بنفسج

الأطفال رفقاء ممتعين أحيانا ... كيف أتسوق مع أطفالي؟

الثلاثاء 28 يوليو

تعد مرحلة تجهيز الطفل للتسوق المرحلة الأصعب بالنسبة للأم، فما بين طلباته وانتقائه لملابس خروجه بنفسه وقائمة الأشياء التي يود شرائها تتوه الأم، ولكن يجب عليك كأم ترتيب نفسك جيدًا وعقد اتفاقية مع طفلك بما تريدين، هنا أقدم لك مجموعة نصائح لتنعمي برحلة تسوق ممتعة مع طفلك.

 | أطعمي طفلك قبل النزول للسوق: "عبّي كرشته أو معدته" لأن عادة اشتهاء الطعام أو الحلوى تكون بسبب شعور الطفل بالجوع، وبهذه الخطوة تحقق الأم ثلاثة أمور؛ توفير المال الذي يمكن أن ينفق على الطعام، والحفاظ على تناول الأكل الصحي، وتجنب حدوث الصراع بين الأم والطفل.

 | احتفظي بألعاب معكِ عند الخروج من المنزل: اختاري بعض الألعاب التي يحبها الطفل وضعيها في حقيبة خاصة على أن تكون جاهزة دائمًا، مثل: قصة، دفتر تلوين، ألعاب أخرى، استنجدي بهذه الألعاب عند اللزوم، لا سيما في رحلة التسوق.

 | تحضير حقيبة التسوق الخاصة: يكون فيها بعض الحاجيات الخاصة بالطفل، مثل: وجبة طعام، فوط، حليب، مناديل ورقية، ملابس إضافية. وفي حالة حدوث ظرف طارئ أثناء التسوق، تكون الحقيبة مجهزة بالاحتياجات الخاصة بالطفل.

 | تجنبي المراحل الانتقالية والظروف الطارئة: كأن يكون الطفل مريضًا، أو متعبًا، أو جائعًا، أو حان موعد نومه، أو يمرّ الطفل بمرحلة انتقالية كمروره بمرحلة التسنين، أو في مرحلة الفطام، أو ابتدأ حديثًا الاعتماد على نفسه بالذهاب للحمام، فكل هذه الظروف تحول دون تمتع الأم بالتسوق، وتجعله غير مناسبًا أو ملائمًا لها ولطفلها.

| أفسحي لطفلك مجالًا للمشاركة:

الأماكن التي يريد الذهاب إليها، الحاجيات التي تودين شراءها، كأن تطرحي عليه سؤالًا: ما رأيك بالحقيبة هذه، أريد رأيك بهذا الحجاب. وقد يساعدك في عملية الشراء ذاتها، خاصة إذا كان يجيد القراءة والكتابة، سلّميه قائمة بــ3 من الحاجيات يقوم بإحضارها في حين تحضرين أمور أخرى، وهذا يعلّم الطفل المسؤولية ويشركه في عملية التسوق، وينطبق على مشاركته عملية الدفع، وحتى المشاركة في مساعدتك الحفاظ على أخيه إن كنت قد ذهبت للتسوق برفقة طفلين.

 | وضع القواعد وتحديدها: حددي قواعد مع طفلك، بهذا تعلمينه المسؤولية، وقيمة احترام العهود، منها: عدم شراء لعبة، أو الذهاب لمكان يريده، أو عدم البكاء والصراخ في حال عدم تنفيذ طلبه، أو شراء قطعة واحدة مما يرغب به، والعديد منها، وأخبريه بعواقب نقض العهد، كعدم اصطحابه للسوق مرة أخرى، أو فقدانه لشيء من الامتيازات التي يحبها. في ذات الوقت التركيز على ثواب الالتزام، كأن يحصل على البوظة التي يحبها، أو يذهب لمكان يحبه. اجعلي صيغتك واضحة ومباشرة وواقعية.

 | حددي الوقت: أي كم تريدين أن تمكثي في السوق، لأنه باختصار لا يعقل أن تمكثي ثلاث أو أربع ساعات بصحبة طفلك، لأنه قد يتعب، أو يشعر بالملل، أو قد يجوع مثلًا. وهذا سيجعل رحلة التسوق مشحونة بالغضب والضيق.

