بنفسج

كحامل المسك أو نافخ الكير: كيف يبتعد أبنائك عن أصدقاء السوء؟

السبت 24 يونيو

كيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء
كيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء

تعد عملية التربية، وكيفية التعامل مع الأبناء بصورة سليمة، وسؤال كيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء، شيء مؤرق للأمهات، ويبقين في فلك التساؤلات في هذه المهمة التي باتت تعد واحدة من أصعب وأشق المهمات في أيامنا الحالية، يصفها البعض بأنها مضنية متعبة بحاجة إلى الكثير من الاطلاع والقراءة والبحث والمرونة؛ فهي لم تعد كما كانت لعقودٍ مضت تلقائية سهلة بحاجة إلى تقليل القواعد الصارمة، مليئة بالتجربة والخطأ والاجتهاد والعشوائية.

 فنحن نقف أمام أجيال واعية، فتحت أمامهم الدنيا على مصراعيها وهم في أحضاننا في البيوت المغلقة حتى قبل أن يخرجوا إلى العالم الخارجي. وذلك بسبب الانفتاح التكنولوجي والانهمار المعرفي الذي ينهال علينا من كل حدبٍ وصوب مع وجود الشبكة العنكبوتية والتطبيقات المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي؛ كالتيك توك والانستغرام والفيسبوك وغيرها.

التحدي في وسائل التربية

كيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء
 
كثيرة هي التحديات التي نواجهها اليوم مع أبنائنا بسبب الحداثة التي تفرض علينا واقعًا لا بد وأن نتعامل معه بشكل خاص، فإغلاق الباب وعدم الحديث عن التحديات التي تواجه جيل اليوم لا يلغي المشاكل التربوية، ولا يلغي الكوارث التي تحصل بل يعمقها ويؤججها.
 
نقف اليوم أمام التحدي الأصعب، وهو تمرير القيم الصحيحة الخيرية بقواعد ثابتة للأبناء بطريقة مرنة ومسؤولة بعيدًا عن العشوائية، وبعيدًا عن القيم الدخيلة التي باتت اليوم تهدد أجيالنا وتطرق أبوابنا عبر الإعلام وأدواته، وعبر تحديات التيك توك، ومشاهير السوشل ميديا.

كثيرة هي التحديات التي نواجهها اليوم مع أبنائنا بسبب الحداثة التي تفرض علينا واقعًا لا بد وأن نتعامل معه بشكل خاص، فإغلاق الباب وعدم الحديث عن التحديات التي تواجه جيل اليوم لا يلغي المشاكل التربوية، ولا يلغي الكوارث التي تحصل بل يعمقها ويؤججها. نقف اليوم أمام التحدي الأصعب، وهو تمرير القيم الصحيحة الخيرية بقواعد ثابتة للأبناء بطريقة مرنة ومسؤولة بعيدًا عن العشوائية، وبعيدًا عن القيم الدخيلة التي باتت اليوم تهدد أجيالنا وتطرق أبوابنا عبر الإعلام وأدواته، وعبر تحديات "التيك توك"، و"مشاهير السوشل ميديا".

وجب علينا كأهل أن نختار طريقة واحدة في التربية، ونخطط لها كأب وأم معًا، ونتفق في ما بيننا عليها ونمررها للأبناء، حتى لا تصيبهم اللخبطة والعشوائية، بعيدًا عن تشويشات العالم الخارجي والافتراضي؛ فالانهمار المعرفي والكثير من كتب التربية والكثير من المحاضرات عقدت برأيي هذه المهمة ولم تبسطها، حيث يغرق أحدنا بالطرق والأساليب والنصائح والإرشادات التي وجب علينا اعتمادها كمربيين؛ لنربي أبناءنا بشكل سليم وواع ومسؤول. نغرق بتفاصيل التربية الحديثة، ولم نعد قادرين على اختيار منهج صحي واحد وواضح واعتماده، فأضحت مهمة التربية تتعقد مع التطور والحداثة ولا تتبسط.

