بنفسج

حان وقت الحضانة: كيف أستعد أنا وطفلي لتجربة ناجحة؟

السبت 14 اغسطس

بمجرد اقتراب سن الطفل من الالتحاق بالحضانة، تبدأ الأم بالسؤال عن تجارب الأمهات الأخريات مع أطفالهن، فتسأل وتبحث، بعضهن من تلجأ إلى النشر على "جروبات الأمهات" على مواقع التواصل الاجتماعي، لتأخذ النصائح المختلفة من أكبر قدر ممكن من الأمهات، وفعلًا تنهال عليها التعليقات من كل حدب وصوب، كل منهن تقول كيف بدأ طفلها الأول في الحضانة، وكيف طورت مهارات طفلها قبل أن يلتحق بالحضانة، وبعضهن تكتفي بالتعرف على تجارب  صديقاتها المقربات.

لكل أسلوبها وطريقتها في التعامل مع أي حدث جديد في حياة طفلها، ولكن تظل  تجربة التحاق الطفل بحضانة، تجربة جديدة ومقلقة على الأم والطفل، وخصوصًا عندما يكون أول طفل في العائلة، لكنها مع الوقت، تتحول إلى أجمل اللحظات عندما يعود طفلك ويشاركك تفاصيل يومه، فكري دائمًا أنها خطوة لمرحلة جديدة ممتعة وشيقة. ولتبقى تجربة ناجحة ومثمرة لك ولطفلك، أقدم لك هنا عدد من المهارات التي يفضل أن يتقنها طفلك قبل الالتحاق بالحضانة، وكيف تستعدين نفسيًا لهذه التجربة المختلفة.

لابد أن يتعلم طفلك مجموعة من المهارات ليكون قادرًا على الاندماج مع الأطفال في الحضانة، عوديه أن يعتمد على نفسه، ويعبر عن ما يريده بصورة أكبر، لذلك إليك عدد من المهارات التي يجب أن يتقنها طفلك قبل الالتحاق بالحضانة.

  •  الإدراك: أن يكون الطفل على إدراك والانتباه لاسمه عندما يُنادي عليه.
  •   التعبير: أن يستطيع أن يعبر عن حاجاته؛ كالذهاب للحمام ولو بكلمة بسيطة أو إشارة معينة، والتعبير عن جوعه واحتياجه للأكل والشرب.
  •  تناول الطعام: أن يكون قادرًا على تناول الطعام ولو بنسبة صغيرة.
  •  إدراك بالأشكال والألوان: أن يكون على إدراك بسيط بالحروف والأرقام والأشكال الهندسية والألوان.

 إذا كان طفلك متقنًا لهذه المهارات، فلن تقلقي أبدًا، بل تأكدي أنها ستكون خطوة مهمة ومفيدة جدًا في تطوره. ومن خلال المهارات، نستطيع توقع السن المناسب لالتحاق طفلك بالحضانة. ورغم اختلاف الآراء والتوجهات في تحديد العمر بالضبط إلا أننا يمكن أن نقول، إن العمر من سنتين ونصف لثلاثة سنوات هو سن مناسب لتمهدي طفلك لقضاء وقت بعيد عنك.

 | دراسات نفسية

في دراسة تتناول "الضغوط الخفية في سن الحضانة"، والتي تم نشرها في صحيفة الجارديان البريطانية عام 2005، كانت نتيجتها ارتفاع ملحوظ في مستوى الهرمونات منذ التحاق الطفل بالحضانة. ففي الأسابيع الأولى من انفصال الأطفال عن أمهاتهم والتحاقهم بالحضانة، وجدوا مستويات عالية من التوتر، واستمر هذا التوتر لمدة خمسة أشهر منذ اليوم الأول.

في دراسة تتناول "الضغوط الخفية في سن الحضانة"، والتي تم نشرها في صحيفة الجارديان البريطانية عام 2005، كانت نتيجتها ارتفاع ملحوظ في مستوى الهرمونات منذ التحاق الطفل بالحضانة. ففي الأسابيع الأولى من انفصال الأطفال عن أمهاتهم والتحاقهم بالحضانة، وجدوا مستويات عالية من التوتر، واستمر هذا التوتر لمدة خمسة أشهر منذ اليوم الأول.

