بنفسج

تجربتي: كيف تعلمت الإنجليزية بدون معلم؟

الجمعة 19 يونيو

عندما تخرجت من البكالوريوس كان مستواي في اللغة الإنجليزية متواضعًا، وكان أفضل شيء أعرفه هو المصطلحات الخاصة بمهنتي، مع قدرة محدودة على المحادثة أو صياغة الجمل. لكن التحاقي في برنامج الماجستير بعد ذلك، اضطرني لتحسين قدراتي في اللغة الإنجليزية؛ لأتمكن من التعامل مع المواد الدراسية والأبحاث العلمية، ولأكتب أطروحتي الخاصة، وأناقشها باللغة الإنجليزية، وهناك بدأت رحلتي في تطوير لغتي بطرق مختلفة، والتي ارتكزت على الخطوات العملية التالية: 

| القراءة: كانت القراءة باللغة الإنجليزية هي المفتاح الأساسي، فبالقراءة نتعلم صياغة الجمل، ونجمع قدرًا كبيرًا من المفردات التي تصبح سهلة الفهم  مع مرور الوقت، بالإضافة إلى معرفة كيفية الربط بين الأفكار والانتقال بين الفقرات. وتكمن أهمية القراءة في أن النص متاح بالكامل بحيث يمكن ترجمة أية كلمة غير مفهومة بسهولة ويسر.

| الاستماع: ينصح مدربو اللغات الأجنبية بأن تستمع كثيرًا إلى اللغة التي تريد تعلمها، أن تغرق سمعك بها، حتى لو لم تفهم ما يقال. ذلك لأن الدماغ سيؤلف اللغة الجديدة وسيجعلها أكثر سهولة عند تعلمها. بهذه الطريقة سيكون صعبًا علينا ترجمة كل كلمة على حدة، ولكن يمكننا تعلم طريقة النطق، وسيدربنا على فهم المتحدث على المدى الطويل بصورة أفضل.

| المشاهدة: إنّ حضور التسجيلات المرئية مهم سواء كانت محاضرات أو تقارير وثائقية أو حتى مقاطع درامية؛ لأننا بذلك سنربط اللغة بالحدث وحركات الجسد والإيماءات، وقد نفهم الكثير من الكلمات من سياق سير الحدث. ومن المتاح حاليًا على يوتيوب مثلًا توفير نص الكلام المنطوق، وهذا يساعدنا على معرفة الكلمات الفائتة أو التي لم نتمكن من فهمها.

| الكتابة: عند جمع قدر جيد من المفردات وتحسين القدرة على صياغة الجمل وضبطها بالقواعد الصحيحة، فإنه يمكننا البدء بالكتابة، يمكننا الاقتصار في الكتابة على التقارير الدراسية، و لكن زيادة جودة الكتابة بحاجة إلى ممارسة مكثفة، إذ يمكننا الكتابة عن يومياتنا، أو الاشتراك في منتديات تعليمية أو التعليق باللغة الإنجليزية في وسائل التواصل مثلًا.

| خطوات عملية لاكتساب المهارات اللغوية

ولأجل ضمان فعالية الخطوات السابقة، يمكن اتباع بعض النصائح التي أفادتني بشكل كبير، ألخصها في التالي:

1- اختاري مواضيع المواد المستخدمة المقروءة والمسموعة والمرئية لتكون في مجال اهتماماتك أو تخصصك أو تفضيلاتك، فإذا كنت مهتمًا بالرياضة مثلا فاقرأ وتابع حولها، وإذا كنت مهتمة بالأمومة أو الأسرة فاختر المواد التي تزيد ثقافتك في ذلك.

2- اجعلي جزءًا من تفكيرك باللغة الإنجليزية، ومرّن دماغك على ذلك باستمرار، لأنك إذا أردت أن تتحدث مع شخص بالإنجليزية وأنت لا تملك هذه المهارة فإنك ستستمع إلى سؤاله ثم تفكر بترجمته لتفهمه، ثم ستحضر جوابًا بلغتك، ثم ستترجمه إلى الإنجليزية، ثم ستقوله، وبذلك تكون قد تأخرت كثيرًا!

3- واصلي التعرض للغة الإنجليزية بشكل يومي، فكلما زاد التعرض لها كان التقدم فيها أكبر.

4- حاولي الوصول لشخص يتحدث اللغة، أو يتشارك معك في هدف تقويتها، وحاوريه باستمرار.

5- اجعلي لك دافعًا قويًا لتطوير مهاراتك في اللغة الإنجليزية، مثل اجتياز امتحان ما، أو الحصول على مهنة، أو القدرة على فهم المواد المقروءة والمسموعة والمرئية في موضوع ما، فكلما كان دافعك أقوى كان تحصيلك أكبر.

وفي الختام، فإن هذه الخطوات والنصائح قد تناسبك كلها أو بعضها، فخذي ما تريدين واتركي ما تريدين. ربما قصرت في بعض الجوانب، ولكنها تجربتي الشخصية التي سعدت بها، وهناك تجارب ثرية أخرى قد تكمل الصورة.