس في هندسة الحاسوب من جامعة بيرزيت، وماجستير في إدارة الأعمال من ألمانيا. إباء تحب أن تُذكر باسمها الثلاثي، تقول وهي تعرف عن نفسها: "أمي من مدينة البيرة وهناك كانت نشأتي وطفولتي وشبابي وجلَّ ذكرياتي. أبي وأمي هما الأساس المتين الذي لطالما ارتكزت عليه وما زلت حتى اللحظة".

مرحلة الثانوية العامة كانت بالنسبة لإباء مرحلة مفضلة أحبتها بكل ما فيها،حصلت فيها على منحة دراسية في المدرسة الإسلامية الثانوية للبنات، حيث صقلت شخصية إباء هناك، إلى جانب النظام التعليمي المميز الذي حظيت به في المدرسة، كان هناك جانب ديني وروحاني تحرص المعلمات والمديرة على الحفاظ عليه، تضيف إباء لبنفسج:  "لا أذكر المدرسة الإسلامية إلا وأذكر معلماتي آمال سعادة  ودلال باجس وكلهن بلا استثناء، لهن كل التقدير والامتنان  على ما تركوه من بصمة في حياتي".
 
بعدما أنهت إباء الثانوية العامة بتفوق حان دور الجامعة واختيار التخصص وشق الطريق نحو وجهة حياتية جديدة، كانت كل المعطيات تقول أنها ستدرس الطب وحازت على منحة لدراسته في الجامعة الأردنية، لكن الهوى لم يكن حيث الطب، فتوجهت نحو دراسة هندسة الحاسوب،  وشجعها أخوها الذي يدرس ذات التخصص على اختياره، تقول: "الحياة في جامعة بيرزيت لا تشبه الحياة قبلها، مرحلة مليئة بالتجارب،  في بيرزيت تجتمع المتضادات، فخورة بأني كنت يومًا من طلابها".

تكمل عن مشروع تخرجها: "عند اختيارنا فكرة مشروع التخرج، كنا نبحث عن مشروع يساعد في حل مشكلة معينة، اخترنا الهدف لتكون مكتبة جامعة بيرزيت المركزية حيث كانت تضم الكثير من طلاب الجامعة خصوصا أوقات الامتحانات، عملنا على بناء تطبيق موبايل يساعد الطالب في معرفة إذا كانت هناك كراسٍ متاحة حاليًا، ومكان الكرسي بالتحديد،  بمعنى أدق نظام يظهر الكراسي المتاحة والمشغولة في جميع طوابق المكتبة، المشروع كان يضم بالإضافة إلى التطبيق، المجسات والشبكة والمستلزمات  الإلكترونية الأخرى التي استعملناها في بناء المشروع".
 
بعد إنهاء مرحلة البكالوريوس كانت تطمح لإكمال الماجستير، لكنها فضلت أن تخوض تجربة سوق العمل، حصلت خلال السنة الرابعة على تدريب عمل في شركة الوطنية موبايل ضمن برنامج أقامته جامعة بيرزيت لإدماج طلبة الهندسة في أسواق العمل في سنة ما قبل التخرج. من بعدها انتقلت للعمل في شركة Exalt  Technologies   كمهندسة برمجيات، ثم في شركة IQVIA Dimensions Health Care.

في بيرزيت التي تحب التقت إباء برفيق دربها، حيث تشاركا في الأحلام والطموحات، قررا تقديم امتحان ال  IELTS  للغة الإنجليزية كونه متطلبًا أساسيًا للعديد من المؤسسات والجامعات خارج الوطن.  بدأت مرحلة التقديم للدراسة في إحدى جامعات ألمانيا، كنت بصراحة متلهفة لأن أخوض تجربة جديدة في حياتي، تكمل: "حصلت على عقد عمل كامل في ألمانيا، قررنا أن نخوض التجربة، وحصلنا على منحتين دراسيتين للماجستير في تخصص إدارة الأعمال".

وتخبرنا إباء عن التجربة المختلفة التي خاضتها: "في الحقيقة التجربة ليست بالدراسة بحد ذاتها، الدراسة كانت معظمها بشكل أونلاين بسبب كورونا، أغلقت الجامعات وحول النظام إلى أونلاين، التجربة الأساسية الغنية بالنسبة لي هي مسؤولية الحياة خارج الوطن، في ثقافة لا تشبهنا، ولغة لا نتكلم بها".

تكمل: "وطفلي الذي منحني إحدى أعظم تجاربي بأن أكون أمًا،  وتعلم لغة أجنبية جديدة عزز الكثير من الجوانب في حياتي،  وفتح لي العديد من أبواب الثقافة والفرص والعلاقات المهنية والشخصية، كما أن التعرف على ثقافات مختلفة كان فرصة ذهبية بالنسبة لي".  "أنا لا يهمني أن تكون حياتي طويلة، بل أن تكون حياتي عميقة.. أن أمر أنا بالأيام، لا أن تمر هي بي". شمس الدين التبريزي

وعن الاختلاف التي واجهته إباء في غربتها والمعتقدات الخاطئة عن الدين الإسلامي والعالم العربي تقول: "تفاجأت بالكثير من المعتقدات الخاطئة حول الإسلام والمرأة في ثقافتنا العربية، شعرت من باب مسؤوليتي تجاه ثقافتي وديني أنه لزامًا عليَّ إيصال الصورة الصحيحة، ومن المواقف التي عايشتها في ألمانيا حين تواصل معي واحد من مؤسسين الشركة التي أعمل بها، وأخبرني برغبته بالتعرف على الإسلام أكثر، والحمد لله رب العالمين، قرأ تفسير القرآن الكريم كاملًا باللغة الإنجليزية، وأمضى العديد من الشهور في دراسة التاريخ الاسلامي حتى جاء رمضان الماضي واجتمعنا فيه سويًا على مائدة الافطار، حيث صام رمضان كاملًا، هذه التجربة العميقة بالنسبة لي أظهرت لي مدى أهمية الرسالة التي يجب على كل شخص فينا إيصالها".

تضيف إباء: "هذا تمامًا ما أريده، أن أعيش حياتي بعمقها وتفاصيلها وتجاربها، تمامًا كما أفعل الآن، في كل منعطف هنا أو هناك، يوجد درس أو عبرة أو تجربة تستحق أن تعاش".  تخرجت إباء من الماجستير منذ فترة قريبة، وبالرغم من صعوبة الموازنة بين عملها كطالبة وعاملة وأم، إلا أنها حاولت قدر المستطاع أن تكون على قدر المسؤولية، برفقة زوجها الذي كان داعمًا لها على الدوام، وكل المحبين الذين زودها بالحب والدعم المعنوي خلال رحلتها.