بنفسج

"الطلاق انطلاق".. أهذا ما ينقصنا؟

الأربعاء 01 يوليو

 

تعرض بعض البرامج قضية الطلاق على أنها "حل" وأنها ليست "عيبًا" في ظل نظرة المجتمع العربي للمطلقة التي ترى أنها كتبت على نفسها الشقاء، وفي المقابل، يستمر الرجل المطلق في حياته وكأن شيئًا لم يكن. كما ترّوج بعض الصفحات لفكرة أن في الطلاق خلاص للمرأة من غطرسة الرجل الشرقي وتسلّطه، وأنّ به تبدأ حياة جديدة للمرأة، وانطلاقة تبعث في نفسها الروح وتظهر مواهبها وجمالها وتنعش طموحها الذي انتهى بمجرد الزواج، حسب خلاصة تجربة بعضهن.

إن لم يكن الطلاق عيبًا فهو ليس حلًا، وإن كان حلًا فهو ليس عيبًا، لا أقولها من قبيل الفلسفة أو التعقيد، ولا أرتكز هنا على تجربتي وحسب، بل من وحي اعتقاد تشكلّ لدي ما عايشه بعض الأصدقاء، زبدته: "الطلاق حالة تخص صاحبها ولا يجوز تعميمها بعيدًا عما يراه أهل الخبرة والعلم".

 | الانطلاق وهم

إن محاولات إقناع المرأة بأن الطلاق هو انطلاق لها، فيه استخفاف بقيمة عظيمة وهي " تعزيز تماسك الأسرة"، بدلًا من أن نسلّط الضوء على إيجابيات الطلاق ألا نلتفت إلى إيجابيات إصلاح الأسرة والحفاظ على تماسكها.
 
إن لم يكن الطلاق عيبًا فهو ليس حلًا، وإن كان حلًا فهو ليس عيبًا، لا أقولها من قبيل الفلسفة أو التعقيد، "الطلاق حالة تخص صاحبها ولا يجوز تعميمها بعيدًا عما يراه أهل الخبرة والعلم".

من يرى الطلاق انطلاقا للمرأة، ألا يجدر به أن يفكر في هذا التساؤل: لماذا لا نصنع من توعية الشباب "قبل الزواج" انطلاقًا صحيحًا؟ فيما ننسب التسلط للرجل لماذا لا يخطر لنا أن طلاقه قد يكون انطلاقًا له هو أيضًا، ولا داعي لتجاهل حقيقة مفادها أن الزواج علاقة بين اثنين لم يُجبر فيها أحدهما على الآخر وإن حدث الإجبار فهو زواج باطل.

إن محاولات إقناع المرأة بأن الطلاق هو انطلاق لها عبر شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، فيه استخفاف بقيمة عظيمة وهي " تعزيز تماسك الأسرة"، بدلًا من أن نسلّط الضوء على إيجابيات الطلاق ألا نلتفت إلى إيجابيات إصلاح الأسرة والحفاظ على تماسكها.

عندما تُظلم امرأة بسبب زوجها ولا تستطيع مواصلة حياتها بصحبته، فهذا ليس شرطًا أن ينطبق على امرأة أخرى، من المهم أن تعي المرأة أن زوجها ليس بعقلية زوج غيرها، وأن لكلٍ ظرفه الخاص، وأن الإصلاح أولى، وأن الانطلاق ربما، وهم ما يلبث أن ينكشف بعد قليل من الوقت، وما جدوى أن تعرف الأنثى الحب وتسبح في بحوره، وما إن ينشب خلاف بسيط تشتعل الشرارة وتتأجج النار لتلتهم البيت بكامله، أليس الحب أن يتحمل الطرفان بعضهما ويسعيان للإصلاح فيما بينهما، أليست الحياة الزوجية مشاركة "على الحلوة والمرة"!

إن ما ينقصنا اليوم ليس رفع معنويات المطلقة؛ بل أن نرفع من وعي الزوجين بالحياة الأسرية وما تتطلبه من تضحية وصبر، في حين أن ما تبثّه المسلسلات التركية من خيالات لا يراد بها إلا تضليل الشباب لترتفع معدلات الطلاق وتتفكك الأسرة. وأخيرًا، إن المرأة بحاجة للشعور بالأمان، وكذلك الرجل بحاجة له، هي وهو يبحثان عن الاستقرار، نعم، يختلف الرجل عن المرأة في نواحي عدة على الصعيد الجسماني والعاطفي والنفسي، لكنهما لا يختلفان من حيث المبدأ عندما يعيشان تحت سقف واحد.