بنفسج

خلف الكواليس: لميس وجنان في قصة "ماما بيديا"

الأحد 16 اغسطس

يعنيهن النساء، ومد يد العون لهن بكل ما أوتين من علم ومعرفة، فكرن وخططن لخدمتهن وهن في بيوتهن من خلف شاشة صغيرة، جلبن المعلومة لهن، فتحن المجال للحوار والنقاش الثري، نظمن وقتهن جيدًا، وقسّمن الإدارة عليهن، قد يبدو الأمر سهلًا للناظر من بعيد، ولكنه يأخذ وقتًا وجهدًا منهن، إنشاء مجموعة إلكترونية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كانت البداية لتقديم المشورة والمعلومة، وهن من أوائل من فكرن بإنشاء مجموعة هادفة خاصة بالنساء. ولم تقتصر المجموعة على العالم الإلكتروني فحسب، بل منذ بدايتهن، عقدن أول اجتماع فعلي لهن على أرض الواقع، تلته ورشات العمل والدورات المتنوعة في شتى المجالات التي تهم المرأة في مقرهن الجديد.

جنان خنفر ولميس صوالحة، من يدرن مجموعة "ماما بيديا"، أنشأنها من حاجتهن لتبادل الخبرات في عالم الأمومة والتربية، وللسؤال عن كل ما يدور بخاطرهن، والسماح لغيرهن للتفاعل والمشاركة، جنان حاصلة على الماجستير في إدارة الجودة من الجامعة الأردنية، ولميس حاصلة على بكالوريس الصيدلة من جامعة الزيتونة.

| "بازار" ماما بيديا

p5.png

تقول لميس، "بداية الفكرة، انبثقت من حاجاتنا كأمهات مستجدات في مدينة رام الله إلى مرجع للسؤال فيه، والحصول على إجابات في مختلف المواضيع التي تهمنا كسيدات، فتم إطلاق ماما بيديا من عامين، وما زال حتى اللحظة، يقدم الخدمات، ويتيح الفرصة للسيدات لمشاركة أسئلتهن ومشاكلهن".

أن تصنع لنفسك اسمًا وسط الكم الكبير من المجموعات المنوعة الخاصة بالمرأة، كان يحتاج لجهد كبير، تضيف، "نحن نحاول أن تتميز المجموعة دائمًا بمحتواها الهادف، ونحرص أن تختلف عن غيرها من المجموعات الأخرى، فنحن نهتم جيدًا بنوعية المنشورات من حيث الفائدة والقيمة، بحيث تكون غير مكررة، كما نهتم جدًا بأن تكون المعلومات من أصحاب الاختصاص، وذات مرجعية ومصدر، نتنوع ما بين قصص النجاح والتجارب الشخصية، والأسئلة الجديدة، إضافة للمواضيع الترفيهية".

"ماما بيديا"، ساهمت في فتح آفاق جديدة لجنان ولميس، وأتاحت لهن إنشاء شبكة علاقات واسعة مع شخصيات فاعلة ووازنة في المجتمع الفلسطيني. فكرن، وخططن للعديد من المبادرات أبرزها مبادرة "نساء مبدعات" الشهرية.

"ماما بيديا"، ساهمت في فتح آفاق جديدة لجنان ولميس، وأتاحت لهن إنشاء شبكة علاقات واسعة مع شخصيات فاعلة ووازنة في المجتمع الفلسطيني. فكرن، وخططن للعديد من المبادرات أبرزها مبادرة "نساء مبدعات" الشهرية، التي يتم فيها تسليط الضوء على السيدات اللواتي لديهن مشاريع من أعضاء المجموعة، حيث يتم التعرف على العديد من مشاريعهن، وفي النهاية، يتم اختيار 5 سيدات بالاتفاق مع فريق المجموعة، وإتاحة الفرصة لهن للظهور في إحدى الإذاعات الداعمة للفريق.

من المبادرة، إلى بازار "ماما بيديا" السنوي الذي عُقد في رام الله برعاية أكبر الشركات الرائدة بالسوق الفلسطيني، تقول لميس، "بازار الزيتون أتاح للسيدات صاحبات المشاريع عرض منتجاتهن جميعها أمام الجمهور، وكانت فرصة جيدة للتعرف على الأعضاء جميعًا عن قرب، سواء المشاركات أم الزوار، استمر لمدة 3 أيام وتخلل التجمع فعاليات، ومسابقات، وهدايا قيمة لجذب الحضور، ولم يغب عن البازار وسائل الإعلام سواء القنوات التلفزيونية أو الإذاعات، وهذا ساهم في توسيع معرفة الناس لمجموعتنا، إضافة إلى النفع المادي والاجتماعي لصاحبات المشاريع".

| اهتمامات النساء

p3.png

من خلال تجربتهن خلال العامين الماضيين في " ماما بيديا"، لاحظن أن الأمهات يبدين اهتمامًا كبيرًا بموضوع التعليم، إضافة لطرحهن مشاكل تتعلق بالتربية والأمومة، وغيرها من المواضيع التي تهم السيدات والأمهات، تضيف قائدة المجموعة، "نحن نسعى لإيجاد حلول لمشاكلهن من خلال أخصائيين متمرسين، أو من خلال تجارب الأمهات أنفسهن، وإتاحة الفرصة لهن للتعبير والسؤال عن كل ما يجول في خاطرهن".