 | حددي قائمة المشتريات والأماكن: ما الأمور التي تريدين شراءها، والأماكن التي تودين الذهاب إليها وهذا سيجعل رحلة التسوق محددة وذات هدف واضح، وبهذا تحافظين على المال من جهة، وتقللين من عملية التشتت مع طفلك أثناء رحلة التسوق، وبهذا يمكن إنجاز الكثير في وقت قليل.

 | اجعلي طفلك على اطلاع: فهذا يعزز العلاقة بينكما ويشعر الطفل أن أمه توليه اهتمامًا وتعامله معاملة الكبار. أخبريه أنك ستذهبين للمكان الفلاني لشراء شيء ما، وأطلعيه على قائمة المشتريات. فهذا يخرج الطفل من صندوق تساؤلاته حول متى ستنتهي أمي من التسوق، متى سنعود للبيت. وأخبريه أنه تبقّى من الوقت 15 دقيقة للعودة، واجعليه على اطلاع بالمشاكل التي تواجهينها، كأن ينقص معك المال، أو تفقدين شيئًا من المشتريات.

 

| التسوق فرصة لترسيخ القيم والدروس:

هنا نتحدث عن التسوق "كقيمة للتعلم"، أذكر مرة أن ابنتي أثناء تسوقنا كسرت لعبة من الفخار؛ كنت كأم أمام خيارين، إما أن أغض الطرف كأن شيئًا لم يحدث، أو أستغل الموقف لأرسخ قيمة الأمانة والصدق في نفس طفلتي، وهذا فعلًا ما حدث، توجهنا سويًا للبائع الذي قابلنا بالشكر، وامتنع عن أخذ ثمن اللعبة. عدا عن القيم الأخرى التي يمكن أن تمرريها لطفلك، كقيمة الحفاظ على المال وشراء ما يوافق الميزانية، وقيمة الأولويات وتأجيل شراء ما لا نحتاجه، وقيمة التعامل مع الاخرين بلطف وغيرها من القيم.

 | دعي طفلك يستمتع معك: كأن يستمتع بعملية قياس الملابس، عندما كنت أدخل لغرفة القياس كنت أجد ابنتي شام ذات الخمس سنوات، تدخل معي وترتدي ما تشاء. كنت أشعر بالإحراج، لكن كنت أجدها تشعر بالسعادة وهذا ما أريده، فترتدي ثم تعيد الشيء لمكانه. وينطبق ذلك على الأحذية. لا أقول لها: "عيب.. شو بتعملي" لأن فكرة التربية الإيجابية تقوم على فكرة خلق "الطفل الحر"، أن يمارس سلوكه بحرية دون أن يسبب أذى أو ضررًا للآخرين.

 | اجعلي شيئًا خاصًا لطفلك: هذا يساعد أن يبقيه في حالة من الهدوء والالتزام أثناء رحلة التسوق، كتناول الشوكولاتة، أو شراء شيء ما يحبه، أو الذهاب للتنزه، أو إلى مدينة الألعاب. الطفل يتشجع عندما يشعر أن أمه تفرد له شيئًا خاصًا. وأخبري الطفل قبل خروجك للسوق بالمكافأة، لإنه إذا شعر أن الحصول على مكافأة مقابل عدم بكائه سيلجأ للبكاء كحيلة للحصول عليها. أنت تمنحينه المكافأة لأنه يستحق ذلك ولأنه طفلك، وتريدين أن يكون مستمتعًا بالتسوق مثلك تمامًا.

 | اجعلي لك رفيقة: لمن لديها طفلان أو أكثر، وتجد في الخروج للسوق عملًا شاقًا، لا بأس أن تستعيني برفيقة، فهذا يخفف الحمل، ويجعل رحلة التسوق ممتعة، لا يعقل أن تبقي سوبر ماما داخل المنزل وخارجه.

