بنفسج

الشهيدة عبير حرب

الإثنين 18 ديسمبر

إسماعيل وأمه كانوا أناسًا من الجنة، لا أستطيع وصفهم، رحلوا إلى السماء في حرب 2021 في حرب غامشة على غزة كهذه، قبل زفافنا بأيام قليلة"…أنا عبير حرب، عروسا كنتُ قبل أن يقتل المحتل خطيبي إسماعيل وأهله، وها أنا اليوم أرحل، قتلني المحتل أيضًا ولحقت بمن أحببت ومن تمنيت، ومن ارتضيت.
الشهيدة عبير حرب

‎إسماعيل وأمه كانوا أناسًا من الجنة، لا أستطيع وصفهم، رحلوا إلى السماء في حرب 2021 في حرب غامشة على غزة كهذه، قبل زفافنا بأيام قليلة"…أنا عبير حرب، عروسا كنتُ قبل أن يقتل المحتل خطيبي إسماعيل وأهله، وها أنا اليوم أرحل، قتلني المحتل أيضًا ولحقت بمن أحببت ومن تمنيت، ومن ارتضيت.

‎عرفني العالم في 2021، كتبت عني الصحف، واستضافتني القنوات وأنا أجلس على ركام منزل رصننا حجارته بحب وسعادة، تحدثتُ عن مُصابي بسكينة وتصبّر، تحدثتُ عن ألمي الذي شعرته ثقيلاً ممتدا، طويلا بطول السنين القادمة.

‎عامان ونيف توقف الزمن، صنعتُ لنفسي عالمًا خاصًا، زمانه يعود للوراء، إلى بيت رغيد، وحبيب يأنس بحبيه، وأطفال يكبرون على أعيوننا، عائلة دافئة، ورب رحيم.. دقات الساعة عادت الآن، والزمن يمر إلى مستقبل لم يصل إليه خيالي الحالم.. كل شيء على ما يُرام يا أبي، فقد جمع الله الحبيبن، أنا في أمانتين، أمانة الله وأمانة إسماعيل.

التقيت إسماعيل قبل استشهاده بيوم واحد… وكنت قد رأيته في حلمي متألملا فقلت له لا بأس أنا بجانبك لن أتركك أبدا… ومن ثم جاء خبر استشهاده بعد ذلك بيوم واحد فكان هذا لقاءً أخيرًا.. لم يحرمني الاحتلال من خطيبي فحسب بل حرمني من سر سعادتي وأملي بأيام قادمة وعائلتي التي حلمت بها معه.. كنا فكرنا بأسماء أطفالنا وشكل بيتنا وخطط كثيرة حلمنا بتنفيذها، كان إسماعيل طموحًا يريد توسيع مشروعه، يسعى له بكل ما أوتي من عزم وقوة. 

عامان ونيف توقف الزمن، صنعتُ لنفسي عالمًا خاصًا، زمانه يعود للوراء، إلى بيت رغيد، وحبيب يأنس بحبيه، وأطفال يكبرون على أعيوننا، عائلة دافئة، ورب رحيم.. دقات الساعة عادت الآن، والزمن يمر إلى مستقبل لم يصل إليه خيالي الحالم.. كل شيء على ما يُرام يا أبي، فقد جمع الله الحبيبن، أنا في أمانتين، أمانة الله وأمانة إسماعيل.

الشخص الدي ملأ حياتي سعادة… لم أر أكرم منه.. كان يعطي فيبارك الله له. عريسي الوسيم الذي منحني ما لا أستطيع وصفه في ساعات وأيام. الحرب أخذت روحي… لم تبق لي إلا الحزن والحسرة… تخيلوا أننا كنا نجهز لعرسنا، ونرتب منزلنا ونعده ليكون أجمل منزل زوجية، وكنا ننتظر أبي ليعود من مصر فنحتفل بزفافنا. لقد انشغلت وإسماعيل بأدق تفاصيل هذا اليوم، وفكرنا بكل صغيرة وكبيرة، كان ليفعل أي شيء ليجعلني سعيدة، وقد كنت كذلك بمجرد رفقته. 

وها أنا اليوم سعيدة، بعد أن عشت سنتين لم أذق فيهما طعم الحياة، صدقنا الوعد والعهد والتقينا وفسّرت رؤيتي… هأنذا ألتقي بك مجددا يا حبيبي… سنزف عروسين كما حلمنا، عروسين في الجنة بلباسنا البهي.. ربما يكون أبيض… لباس العروس، أو أخضر لباس أهل الجنة، ربما يطوف علينا الولدان المخلدون، ونرتقي إلى الفردوس الأعلى على سرر متقابلين… هذا ما وعد الله به الشهداء… سيزفنا أهل الجنة يا حبيب الروح… ستتباهى السماء بأبهى حلى وستتزين بأجمل مما حلمنا… آتي عروسًا شهيدة إليك يا إسماعيل بعد سنتين وقد أطلت الغياب، سيشفى شوق المحبين ويروى قلب العاشقين في جنة وريحان..