وعن الخصوصية في المجموعة، تؤكد لميس أنهن يحرصن على إشعار السيدات الأعضاء بالطمأنينة، لعرض مشكلاتهن بأريحية وحرية، تقول، "نحن انتقائيين جدًا بقبول طلبات الانضمام، وتوجد لدينا شروط محددة لقبول أي سيدة كعضو معنا، أبرزها أن يكون الاسم حقيقيًا غير مستعار، وتاريخ إنشاء الصفحة أكثر من عام، وأن تكون فعالة وتحتوي على صور حقيقية".

أما عن تنظيم الوقت لإدارة المجموعة، والرد على كافة الاستفسارات التي تصل لهم، توضح لميس، أن التنظيم أمر سهل وبسيط، حيث يتم تقسيم المهام بين الفريق، بحيث لا تؤثر على الحياة الشخصية، ويتم الرد على كل المناشدات والأسئلة التي تصل عبر وارد الصفحة.

| مقر على أرض الواقع

p4.png

بعد طول انتظار وتواصل مع الأعضاء عبر "الفيس بوك"، تحول التواصل إلى أرض الواقع، حيث افتتح "ماما بيديا" مقرًا له في مدينة رام الله، تقول لميس، "هدف وجود مقر هو عقد دورات وورشات للأمهات في مختلف المجالات، ولم ننس تخصيص أنشطة تعليمية للأطفال والمراهقين، وافتتاح زاوية لصاحبات المشاريع المميزة، وكل هذا مقابل مبلغ مادي بسيط لتغطية تكاليف المقر، ولكن بعد أزمة " كورونا"، توقفت كل هذه الأنشطة".

خلال فترة الجائحة التي عصفت بالعالم "الكورونا"، تحول توجه المجموعة قليلًا، فأصبحت تنشر التوعية للسيدات في جوانب متعددة، وأبرزها الجانب النفسي، حيث عكفت على تقديم التوصيات الصحية والنفسية بشكل دائم عن طريق البث المباشر، بالتعاون مع مختصين سواء نفسيين أو اجتماعيين، إضافة للتشبيك مع أخصائيين في مجالات أخرى، مثلًا، في التغذية، والحقوق.

ناقش "ماما بيديا" خلال فترة الحجر المنزلي العديد من الموضوعات التي تهم المرأة، وقدم نماذج لأشغال يدوية للأطفال، من الممكن أن تستغلها الأم لوقت ممتع مع طفلها، وسلط الضوء على العنف الحاصل ضد المرأة أثناء الحجر المنزلي، وتطرق لوسائل علاجية لتخفيف الضغط النفسي على الأم والأطفال، وذلك من خلال تقديم نصائح عبر المختصين.

لم تكن هذه مجموعة تجمع النساء فحسب، بل إن القائمات عليها يقدمن المساعدات الخيرية للمحتاجين، فقد شاركن في مبادرة مع جامعة القدس المفتوحة، وجمعية أصدقاء جامعة بيرزيت، لتغطية التكاليف الدراسية لطلاب لم يحالفهم الحظ بالتسجيل إثر ضائقة مالية، وذلك بالاعتماد على المتبرعين.

p2.png

ولم توقفهن "كورونا" عن مواصلة عمل الخير، ففي رمضان، شاركن في أكثر من مبادرة باسم "ماما بيديا"، وساعدن العائلات اللواتي تضررت خلال الجائحة العالمية بطرود غذائية، إضافة إلى خدمات أخرى للمساهمة في التخفيف من وقع الأزمة.

تصل المجموعة بشكل يومي قصص لمشاكل النساء، سواء مع البنوك، أو شركات الاتصالات، أو حالات إنسانية تطلب المساعدة، أو أشخاص باحثين عن عمل، يتم الرد عليهم جميعًا بشكل فوري، ويتم تقديم الخدمة المناسبة لهم كل حسب طلبه، تقول لميس. يطمح فريق "ماما بيديا" أن تصل أفكاره ومبادراته لكل بيت، وأن تكون على مستوى الوطن، وتصنف من المجموعات المؤثرة التي تُحدث تغييرًا إيجابيًا وحقيقيًا. وأن يبقين قادرات على تقديم الدعم المعنوي والمالي لأي سيدة تحتاجه.