بنفسج

الزواج بين كفتي ميزان

السبت 11 مارس

لا يمكن لأيّ جيبٍ ممتلئ مهما كان حجم امتلائه أن يملأ في القلب فراغًا لا تملؤه سوى المشاعر؛ المشاعر الحقيقية وحسب! والإنسان لا يعد مُؤهلًا للزواج فقط لأنه امتلك بيتًا، أو سيارة، أو وظيفة، أو رصيدًا هائلًا، أو لأنه بلغ سنًا معينًا، أو لأيّ من هذه المعايير. لأنّ امتلاك بيت لا يعني بالضرورة أن ذلك الإنسان قادر على التفهم والاحتواء.  ووجود الوظيفة يعني ببساطة أنّ ذلك الشخص خبير في مجاله الوظيفي ولكن ليس شرطًا أن يكون مدركًا حقًا لمفهوم الأسرة والزواج وما إلى ذلك.

لا يمكن لأيّ جيبٍ ممتلئ مهما كان حجم امتلائه أن يملأ في القلب فراغًا لا تملؤه سوى المشاعر؛ المشاعر الحقيقية وحسب! والإنسان لا يعد مُؤهلًا للزواج فقط لأنه امتلك بيتًا، أو سيارة، أو وظيفة، أو رصيدًا هائلًا، أو لأنه بلغ سنًا معينًا، أو لأيّ من هذه المعايير. لأنّ امتلاك بيت لا يعني بالضرورة أن ذلك الإنسان قادر على التفهم والاحتواء.

 ووجود الوظيفة يعني ببساطة أنّ ذلك الشخص خبير في مجاله الوظيفي ولكن ليس شرطًا أن يكون مدركًا حقًا لمفهوم الأسرة والزواج وما إلى ذلك، وتوفر المال في الرصيد البنكي لا يعني أنّ الحب والمودة والرحمة ستكون متوفرة كذلك، أما بلوغ الإنسان سنًا معينًا فهو غير مرتبط بتاتًا بمستوى فِكره ونضوجه العقلي وخبرته في التعامل مع الحياة والأشياء! 

حسنًا، لا أعني هنا أن المشاعر وحدها هي كل شيء، ولا أنّ الماديات لا تمثل شيئًا على الإطلاق، لا هذا ولا ذاك، لأنّ الأشياء في الواقع غالبًا ما تتخذ لونًا يميل إلى الرمادي، وليس على الإنسان أن يكون كاملًا في كل شيء كي يُقدم على خطوة ما لأنه باختصار شديد لن يكون كاملًا أبدًا، بل معروف أنه سيقصّر أحيانًا، وسيخطئ أحيانًا أخرى، وسيفشل مرات عديدة كأيّ إنسان طبيعي.

حسنًا، لا أعني هنا أن المشاعر وحدها هي كل شيء، ولا أنّ الماديات لا تمثل شيئًا على الإطلاق، لا هذا ولا ذاك، لأنّ الأشياء في الواقع غالبًا ما تتخذ لونًا يميل إلى الرمادي، وليس على الإنسان أن يكون كاملًا في كل شيء كي يُقدم على خطوة ما لأنه باختصار شديد لن يكون كاملًا أبدًا، بل معروف أنه سيقصّر أحيانًا، وسيخطئ أحيانًا أخرى، وسيفشل مرات عديدة كأيّ إنسان طبيعي.

السر فقط يكمن في أنه يحاول، وأنه يسير خطوات بسيطة نحو تغيير ملموس؛ تغيير في قناعاته، وأسلوبه. تغيير على المستوى الشخصي يوائم تلك المرحلة الجديدة التي هو مقبل عليها.. أما ذلك الإنسان الذي يرفض التغيير، ولا يرى أن له أي أهمية من الأساس، ويقتنع تمامًا بأن جيبه الممتلئ وسيرته المهنية الناجحة سترقّع تلك الفراغات في شخصه وأسلوبه فهو واهمٌ بحق! 


اقرأ أيضًا: ميثاقًا غليظًا: كيف يكون الزواج مودة ورحمة؟


ذلك لأنّ الإنسان لا يعيبه جيبه وفقره بقدر ما يعيبه خشونة طبعه، وفظاظة لسانه، وصعوبة التعامل معه .. وإن كان قطار الزواج سيفوت كما يقولون، فدعه يفوت إذًا إن كان مقترنًا بالارتباط بشخص بهذه المواصفات. أجل، فخيرُ لقطار الموت هذا أن يفوت حقًا، بل خير للمرء ألا يذهب إلى محطات بائسة كهذه منذ البداية من أن يخاطر بقلبه وحياته إن هو اختار اللحاق بقطار كهذا!  والسلام على من عرف نفسه، وأدرك قيمتها، وعزّ عليه أن يخوض بها في سبل لا تليق بها.