بنفسج

ماذا تعلمت من حذائي الجديد؟ دليلك للاستحقاق الأنثوي

الخميس 09 ديسمبر

في سنوات مراهقتي، وأثناء زيارتي لأحد المولات التجارية، وقع بصري على حذاء ذهبي اللون، ذي أشرطة طويلة يخطف الأنظار. وقعت في غرامه على الفور، وألححت على أبي لشرائه، فلم يبدِ اعتراضًا. اتخذ الحذاء الجديد مكانه في غرفتي، وبقيت أراقبه أيامًا وأنا أفكر في أي مناسبة سأرتديه. في كل مرة كنت أنوي ارتداءه، أتراجع وأنا أقول في نفسي "سأؤجل ارتداءه لمناسبة تستحق".

مرت السنوات وأنا أحتفظ بهذا الحذاء ولا أجرؤ على الاقتراب منه، حتى نسيت أمره، وأضحى قطعة مهملة لا قيمة لها ولا تناسب صيحات الموضة في هذه الأيام. أتساءل الآن لماذا لم أرتد هذا الحذاء في وقته؟ لما أجلت ارتداءه انتظارًا لحدث مهم يليق به؟ الحقيقة أن الحدث المهم لم يأتِ، ولم أرتد هذا الحذاء ولا مرة واحدة.

ينتقدني إخوتي دومًا، قائلين إن هذا الأمر هو أكبر عيوبي، أنني أحتفظ بأشيائي الثمينة وأخاف أن أستهلكها في أمور لا تستحق، يدفعني هذا للتساؤل الآن عن معايير الاستحقاق التي اعتمدتها طوال حياتي.

| الاستحقاق الأنثوي 

استحقاق 1.jpg

صادفني منذ أيام عدة مصطلح أثار اهتمامي، وهو "الاستحقاق الأنثوي". يشير هذا المصطلح إلى شعور الأنثى الداخلي بأنها تستحق السعادة، وتستحق كل ما تسعى إليه، وكل ما تملكه، وكل ما تسعى لامتلاكه، وهو يشابه إلى حد كبير شعور الثقة بالنفس.

أدركت الآن أن الكثيرات منا لا يمارسن "الاستحقاق الأنثوي"، أبرز مثال على ذلك هو المعتقد الراسخ في أذهاننا أن سعادتنا ترتبط بالزواج، وما يعزز هذا الاعتقاد في أذهاننا هو عقلية المجتمعات الشرقية التي نعيش فيها، والضغوطات التي نواجهها من المحيطين بنا لاتخاذ هذه الخطوة، فتعيش الكثيرات منا في انتظار هذه المرحلة ظنًا منها أنها بوابتها نحو السعادة.

ولكن ألا نستحق أن نشعر بهذه السعادة الآن؟ إن تأجيل الشعور بالسعادة انتظارًا لحدث معين أو شخص معين هو أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه الأنثى بحق ذاتها، شعورك "بالاستحقاق الأنثوي" لذاتك، يجعلك تدركين أنكِ تستحقين السعادة من دون أي عوامل خارجية لن تضيف لقيمتكِ أو تنقص منها شيئًا.

| كيف نمارس الاستحقاق الأنثوي

إليك بعض خطوات بسيطة قد تساهم في رفع معدل استحقاقك الأنثوي وتساعدك على التغيير نحو الأفضل:

| التصالح مع الذات والشعور بالاكتفاء الذاتي: تقبلي ذاتك كما هي، وتصالحي مع فكرة أنك إنسانة غير كاملة، لست الأفضل في كل النواحي، ولكن في عين نفسك أنتِ كافية جدًا وتستحقين الشعور بالسعادة.

 

| إسعاد نفسك بنفسك: استشعري السعادة في أبسط الأشياء من حولك، قد يكون الأمر في تناول طعام تحبينه، أو في نزهة مع أصدقائك، أو في شراء بعض الملابس الجديدة، ولا تخجلي من فعل الأشياء التي تحبينها مهما بدت للأخرين تافهة.

| التفكير بإيجابية: التعرض لمواقف سيئة أو محبطة أمر طبيعي، ولكن النظر للأمور بإيجابية قد يساهم في رفع معدل الاستحقاق لديكِ. على سبيل المثال: انظري ماذا تعلمتِ من هذه المواقف، وكيف ساهمت في زيادة وعيك وقوة شخصيتك.

| الامتنان لكل النعم في حياتك: بدلًا من التذمر والشكوى على الأشياء الناقصة في حياتك، كوني ممتنة واشكري الله على كل النعم التي تحيط بك واعتدتي وجودها.

| السعي لمساعدة الآخرين حولك :والتأثير بإيجابية في حياتهم، قد لا تتوقعين كم السعادة التي ستشعرين بها عندما تساهمين في إسعاد من حولك، لذلك لا تترددي إذا كان بإمكانك تقديم المساعدة.

| التوقف عن انتظار الأشياء تحدث لتكوني سعيدة: أيًا كان ما تتخيلين أنه مرتبط بسعادتك توقفي عن انتظاره، سواء كانت فرصة عمل، أو فرصة زواج، أو حدث مهم، لن تشعري بالسعادة طالما تعيشين قيد الانتظار.

| تذكير نفسك بمميزاتك بشكل يومي: حدثي نفسك قبل أن يحدثك أحد بأنك جميلة وذكية ومرغوبة، فإن لم ينبع هذا الإحساس من داخلك فلن تشعري به على الإطلاق.

| الانشغال بأعمال تحبينها: سوف يشعرك هذا بقيمتك، ويعزز شعور الإنجاز وشعور الاستحقاق لديك.

خلق الوقت المخصص لك في حالة كنت زوجة أو أمًا: إن الانغماس في حياة شريكك أو في حياة أطفالك من دون تخصيص الوقت لذاتك هو من أكبر الأخطاء التي قد ترتكبينها، كونك تدركين قيمة ذاتك، وأنك تستحقين الوقت والاهتمام بعيدًا عن فنائها في حياة أطفالك وزوجك لا يعني بالضرورة أنك أم وزوجة سيئة، بل سيساهم هذا في شعورك بالسعادة والاكتفاء الذاتي وينعكس بإيجابية على علاقتك بهم.

| تجاوز الماضي بكل ما حدث فيه: أحيانًا تطاردنا الذكريات السيئة أو تصرفات معينة اقترفناها في الماضي، وتحول دون الشعور بالسعادة والاستحقاق، لذلك من أهم ما يجب عليك فعله هو تجاوز ما حدث وتذكير نفسك دائمًا أن هذا الوقت مضى، ولن يعود، وعليك التركيز على صنع حاضر جميل والحلم بمستقبل أفضل.

| امنحي نفسك الوقت للتعافي والتنفيس عن مشاعرك السلبية: من الطبيعي أن تشعري في بعض الأحيان بالحزن أو الاحباط، لا تتعجلي تجاوز هذه المشاعر وامنحي نفسك الوقت للتعافي والتنفيس عنها سواء بالبكاء أو التحدث إلى المقربين منك.