 قد تواجه الأم صراخ الطفل وغضبه أثناء التسوق؛ حسنًا سأشير عليكِ ببعض الإضاءات: تعد «نوبات الغضب» علامة تطور إيجابية، ﻷنها محاولة من اﻷطفال للتعبير عن أنفسهم، وأيضًا يلجأ بعض اﻷطفال لرمى أنفسهم على اﻷرض، لعدم قدرتهم الحصول على مطالبهم.

| كوني هادئة ولا تغضبي: وإذا كنت في مكان عام لا تخجلي، وتذكري أن كل الناس عندهم أطفال وقد تحدث لهم مثل هذه الامور. فلا تردي على صراخه بصراخ.

 | تجنبي مثيرات نوبات الغضب: كموعد نوم الطفل، أو وجبة طعامه، يتوجب عليك العودة من الخارج قبل أن يحدث ذلك.

 | معرفة سبب تعكر مزاجه: أي غضب أو بكاء الطفل وهي حالات أربعة؛ إما لشعوره بألم أو حزن أو تعب أو جوع.

 | ركزي على الرسالة: التي تحاولين إيصالها لطفلك، وهي أن صراخه لا يثير أي اهتمام بالنسبة لك، وأنه لن يحصل على طلبه.



 
| لا تحاولي مجادلة أو معارضة طفلك: الطفل لا ينتبه عند غضبه للرسائل اللفظية التي تقولينها، هو ينتبه لردات فعلك، فهو غير قادر على استخدام عقله. وهنا تجنبي قول "لا تصرخ، أو اسكت" بل حاولي أن تنزلي لمستوى نظره واجعلي عينيك بعينيه، ورددي عبارات "عاطفية" أنا أحبك، أنا أشعر أنك متضايق، أنا حزينة لأنك حزين.

 | لا تعاقبيه: جسديًا أبدًا، كاستخدام الضرب، فذلك سيفاقم المشكلة.

 | اشرحي له كيف يتصرف: إذا توقف الطفل عن الصراخ وهدأ، اغتنمي الفرصة واعطه اهتمامك وأظهري له أنك جدا سعيدة لأنه لا يصرخ، واشرحي له كيف يجب أن يتصرف ليحصل على ما يريد.

 | تقنية الإلهاء: من المفيد عندما تشعري أن طفلك سيصاب بنوبة غضب قبل أن يدخل في البكاء، حاولي لفت انتباهه لشيء مثير في الطريق، إشارة حمراء، صورة مضحكة، أو لعبة مفضلة.

 | استخدمي الإيماءات: استخدمي الكثير من تعبيرات الوجه المبالغ فيها، تحدثي بنبرة صوت حانية مستخدمة عبارات قصيرة مكررة، لا تتعجبي من احتياجك إلى تكرار كلماتك أربع أو خمس مرات وربما أكثر. يمكنك أن تقولي مثلًا: "تريد أحمر الشفاه؟ أنت تلون به؟ أنت تحب التلوين؟ تريد أحمر الشفاه؟ أنت تريده".. ستعلمين أنكِ تحرزين تقدمًا عندما ينظر فجأة إلى أعلى كأنه يفكر فيما تقولين، وحينئذٍ لا تتوقفي بل استمري في الكلام، فيبدأ طفلك بالانتباه إليكِ وإدراك أنكِ تفهمينه.

 | اتفقي مع البائع: لو كنتم في متجر وكان طفلك يصرخ لأنه متمسك بلعبة، فدعيه يلعب بها بعض الوقت، ثم وأنتِ تحاسبين على مشترياتك أعطي إشارة للموظف أنكِ لا تريدينها، وسوف يتعاون معكِ، وقتها ربما يكون طفلك قد نسى اللعبة، أو قد تحتفظين معكِ بلعبة تقدمينها له كبديل، أو قد تجدين أن الحل الأمثل هو أن تحملي طفلك خارج المحل، أهم شيء ألا تكافئي صراخه هذا بالاستسلام لرغبته في الحصول على اللعبة.

 | تجاهلي صراخه: فقط تأكدي أن طفلك في مكان آمن واتركيه وواصلي ما كنتِ تفعلينه، ربما يفعل ذلك من أجل جذب الانتباه وسوف يتوقف إن وجد أنه فشل في ذلك بصراخه، بشرط أن تثبتي على هذا الأسلوب، أما إن كان هناك سبب للصراخ كالجوع أو التعب أو الضيق أو.. إلخ، فعليكِ أن تتعاملي مع السبب.