بنفسج

غربة على غربة.. أخي الذي خطفه الأسر

الخميس 09 مارس

لطالما نظرت حولي بكل حواسي لأستشعر شيئًا يكون دافعًا لي يجعلني دومًا أرى الخير في الأشياء لا العكس، شيئًا يدفعني لأستمر دون كلل أو ملل. إلى أن انقلبت حياتنا باعتقال أحمد الذي ما زال في حقبته العشرينية ويدرس الحقوق في جامعة القدس أبو ديس. نعم، يدرس القانون ولكننا هنا نتبع لقانون الاحتلال الذي يخالف كل المواثيق. لم يكمل أحمد دراسته، حيث كان في الفصل الأخير، ولم يجهز تجهيزات عرسه كما يجب، خُطف منا بالإجبار وفات موعد الزفاف المقرر.

"اعتقلوا أحمد أخوكي". لم أستوعب ما قيل وقتها: هل اعتقل عريسنا الذي نستعد لحفل زفافه يا الله على الصدمة! نعرف أننا هنا في فلسطين معرضين للاعتقال في أي وقت لكني حزنت على أخي ورفيق الحياة الأول.

لطالما نظرت حولي بكل حواسي لأستشعر شيئًا يكون دافعًا لي يجعلني دومًا أرى الخير في الأشياء لا العكس، شيئًا يدفعني لأستمر دون كلل أو ملل. إلى أن انقلبت حياتنا باعتقال أحمد الذي ما زال في حقبته العشرينية ويدرس الحقوق في جامعة القدس أبو ديس. نعم، يدرس القانون ولكننا هنا نتبع لقانون الاحتلال الذي يخالف كل المواثيق. لم يكمل أحمد دراسته، حيث كان في الفصل الأخير، ولم يجهز تجهيزات عرسه كما يجب، خُطف منا بالإجبار وفات موعد الزفاف المقرر.

أحمد رجل مجتهد عصامي، كان يعمل طوال الليل والنهار، لم يكتف بعمل واحد، اجتهد ليحصل على الحياة التي أحبها ويحبها، لكن فجأة ودون سابق إنذار خطفه الأسر من كل أحلامه رغم ألمه الذي أصابه بحادث سير على طريق على حاجز أقامه العدو.

رأيته ينهار، ليس لشيء، بل لغربته عنا وعن ما يحب، وإثر الظلم الذي حجب عنه الضوء الذي يرسم ابتسامته، ثم تدارك نفسه وتماسك. بدأ يقاوم ثقل قلبه بقوة، إنه رائع بصورةٍ أعجزُ عن وصفها، رغم كل الأسى والضيق الذي مررنا به هو ونحن إلا أنه كان في كل مرة هو من يواسينا، حتى بغربته عنا كان يصنع من أشيائنا شيئًا جميلًا. علمني أحمد أن للإنسان ما يسعى له حبًا ورضا.


اقرأ أيضًا: رائد وأسماء الحوتري: زوجان يفصلهما 22 مؤبدًا!


جعلني أرى كل الصعاب شيئًا هينًا رغم قساوتها، علمني أن لا أدع أي شيء يضعفني ويثنيني. أخي خير قدوة لي، صورة له جعلتها بين عيني دومًا تدفعني استمر في مسيرة الحياة الطويلة. في هذه الدنيا لا عيش دون مرارة وقسوة، لكن لا لذة ولا استمرار دون تحدي وإرادة وابتسامة.