بنفسج

نجاح مسلم لأطفال التوحد: أحلامكم حقيقة في دقيقة واحدة

السبت 13 يونيو

انطلقت من إيمانها بأهمية قضية أطفال التوحد المهمشين في المجتمع الفلسطيني وأرادت أن تسلّط الضوء عليهم، فعكفت على إنتاج فيلم يحاكي قضيتهم وحقهم في التعليم ودمجهم في المدارس. فيلمها يحمل اسماً يبثّ الأمل لهم أسمته "أحلامهم حقيقة"، كان لزامًا عليها أن تجمل رسالتها من ورائه في دقيقة واحدة تروي خلالها كل ما تريده، وتلتقط لعيون المشاهد صوراً توصل له الصورة كاملة.

الإعلامية والمخرجة الفلسطينية نجاح مسلم نجحت بإيصال فكرتها؛ فنجح فيلمها بالحصول على المرتبة الأولى في مسابقة "فيلم الدقيقة الواحدة" التي أطلقتها مؤسسة "سوا" تحت عنوان "متساوون رغم الاختلاف"، بغية ترسيخ فكرة المساواة بين جميع الفئات، ومحاربة كافة أشكال التمييز، ومحاربة العنف الأسري والمجتمعي.

حصاد جهدها

 
نجاح مسلم  الشغوفة بعالم الإعلام درست الصحافة عن حب واقتناع تام، ومن ثم درست الماجستير في الدراسات الدولية - تخصص دبلوماسية. اثنا عشر عامًا خلاصة عملها الإعلامي، تنقلت خلالها بين العديد من المؤسسات الإعلامية، إلى أن انتهى به المطاف كمقدمة أخبار وبرامج في شبكة أجيال الإذاعية، ومدربة إعلام.
 
صاحبة فكرة فيلم "أحلامهم حقيقة" الذي حصل على المرتبة الأولى في مسابقة "فيلم الدقيقة الواحدة"، الذي يناقش قضية أطفال التوحد.

يوم الإعلان عن نتائج المسابقة كان التوتر سيد الموقف، ولكن حين صدح اسم "أحلامهم حقيقة" في المكان دقّ قلبها ولمعت عيونها فرحًا وابتهاجًا بحصاد واجتهاد الأيام، وألقت نظرتها الأولى على عائلتها لترى نظرات الفخر والفرح.

نجاح الشغوفة بعالم الإعلام درست الصحافة عن حب واقتناع تام، ومن ثم درست الماجستير في الدراسات الدولية - تخصص دبلوماسية. اثنا عشر عامًا خلاصة عملها الإعلامي، تنقلت خلالها بين العديد من المؤسسات الإعلامية، إلى أن انتهى به المطاف كمقدمة أخبار وبرامج في شبكة أجيال الإذاعية، ومدربة إعلام.

تقول منتجة الفيلم لــ "بنفسج": "هذه المنافسة كانت تحدياً بالنسبة لي كون أحد الشروط الرئيسية للفيلم أن يكون دقيقة واحدة فقط، سلّطت الضوء خلاله على جزء من معاناة أطفال التوحد وذويهم، وحقهم في نيل التعليم الملائم لهم بدمجهم في المدارس".

استغلت نجاح المسابقة لإعلاء صوت ذوي التوحد؛ كونها قضية شبه مغيبة في الإعلام. لم تهتم صديقتنا أن تفوز بالمرتبة الأولى أبدًا، كان يكفيها أن تصل الفكرة، إضافة لتقديم يد العون بأبسط الإمكانات لكل أطفال التوحد.

حكاية الفكرة

غ44.png
 

اختارت فكرتها بناءً على تجربة لبعض أصدقائها ممن لديهم طفل توحّد؛ فتوصلت إلى نتيجة مفادها بأن رعاية هؤلاء الأطفال، وتقديم التأهيل اللازم لهم، يلعب دورًا في تحسين حالتهم ودمجهم في المجتمع. تضيف: "هناك من اعتنى بطفله؛ فتطوّر من طفل غير ناطق إلى ناطق جيد، ومنهم من تحسن سلوكيًا، أما بعضهم الآخر فساءت حالته نتيجة لعدم دراية الأهل بكيفية التعامل مع طفلهم وتأهيله".

خلال عملية الإعداد والمونتاج اضطرت نجاح مرغمة للسير على قواعد المسابقة التي تلزم أن يكون الفيلم دقيقة واحدة، فحذفت بعض المقاطع التي تجسد حياة بطل الفيلم فادي، إضافة لقص أجزاء من حديث والدته بشكل لا يخل بالقصة.

