بنفسج

لحظات في غرفة الولادة

الأحد 07 يونيو

غرفة الولادة  الطبيعية
غرفة الولادة الطبيعية

هنا، أمام باب غرفة الولادة الطبيعية، تسمع الكثير من الأصوات، وقع الأقدام السريع للمرضين والممرضات والأطباء والطبيبات لخدمة الأمهات ومساعدتهن لإتمام الولادة بسلام، وصوت تأوهات الأمهات ودعواتهن ورجائهنّ بأن يخفف الله عنهنّ آلام المخاض وأوجاعه، في غرفة المخاض حيث حصول المعجزات، فرؤية إنسان متكامل، بعينيه وشعره وأنفه وفمه وأطرافه يخرج من جوف إنسان متكامل آخر، يثير في النفس الكثير من الدهشة والمشاعر، ويدفع الناظر إلى زيادة الإيمان واليقين بقدرة الله عزّ وجل وقوته.

تجربة الولادة فريدة من نوعها،  لا يمكن لعملية دقيقة كهذه أن تتشكل وتكتمل دون وجود إله عظيم قدّر تكوّن هذا الطفل الصغير داخل رحم والدته، ورعاه من بدايات حمله عندما كان مجردّ خلايا صغيرة لا يمكن أن تُرى، وهيأ له بيته وغذاءه ومحيطه إلى هذه اللحظة التي يصرخ بها معلنًا قدومه إلى هذه الحياة.

في غرفة الولادة الطبيعية مشاعر حقيقية من الأمهات لأبنائهنّ، صادقة ونقية وغير مشروطة وتكفي لإشباع العالم كاملاً بالحبّ! في غرفة الولادة رحمة الخالق تتجلى في أبهى صورها، فالذي رعى هذا الجنين الصغير وهيأ له رزقه كي يكبر وينمو ويصير جسدًا كاملاً حيًّا لن يعجز عن رزقنا وتدبير أمورنا.

صراخ الأمهات الذي يهدأ فور خروج الطفل الصغير ويُسْتَبدل بابتسامات دامعة صادقة فور سماع بكاء الطفل، يجعلك تتعجب من الطهر والصدق الذي جُبلت عليه قلوب الأمهات، ثوانٍ معدودة من البكاء بصوت صغيرها ينسيها تسعة أشهر من الألم والأرق والشعور المتواصل بالغثيان والثقل وعدم القدرة على الجلوس ولا حتى إيجاد وضعية مناسبة لها مع بطنها الذي يقطن به جسد آخر، صرخة واحدة من طفلها كفيلة بأن تشعرها بالراحة وكأنّها لم تتعب لحظة.


اقرأ أيضًا: "Birthcare Center": دراما كورية تحاكي تجربة الولادة وما بعدها


وهنا يظهر جسد صغير لا يفقه من هذا العالم شيئًا، يبدأ رحلته من داخل المشفى وقدره مكتوب قبل ولادته، اسمه وكم عامًا سيعيش وأرزاقه المادية والاجتماعية والنفسية، مقدر له كل شيء سيقابله في هذه الدنيا. في غرفة الولادة الطببعية تشعر بالكثير من المشاعر التي لن تُوصف مهما حاولت أن أكتبها، أرواح جديدة تأتي إلى هذا العالم أمام عينيك، كلٌّ منهم سيكون له عالمه وحياته ورفاقه وأسراره.

في غرفة المخاض مشاعر حقيقية من الأمهات لأبنائهنّ، صادقة ونقية وغير مشروطة وتكفي لإشباع العالم كاملاً بالحبّ. في غرفة الولادة رحمة الخالق تتجلى في أبهى صورها، فالذي رعى هذا الجنين الصغير وهيأ له رزقه كي يكبر وينمو ويصير جسدًا كاملاً حيًّا لن يعجز عن رزقنا وتدبير أمورنا ونحن بكامل قوتنا وعقلنا. في غرفة الولادة الطبيعية دروس عظيمة ومشاعر مبهجة، فهي خير مكان للاطلاع على سرّ من أسرار هذا الكون.