بنفسج

هل للنحافة مخاطر أيضًا؟

السبت 05 اغسطس

تنتشر في الآونة الأخيرة، وبشكل كبير، ظاهرة النحافة بين الأشخاص، فدعونا نتعرف في هذا المقال على ماهية النحافة؟ ما أسبابها؟ هلا فعلًا هي خطيرة وقد تسبب مشاكل صحية؟ وهل يستوجب وجوده العلاج والمتابعة؟ هل هناك حلول لذلك؟ وهل حقًا الوصفات المنتشرة والأدوية المنتشرة بالأسواق تساعد على زيادة الوزن؟

بداية تعرف النحافة أنها انخفاض وزن الإنسان عن المنحنى الطبيعي المحدد بناء على عمره وطوله، ويقاس ذلك عن طريق حساب مؤشر السمنة BMI ( الوزن كغم/ الطول بالمتر تربيع)، فإذا كانت نتيجة هذا المعدل أقل من 18.5 ينصف الشخص أنه ضمن منحنى النحافة، وكلما قل الرقم أكثر دخل في النحافة المفرطة والخطرة والتي سنتحدث عن مشاكلها لاحقًا.

ما هي أسباب النحافة؟

1-23.jpg

| أسباب مرضية: منها مرتبطة بالأمراض الجسدية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، السكري، السرطان، ومتلازمة القولون المتهيج أو السيلياك، ومنها ما هو نفسي مرتبط بالاضطرابات العقلية، مثل القلق والاكتئاب والوسواس القهري وغيرها، بالإضافة إلى ما هو مرتبط بالأدوية التي تعمل على سد الشهية، نتيجة تلقي علاج معين مثل الكيماوي وغيرها.

| أسباب وراثية: تعتبر جينية متوارثة من الأجيال.


اقرأ أيضًا: اضطراب نهم الطعام: مرض نفسي أم عادات غير صحية؟


| أسباب متعلقة بنمط الحياة: مثل ممارسة تمارين رياضية بشكل عالي وسوء تغذية، اضطرابات الأكل منها ما هو مرتبط بالقلق وفقدان الشهية العصبي نتيجة الضغوطات الحياتية. وقد تكون النحافة في بعض الأحيان مؤقتة مرتبطة بظروف راهنة من مرض، وأدوية، توتر وقلق، تزول بزوال المسبب، فتعود شهية الشخص لوضعها الطبيعي وبالتالي يزداد وزن الشخص تدريجيًا وتلقائيًا دون الحاجة للمساعدة، ولكن في بعض الحالات قد يستمر الأمر لشهور وسنين ويصل إلى النحافة المفرطة التي تسبب خسارة في الكتلة العضلية، وفي الدهون ما يسبب الكثير من الأمراض.

ويعتبر الأشخاص الذين لديهم نحافة مفرطة أكثر الأشخاص عرضة لحدوث الأمراض؛ بسبب ضعف الجهاز المناعي لديهم، فوفقًا للإحصائيات، هم أكثر الأشخاص تواجدًا في المستشفيات؛ بسبب تفاقم وضعهم الصحي المرضي بشكل سريع.

ما هو تأثير النحافة؟

2-13.jpg

كما تسبب النحافة أيضا هشاشة في العظام، وتساقط الشعر، وضعف الأسنان، إلى جانب جفاف بالبشرة، قرحة المعدة، هزل وضعف شديد، واضطرابات في الدورة الشهرية للفتيات.

ويمتد تأثير نحافة الأشخاص على مستواهم التعليمي وتحصيلهم الأكاديمي، ففي دراسة أصدرت 2021 في مجلة International Journal of Environmental Research and Public Health لدراسة تأثير النحافة المفرطة على التحصيل والأداء الأكاديمي لفتيات في المرحلة الابتدائية لأعمار تتراوح بين 6 سنوات و13 سنة في الشمال الغربي من أفريقيا، أثبتت التأثير السلبي لسوء التغذية والنحافة على تحصيل الفتيات الأكاديمي في اللغات والرياضيات مقارنة بالفتيات ذوات الوزن الطبيعي.


اقرأ أيضًا: السمنة عند النساء: أسباب ظاهرة وخفية


وفي حال وجود فقدان الشهية مع نزول بالوزن بشكل مستمر وهزل وضعف شديد، يجب التوجه للطبيب أولًا لتشخيص سبب النحافة هل هو مرضي أو غير ذلك، ثم التوجه لأخصائي تغذية معتمد من وزارة الصحة؛ لبناء نظام غذائي مبني على حسب احتياجات الشخص من السعرات الحرارية، مرتبط بنمط حياته حتى يتمكن من الالتزام به، فلا تكون زيادة الوزن عن طريق تناول الطعام غير الصحي من الوجبات السريعة وغيرها من الحلويات؛ للصعود بالوزن، لأن ذلك يسبب ارتفاع الكولسترول وأمراض القلب، ولا يسبب ارتفاع سوى بالدهون دون الكتلة العضلية.

3-17.jpg

ولا يوجد ما يُسمى بوصفات صحية أو أعشاب لزيادة الوزن، فوجود وصفة واحدة دون نظام كامل لا يسبب زيادة الوزن، وإن فعلًا ساعد على زيادة الوزن؛ فهي زيادة مؤقتة، أما بما يسمى بأعشاب فاتحة للشهية ففور التوقف عن تناولها يعود الشخص لوضعه الأول، وقد يسبب بعضها أمراض صحية أخرى، كذلك الأمر للأدوية المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي غير المرخصة، فجميع الطرق السابقة هي استنزاف للوقت والمال دون حل جذري للمشكلة الصحية، وبالتالي عند توقف الشخص عن تناولها يعود لما كان عليه سابقًا.

والحل الجذري لذلك هو عمل فحوصات الدم للأمراض السابق ذكرها، ومراقبة الشخص لحالته النفسية، والابتعاد عن التوتر والقلق، إلى جانب اتباع نظام صحي شخصي لزيادة الوزن مع ممارسة تمارين المقاومة، والتوجه لأهل الاختصاص لعلاج المشكلة من طبيب وأخصائي تغذية وأخصائي نفسي لبعض الحالات.