بنفسج

"ليست مسؤوليتي".. على أعتاب جيل جديد

الأربعاء 17 مايو

المرأة خادمَة في بيتِها، هذا صحيح مطلوب من كلِّ امرأة مسؤولة عن بيت أن تقومَ بشؤونهِ اليومية العادية المملة ليسَ من باب الخدمة والإهانة ولكن من باب المسؤولة وهيَ تتشارك هذهِ المسؤولية مع زوجها وأبنائهما حينَ يصبح باستطاعتهم المساعدة في إدارة شؤون البيت. وحينَ تقول إحدانا أنا لم أخلق للطبخ والجلي والمسح وغيره! فالإجابة هُنا من إذا سيقوم بهذهِ المهام إذا قال الرجل ليسَ عملي وقالت المرأة ليسَ عملي فمن سيقوم بهذهِ الأعمال؟ وبالقياس كيفَ ستقوم البيوت وتؤسَّسُ الأسر ويربَّى الأبناء في بيئة صحية وآمنة.
ليست مؤوليتي.jpg

المرأة خادمَة في بيتِها، هذا صحيح مطلوب من كلِّ امرأة مسؤولة عن بيت أن تقومَ بشؤونهِ اليومية العادية المملة ليسَ من باب الخدمة والإهانة ولكن من باب المسؤولة وهيَ تتشارك هذهِ المسؤولية مع زوجها وأبنائهما حينَ يصبح باستطاعتهم المساعدة في إدارة شؤون البيت. وحينَ تقول إحدانا أنا لم أخلق للطبخ والجلي والمسح وغيره! فالإجابة هُنا من إذا سيقوم بهذهِ المهام إذا قال الرجل ليسَ عملي وقالت المرأة ليسَ عملي فمن سيقوم بهذهِ الأعمال؟ وبالقياس كيفَ ستقوم البيوت وتؤسَّسُ الأسر ويربَّى الأبناء في بيئة صحية وآمنة.

وإنهُ ممًّا أستغربهُ حقًّا أن أسمعَ فتاة أو شابًّا في أول العشرينات فما فوق يقول بفخر: "أنا ما بعرف أقلي بيضة" "ولا عمري غسلت جربان" "ولا بعرف أخيط زر بقميص" "ما بعرف أستخدم السكينة ولا أحشي ساندويش". العجيب أنهم يعتقدون أن هذهِ الأمور من أعمال الخدم أو ربات المنزل، وهذهِ الأمور من مهارات الحياة الأساسية التي يجب أن يتعلمها كل إنسان وأن تكون من أساسيات التربية، أن يتعلم الأبناء كيفَ يعتنون بأنفسهم وأغراضهِم وأحبائهم.

وربما ما يحدث بمجتمعنا أن تتحول الأم إلى مكينة يومية لهذهِ المهام، وتصير وحدَها القائمة بها والناطق الرسمي بكل صغيرة وكبيرة في المنزل، ويتحول الزوج والأبناء لكومة بشرية من الاتكالية والكسل وتتحوَّل مسؤوليتها كأم للمنزل ومدبرة بيت إلى خادمة حقًّا لأنَّ بقية الأسرة تنتظر منها أن تحضر الطعام وتضعهُ أمامَهم، وتغسلَ ثيابَهم وتضعها في خزائِنهم، وتشتري أغراضَهم، وتنظف تحتهم وفوقهم ومن حولهم، وتمرِّضهم وحينَ تمرض أو تتعب لا تجد من يعتني بها أو يعتني بالبيت!

هنا تفقد الأسرة معنى التربية القائم على المشاركة وتحمل المسؤولية والتواضع والأخلاق وسينتج لنا جيل آخر من: "ليسَ عملي!" وهنا يحقُّ للمرأة أن تقول: "لم أخلق لأقضي حياتي في ذلك" فهيَ كإنسان لديها احتياجات أخرى في الحياة ويحق لها بعض الأنانية وبعض الوقت الخاص لها وحدها والذي غالبًا لا يهونُ عليها أن يكونَ لها، فتعطيهِ لنا.

والحقيقة أن بيوتنا هيَ مهمتنا جميعًا وعملُنا جميعًا، وأفراد الأسرةِ خدمٌ فيها كأم وأب وأبناء، ومتى تكاملت الأدوار، تكاملت الأسر، وصلحت، وصلحَ المجتمع، وإلَّا تحولت البيوت إلى بيتِ إقطاعي في العصور الوسطى، وسجنٍ للأمهات.