وعند سؤالها عن سبب اختيار اسم "أحلامهم حقيقة"، أجابت: "الحلم عادة يبقى حلما أقرب لصورة خيالية صعبة التحقق، إلا أن حلم أم فادي بطلة الفيلم الحقيقيّة قابل للتحقق؛ فبعد توجهها لعدة مدارس ومقابلتها بالرفض، وجدت ضآلتها في إحدى المدارس التي قبلت ابنها بشرط مرافقتها له كمعلمة ظل".

  | لم يكن الإنجاز الأول

هذا الفيلم لم يكن الأول للمخرجة نجاح؛ فقد سبقه فيلم "القدس بالألوان"، الذي يصف حالة الشعب الفلسطيني الممنوع من دخول القدس إلا بتصريح من الاحتلال الإسرائيلي. إضافة لفيلم "حسبة بلدنا" الذي جاء كجزء من سلسة أفلام حول الحياة اليومية في فلسطين. تاريخها الإعلامي حافل بالإنجازات؛ فهي حاصلة على المركز الأول في مسابقة الصحفي الشاب في فلسطين بالتعاون مع  دويتشه فيله – DW.

الإعلامية وصانعة الافلام أول فلسطينية تلتحق بمنظمة توستماسترز وتنال شهادة الاحتراف بتطوير القيادة، تقول: "توستماسترز مؤسسة تعليمية غير ربحية، تعلم فن الخطابة والتحدث أمام الجمهور ومهارات القيادة في أكثر من 143 دولة حول العالم من خلال نوادي تابعة لها يصل عددها لأكثر من 16 ألفا، ومقرها في الولايات المتحدة الأمريكية".

تعرفت نجاح على المنظمة صدفة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من خلال نادي رام الله توستماسترز، فقررت الانضمام لصقل مهارات الخطابة والقيادة لديها. وتشير إلى أن الالتحاق بالمنظمة يتم عبر زيارة الموقع الرسمي واختيار المشروع المناسب لإتقان التواصل والقيادة من بين 11 مشروعًا متاحًا على الموقع الإلكتروني.

وتوضح الإعلامية: "تتم متابعة المشاركين عبر النوادي المرخصة رسميًا مثلًا في مدينة رام الله يوجد النادي المرخص رسميًا رام الله توستماسترز الذي يعقد اجتماعات دورية للملتحقين".

  كل إنجاز بداية

 
لم تستسلم نجاح لمن أثبط عزيمتها، وواصلت السير في طريقها الإعلامي، فقد عملت كمنسقة إعلامية لـ "تيدكس ميدان المنارة" والذي يعتبر منبراً للتبادل الفكري والمعرفي ولنشر الأفكار التي تستحق النشر.
 
لو خُيّرت نجاح ما بين عالم صناعة الأفلام والإذاعة والقيادة، لاختارت العمل الإذاعي. حيث تعتبر أن الصوت سحر والإلقاء فن والموسيقى عالم؛ ما إن يتم دمجهم بالشكل الصحيح حتى تُرسم للمستمع لوحة فنية تدوم في مخيلته.

ترى ضيفة "بنفسج" أن على الإعلامية الفلسطينية أن تبذل جهدًا مضاعفًا لإثبات نفسها عن الرجل، تقول: "واجهتني تحديات عديدة خلال عملي، ولكن منذ أن أصبحت أمًا لثلاثة أطفال، قال لي بعض زملائي العاملين في الوسط الصحفي: ماذا تريدين بالعمل؟! اجلسي في منزلك أفضل لك".

لم تستسلم نجاح لمن أثبط عزيمتها، وواصلت السير في طريقها الإعلامي، فقد عملت كمنسقة إعلامية لـ "تيدكس ميدان المنارة" والذي يعتبر منبراً للتبادل الفكري والمعرفي ولنشر الأفكار التي تستحق النشر. تبين نجاح أن عملها في تيدكس تمثل بالمتابعة مع الإعلام المحلي والعربي على مدار أسابيع لضمان أكبر تغطية ممكنة للحدث وتعريف الناس بماهية تيدكس وأهميته، والمساهمة في تقديم الحدث بتاريخه.

لو خُيّرت نجاح ما بين عالم صناعة الأفلام والإذاعة والقيادة، لاختارت العمل الإذاعي. حيث تعتبر أن الصوت سحر والإلقاء فن والموسيقى عالم؛ ما إن يتم دمجهم بالشكل الصحيح حتى تُرسم للمستمع لوحة فنية تدوم في مخيلته. ضيفة "بنفسج" تجد نفسها أينما تترك الأثر، هو مقياسها بغض النظر عن الشكل الإعلامي الذي تنتهجه. وتختم نجاح حديثها مع "بنفسج" قائلة: "كل إنجاز أحتفي به هو نقطة بداية لما هو قادم".