بنفسج

د.ليلى شاهين

الإثنين 06 نوفمبر

أسست الدكتورة ليلى شاهين، وهي أكاديمية متقاعدة، متحف رفح على حسابها ونفقتها الخاصة بمبادرة فردية منها، جنوب رفح، قرب البلدية، في ديسمبر العام الماضي. يحتوي المتحف على وثائق قديمة من سجلات المحاكم وغيرها من الأوراق التاريخية للأهالي وممتلكاتهم ورواياتهم وحكايتهم في البلدة، كما يوجد في المتحف مقتنيات من ملابس وأثواب بتصاميم جميلة مختلفة، وأدوات تراثية وديكورات ومطرزات خاصة بالتراث الفلسطيني، وتقيم، الدكتورة ليلى في المتحف، الافتتاحات والمعارض والاحتفالات التراثية إحياء للمناسبات الفلسطينية، كيوم الأرض ويوم المرأة العالمي، وغيرها.

"لا يبقى شجر ولا حجر ولا إنسان ولا حيوان ولا تراث آمن هنا، راحت تحويشة العمر وتعبي، الأثواب والأحجار الكريمة والأثواب والعملات القديمة، والوثائق، تحويشة عمري راحت. هذا حالنا هذا حال الشعب الفلسطيني، الله ينصرنا عليهم يارب...متحف رفح في ذمة الله"، هذا ما قالته ليلى شاهين وهي تلملم ما بقي من المتحف بعد أن قصفه الاحتلال الهمجي، كما فعل بالمباني والمشاريع التي بناها أصحابها حجرًا حجرًا، في كل زاوية من زواياها حلمًا، وتفاصيل مزدحمة، أحيلت إلى رماد، وسويت بالأرض، يتأملها أصحابها، ويقلبون الجدران المهدمة فيها، والصور التي بقيت وراءها، ولسان حالهم يقول: الاحتلال يهدم أحلامنا...والله يعوضنا!

أسست الدكتورة ليلى شاهين، وهي أكاديمية متقاعدة، متحف رفح على حسابها ونفقتها الخاصة بمبادرة فردية منها، جنوب رفح، قرب البلدية، في ديسمبر العام الماضي. يحتوي المتحف على وثائق قديمة من سجلات المحاكم وغيرها من الأوراق التاريخية للأهالي وممتلكاتهم ورواياتهم وحكايتهم في البلدة، كما يوجد في المتحف مقتنيات من ملابس وأثواب بتصاميم جميلة مختلفة، وأدوات تراثية وديكورات ومطرزات خاصة بالتراث الفلسطيني، وتقيم، الدكتورة ليلى في المتحف، الافتتاحات والمعارض والاحتفالات التراثية إحياء للمناسبات الفلسطينية، كيوم الأرض ويوم المرأة العالمي، وغيرها.

أسست ليلى، بجهد فردي، متحف رفح ليحاكي ديمومة البقاء، في وجه عواصف التهجير والتطبيع والتهويد المتلاحقة، للوقوف في وجه المكائد التي تستهدف هوية الشعب الفلسطيني بإنكار تاريخه، ومحو كل ما يثبت أحقيته بأرضه، كرسالة مادية ومعنوية مواجهة الاحتلال الذين امتهنوا التحريف والتزوير، في سبيل التهويد وتزييف الحقيقة.يستقبل المتحف الشخصيات والمدارس والروضات، ويعقدون شراكات مع المراكز الأخرى للقيام بفاعليات ونشاطات تراثية وثقافية وبيئية.

تقول ليلى شاهين، مديرة المتحف ومؤسسته: "يحتوي المتحف العديد من المقتنيات التراثية، لنحتفظ بها والاحتفاظ بالعوية الفلسطينية وحتى نحافظ عليها. لا يوجد متحف في رفح، جميل أن أكون رائدة في هذا المجال، أدوات منزلية ومواد بناء، اجدد كل يوم في المتحف، وأتمنى ان أنقله على أرض خصبة خضراء حتى نوسعه، ويقبل عليه الأفراد والمؤسسات".

وتضيف: "اهتممت في بداياتي بالأنتيكا والمقتنيات النحاسية والحقائب والقطع المطرزة، ثم بالأثواب الفلسطينية التي اقتنيت الكثير منها، ونجحت طوال سنوات في الحفاظ عليها من القوارض والعفن. وكنت أغسلها كل فترة وأعرضها على الشمس ثم أعيد وضعها في حقائب لحفظها، كذلك كنت أنقلها في حقائب كبيرة خلال فترات العدوان الإسرائيلي كي تكون معي في أثناء النزوح من المنزل، فهي قيّمة كروحي التي أحافظ عليها".

"وعندما أصبحت في الثلاثين من العمر كنت أشتري الأثواب الفلسطينية من أسواق أو أقارب أو جيران أو أثواب قديمة مطرزة باليد، ثم انتقلت إلى مرحلة شراء الأدوات القديمة مثل المنجل والفأس، من أهالي ومحلات متخصصة، وخصصت صناديق لأنواع المقتنيات من عملات معدنية نقدية قديمة جرى تداولها في فلسطين، وأدوات فلاحين وأخرى نحاسية قديمة، وحتى البراقع والثياب الفلسطينية التي ترتديها المرأة بمختلف طبقاتها، وأزياء أخرى للرجال".

كذلك، جمعت شاهين في متحف رفح الأحجار الكريمة النادرة، وجوازات سفر فلسطينية قديمة قبل الاحتلال الاسرائيلي، وطوابع بريدية قديمة فلسطينية ووثائق أصلية ومصورة عن فلسطين القديمة، وأغطية رأس للمرأة الفلسطينية ذات أشكال متنوعة، وأنواعاً مختلفة أيضاً من السلال، وأيضاً غربالاً محنطاً قد يزيد عمره على 150 عاماً.

وتتطلع شاهين إلى الحصول على أرض في المستقبل لتأسيس قرية تراثية تحفظ التراث والتاريخ الفلسطينيين، من خلال تخصيص قاعات تدريب للنساء والشباب عن الذاكرة الفلسطينية عبر أدواتها القديمة، ودمجها بالحديثة وتكبير قاعات العرض وجمع الآثار وعرضها من أجل جذب الرحلات المدرسية ومساعدة الفنانين الفلسطينيين وأصحاب الاختصاص من الأكاديميين والطلاب. وتقول: "أحافظ على التراث، وأعمل على استهداف الأجيال من مدارس ومؤسسات لصنع قيمة واقعية، ونقل صور الأجداد الفلسطينيين".

وقد شجعها نجلها محمد على تأسيس المتحف، بعدما حصلت على موافقة من بلدية رفح، وساعدها عدد من المتطوعين وابناؤها الثلاثة الذين تخرجوا من كلية الفنون الجميلة، في تنفيذ أقسام مختلفة للمتحف وتصميم زجاج العرض. وصممت شاهين خيام الشعر البدوية القديمة، وحرصت على وضع مجسمات ترمز إلى رجال ونساء بدو يرتدون الأزياء التراثية، وأدوات قديمة مرتبطة بطرق العيش كي تعطي صورة متكاملة للحياة الفلسطينية القديمة. وهاهي الدكتورة ليلى اليوم تقف على أطلال المتحف قائلة: إنهم يهدمون كل شيء في غزة، عوضنا الله، كله فداء للمقاومة وغزة!