أبرز التحديات التي تواجهنا في رحلة التربية هذه الأيام مسألة اختيار الأصدقاء. وقد اخترت هذا الموضوع لأتحدث عنه اليوم، حيث يخرج الطفل من بيئته البيتية التي فيها أشخاص محددين ومعروفين، وهو في عمر المدرسة نحو مجموعة هائلة من الأصدقاء والزملاء، والأقران من نفس الفئة العمرية، يأتون من بيئات مختلفة منهم الصالح والطالح الملتزم والمتفلت الطيب والخبيث.

تواجههنا كأهل الكثير من التحديات مع أبنائنا (كاختيار الأصدقاء، اختيار الأنشطة الملائمة لمرحلة ما بعد المدرسة، إبعادهم عن الشاشات، إحاطتهم بجو من التفاهم والأمان، مشاركتهم بأنشطة واللعب معهم خلال يومهم، تعويدهم على الصلاة، ربطهم بالأخلاق الحميدة، تعويدهم على البذل والعطاء، تقوية شخصيتهم، جعلهم صالحين ملتزمين أسوياء نفسيًا لديهم قوة جسدية ونفسية محصنين فكريًا، ليسوا إمعات، وغيرها الكثير الكثير من التحديات التي وجب علينا أن لا نغفل عنها، ونعطي كل منها حقها حتى نخرجهم للعالم أسوياء على كافة الأصعدة والاتجاهات.


اقرأ أيضًا: أطفال المساجد: عن التربية بين القباب والمآذن


وأبرز التحديات التي تواجهنا في رحلة التربية هذه الأيام مسألة اختيار الأصدقاء وكيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء. وقد اخترت هذا الموضوع لأتحدث عنه اليوم، حيث يخرج الطفل من بيئته البيتية التي فيها أشخاص محددين ومعروفين، وهو في عمر المدرسة نحو مجموعة هائلة من الأصدقاء والزملاء، والأقران من نفس الفئة العمرية، يأتون من بيئات مختلفة منهم الصالح والطالح الملتزم والمتفلت الطيب والخبيث، فكيف نساعد ابننا، سواءً في جيل المدرسة ببدايتها كطفل أو في وسطها أو نهايتها كمراهق حتى، على اختيار أصدقائه؟ ما السبل التي يمكن أن نعتمدها لنحيط أبناءنا بالصالحين ونجنبهم أصدقاء السوء؟

كيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء

كيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء
عليك الاتفاق مع الطفل على معايير لاختيار الأصدقاء منذ عمر مبكر ومراقبة سلوكه جيدًا

أقدم لكم مجموعة من النصائح العملية بشكل مبسط وواضح،التي تجيب على كيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء:

| تعلميه كيف يختار رفاقه: الاتفاق مع الابن على وضع معايير واضحة، وتحديد صفات بينة، عليه أن يختار أصدقاءه على أساسها مثل: صدقه، اجتهاده، شجاعته، وهكذا.

| تقوية شخصيته: تمكين الطفل من أدوات معرفية يستعملها لرفض أي سلوك عدواني أو سيء من الأقران ككلمة (لا)، إخبار المعلم، طلب المساعدة منا. رفض أي سلوك عدواني وسيء، وحتى اعتماد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليرد زملاءه عن السوء وحثهم على الفضائل.


اقرأ أيضًا: أريد أن يكون ابني الأفضل.. عبارة قد تدمر ابنك


| إشراك الطفل بدورات تحفيظ القرآن: تفسيره، إقامة الصلوات مع الجماعة، فإلحاقه ببيئات الصلاح يمكنه من اختيار أخلاء صالحين.

| الدعاء لهم: الدعاء الدائم للأبناء أمامهم وإشراكهم بالدعاء؛ فالتوكل على الله والطلب منه أن يصنع أبنائنا على عينه من أولى الطرق التي تؤدي لتوفيقهم وصلاحهم.

كيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء

 

| إشعار الطفل بالأمان: متابعة أحداث الطفل بشكل يومي من خلال الحوار والتفاهم وإعطائه الأمان، وجعله يشعر بأن والديه جهة الأمان الوحيدة في هذا العالم، عليه أن يخبرهما بكل التفاصيل مع إشعاره الدائم بالثقة والراحة.

| مراقبة سلوك الطفل: متابعة سلوكه في المدرسة والنوادي والبيئات التي يتواجد فيها من خلال سؤال المعلمين ومشرفي النوادي عن سلوكه وعن أصدقائه.

| إشعار الطفل بالأمان: متابعة أحداث الطفل بشكل يومي من خلال الحوار والتفاهم وإعطائه الأمان، وجعله يشعر بأن والديه جهة الأمان الوحيدة في هذا العالم، عليه أن يخبرهما بكل التفاصيل مع إشعاره الدائم بالثقة والراحة.

| مراقبة سلوك الطفل: متابعة سلوكه في المدرسة والنوادي والبيئات التي يتواجد فيها من خلال سؤال المعلمين ومشرفي النوادي عن سلوكه وعن أصدقائه.

| ملء فراغ الطفل: وإعطاؤه مهمات مختلفة، وإشراكه في البيت، وإشعاره بأهميته في المنزل.


اقرأ أيضًا: لم يعد طفلًا: لتجاوز آمن لمرحلة المراهقة


| تحديد وقت للأجهزة الذكية: تحديد وقته على العالم الافتراضي مع عقد إتفاق على مراقبة جهازه اللوحي، وعدم استعماله إلا أمام الأهل في الصالة لتجنب أصدقاء السوء من العالم الافتراضي.

| ضبط مواعيد وساعات الخروج: تقنين الدخول والخروج، مع معرفة الأماكن التي يتواجد فيها، والساعات التي يقضيها.

| عدم الإجبار على اختيار أصدقاء معينين: النقطة المحورية لسؤال كيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء هو عدم فرض الأمور فرضًا قسريًا عليه، وعدم إجباره على اختيار أصدقاء معينين بشكل صارم حتى لا يقوم برد فعل عكسي، ويعتمد أسلوب التحدي والعناد.

كيف ابعد ابني عن أصدقاء السوء
إخبار الطفل عن الأصدقاء ورواية القصص له ليستخرج العبرة والعظة بنفسه

| قراءة القصص له: قراءة قصص، أو إجراء حوارات، أو إخباره بشكل غير مباشر عن الأصدقاء، وأن الصاحب ساحب، وأن المرء على دين خليله، من خلال قصص واقعية وأحداث حقيقية ليستنتج العبرة والعظة، فبعض الوعظ عليه أن يكون بطريقة غير مباشرة لنجد ثماره خصوصًا مع المراهقين.

كانت هذه مجموعة من النصائح البسيطة التي اعتمدها أنا على صعيد شخصي مع أبنائي وقطفت منها ثمار صالحة، أبرزها كان الدعاء الدائم لأولادي بالتوفيق والسداد والصلاح، وأن يقرب الله منهم الصالحين ويصنعهم على عينه، فقد سمعت مرة لأحد الصالحين عندما سُئل عن صلاح أبنائه والتزامهم الشديد قال لم أبرح الدعاء لهم كل ليلة.

 الحياة الحالية مليئة بالتحديات وتساؤل كيف ابعد عن أصدقاء السوء معضلة كبيرة وتحتاج لجهد كبير، إذ لم تعد الأسرة وحدها من تربي الأبناء، ولم تعد المهمة سهلة وبسيطة كما كانت من قبل، لذا علينا ألا نبرح الدعاء لهم بالسداد من الله جل في علاه مع أخذ كل وسائل وأساليب الأخذ بالأسباب الدنيوية أيضًا. أسأل الله أن يمنّ علينا بتربية أبنائها بطريقة قويمة، ويجعلهم قرة أعين ويجنبهم أصدقاء السوء.