كما تضاعفت مستويات هرمون الكورتيزول خلال أول تسع أيام في الحضانة، مقارنة بمستواهم الطبيعي في البيت. وبعد مرور خمسة أشهر للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11شهر و20 شهرًا في الحضانة، وجدوا أن مستويات الهرمونات انخفضت ولاحظوا عليهم الاستقرار وعدم ظهور أي إشارات للضيق.

 | كيف تستعدين نفسيا لهذه التجربة؟

يبقى القلق والتوتر سيد الموقف عند الأمهات كلما اقترب موعد التحاق طفلها بالحضانة، ولكن من الضروري أن تستعدي جيدًا لهذه التجربة، لأن استعدادك النفسي السليم سينعكس أثره على طفلك. 

  •  استعداد نفسي: استعدادك النفسي وتقبلك لفكرة وجود طفلك في مكان آخر وأنه يشعر بالأمان، ويتعلم ويكتسب مهارات جديدة ويتفاعل ويتكلم ويلعب مع أطفال في نفس عمره، ستجعلك مختلفة في طريقة دعمك وتوديعك واستقبالك لطفلك.
  •  تعود:  لقد كبر طفلك وهو قادر الآن على التصرف دون الرجوع لك في كل الأشياء، هذه فكرة مطمئنة إلى حد كبير، حيث ستعتادين على خروج الطفل من دائرتك والتعرف إلى عام اجتماعي آخر.
  • وقت لنفسك: وأخيرًا ستمكنين من قضاء وقت لنفسك، كالقراءة، والتسوق، والخروج مع الأصدقاء وممارسة الرياضة دون الشعور بالقلق.
  • قوة بالشخصية:  تأكدي أن إرسال طفلك إلى الحضانة يزيد من ثقته بنفسه ويزيد من قوة شخصيته. 
     

 | طقوس الوداع والعودة للمنزل: 

من المهم أن تعقدي اتفاقية مع طفلك قبل الخروج من المنزل للحضانة، وأخبريه جيدًا عن ما ينتظره في الحضانة، أي يجب تهيئته نفسيًا، هنا أقدم لك مجموعة نصائح بسيطة لكيفية التعامل مع طفلك في أول يوم حضانة.

 - أخبري طفلك: من المهم أن تقولي لطفلك أنه سيقضي ممتعًا مع أصدقائه في الحضانة، وأنك لن تتأخري عليه في موعد العودة.

 - فترة تجريبية: يفضل وضع فترة تجريبية للطفل في الحضانة ومراقبة ردة فعله.

 
 - لا تتركيه بالحضانة: نقطة غاية في الأهمية؛ وهي ألا تتركي طفلك من البداية ليوم كامل بالحضانة، بل عليك التدرج في ذلك، ساعتين باليوم، ومن ثم يومين بالأسبوع، وعندما تشعرين أنه اعتاد عليها يمكن أن تتركيه دون الشعور بالقلق. وهو أيضًا سيرتبط بالحضانة والمدرّسات وأصحابه الجدد، وسيطلب منك الذهاب حتى يوم الإجازة.
 
- مساحة اختيار: في الحضانة، طفلك يتعامل مع أطفال أصغر وأكبر منه سنًا، هذا يمنحه مساحة من الاختيار بين الأصدقاء بالقبول أو الرفض، أما في المنزل، فتترواح تصرفات الأطفال بين العناد والرفض، ومن ثم الاعتماد على التلفزيون والتابليت لقضاء وقت التسلية. ماذا تعتقدين أنه الأفضل له؟!

 - اختاري حضانة آمنة: أنت مرآة طفلك، لا تشعريه أنك قلقة ومتوترة، اختاري حضانة آمنة وابدأي معه بالتدريج كما أوضحنا.

- لا تنسي الحضن: عندما تستقبليه في الحضانة أو في البيت لا تنسي حضنًا كبيرًا وقبلة على يديه الصغيرتين، وقولي له كم اشتقت له، دعيه يأكل وينام. ومن ثم اسأليه عن يومه مع أصدقائه ومدرساته.