بنفسج

 لله در الغرباء

الثلاثاء 16 مايو

ثمّة لحظات عجيبة تمر بنا كثيرًا ما أميل إلى تسميتها بـ (لحظات الغرباء).. أتدري لماذا؟ لأنها واحدة من تلك اللحظات التي نشعر فيها أن العالم بأسره يتكئ على ظهورنا، فنهرب من الناس إلى العزلة كأن نهرب إلى غرفتنا مثًلا، أو إلى شارع لا نعرف اسمه، أو إلى كرسي انتظار في محطة لا ننوي استقلال قطارها، نهرب هكذا إلى أي مكان، ولكننا لا نهرب إلى أحد نعرفه! وبينما نحن في هذا الهرب، وهذه العزلة إذ يحدث شيء لا نتوقع حدوثه، كأن تأتينا رسالة مواسية من شخص لم يكن على علم مسبق بحالنا، أو أن يأتينا غريب من حيث لا ندري ولا نعلم فيهوّن علينا بكلامه ثم يرحل.

ثمّة لحظات عجيبة تمر بنا كثيرًا ما أميل إلى تسميتها بـ (لحظات الغرباء).. أتدري لماذا؟ لأنها واحدة من تلك اللحظات التي نشعر فيها أن العالم بأسره يتكئ على ظهورنا، فنهرب من الناس إلى العزلة كأن نهرب إلى غرفتنا مثًلا، أو إلى شارع لا نعرف اسمه، أو إلى كرسي انتظار في محطة لا ننوي استقلال قطارها، نهرب هكذا إلى أي مكان، ولكننا لا نهرب إلى أحد نعرفه!

وبينما نحن في هذا الهرب، وهذه العزلة إذ يحدث شيء لا نتوقع حدوثه، كأن تأتينا رسالة مواسية من شخص لم يكن على علم مسبق بحالنا، أو أن يأتينا غريب من حيث لا ندري ولا نعلم فيهوّن علينا بكلامه ثم يرحل، فإذا بالحزن الذي ملأ أركان أرواحنا يتبخر كما تتبخر المياه، وإذا بالخوف الذي صدّع جدران قلوبنا ينقشع كما تنقشع السحب، وإذا بالأمل يعود إلينا من حيث لم نكن نتوقع كالرزق يسوقه الله للإنسان من حيث لا يحتسب!

ولكننا بعدها نساءل أنفسنا: كيف علم هذا الغريب أننا في أمسّ الحاجة إلى كلامه ورسالته؟ نعلم في دواخلنا أننا لن نجد إجابة لهذا السؤال، ولكننا نعلم أيضًا أننا سنظل ممتنين لهذا الغريب؛ لأنه في واحدة من منعطفات طريق حياتنا التي كدنا أن نسقط فيها، قد مد إلينا يده وأعاننا على الوقوف من جديد، وعلى إكمال الطريق دونًا عن كل الذين نعرفهم! لله درّ أولئك الغرباء إن صحّ أن نطلق عليهم بعد الذي فعلوه لنا غرباء!