بنفسج

ثلاثية التنشئة: طفل واثق.. قادر .. مسؤول

الخميس 11 اغسطس

للوهلة الأولى قد تبدو هذه الصفات والسمات صعبة وغير مناسبة ليكتسبها الأطفال، لأنه لا توجد طريقة واحدة ومضمونة لتنشئة طفل (واثق.. قادر.. ومسؤول)، ولكن ماذا لو كانت هنالك وسائل وخطوات صغيرة يمكنها بالفعل أن تساعدنا مع أطفالنا؟ فالتربية الأسرية لها دور كبير في تنشئة الأطفال ليكونوا قادرين على التعامل مع تحديات الحياة ومواجهة العالم، وتنشئة طفلك ليكون قادرًا على أداء المهمات المناسبة له في البيت وليكون واثقًا من نفسه ومسؤولًا عن أفعاله وسلوكياته، ما هي إلاّ خطوات على الطريق لتهيئته للمجتمع، ولشكّل الحياة خارج أسوار البيت. في هذه المقالة سنطرح بعض التساؤلات، ونجيب عليها لنساعد المربّين في تنشئة طفل واثق وقادر ومسؤول!

| كيف أساعد طفلي ليكون واثقًا؟

تنشئة3.png
ركز على إيجابيات طفلك حتى تنشئ طفل واثق من نفسه

| عبر عن حبك: امنح طفلك حبًّا غير مشروط، فلا تظهر له محبّتك من عدمها بناءً على سلوكياته وتصرفاته، أخبره أنك تحبّه حتى في المواقف الصعبة وأنك تقف بجانبه دومًا.

| اثني عليه: ركّز على الإيجابيات وقدّم الثناء المعتدل في وقته. وامنح طفلك هامشًا للخطأ، فالأخطاء فرص للتعلّم.

| دربه على المهارات الحياتية: مكّن طفلك من مهارات الحياة اللازمة من خلال التجربة والتدريب.

| علمه الاعتماد على النفس: لا تُساعد طفلك فيما هو قادر على فعله. وكما يقول عدد من التربويّين منهم مونتيسوري ودرايكرز: "لا تفعل للطفل أيّ شيء يمكنه القيام به". وذلك لأنّ منح الطفل المساحة والحرية يساعده على بناء شعور سليم تجاه ثقته بنفسه وتقديره لذاته.


اقرأ أيضًا: بيوت آمنة: فوائد ممتدة لقضاء الوقت مع الأبناء


| ضعْ حدودًا:  وقواعد واضحة لطفلك وللبيت. فالحدود تساعد الطفل على الشعور بالجدّية وبالمسؤولية تجاه ما يفعل، وتساعد في بناء ثقة عالية لديه

| احترم مشاعره وقدره: اسمح له أن يشعر بمشاعره كما هي، احترم طفلك وأشعره بأنّ له أهمية وقيمة في حياتك.

| دعه يخوض المواقف الصعبة: لا بأس في أن يختبر المواقف الصعبة، فهي تعزّز ثقته بنفسه وتنمّي من المرونة لديه وتساعده في القدرة على التفكير وتفعيل حلّ المشكلات.

| بين الاهتمام لطفلك: أظهر الاهتمام لما يهتمّ به طفلك ولا تقلل من أهمية ما يحبّ.

بالمقابل، هناك عدة أمور ينبغي تجنّبها والتي من شأنها أن تقلّل من ثقة الطفل بنفسه، وأن تمنحه شعورًا بأنه غير كفء وغير قادر، نذكر أبرزها:

 
 
هناك عدة أمور ينبغي تجنّبها والتي من شأنها أن تقلّل من ثقة الطفل بنفسه، وأن تمنحه شعورًا بأنه غير كفء وغير قادر، نذكر أبرزها:
 

| التركيز على السلبيات: والنقد الدائم والذي يحرم الطفل من النمو التطور بشكل سليم.

| الحماية الزائدة: التي تحرم الطفل من فرص الاستكشاف وخوض التجارب.

| التحكّم المفرط بالطفل: أي تقييد حرّيته بأفعاله وتحرّكاته واختياراته.

اللوم والمقارنة: والتي تهدد أمان الطفل وتقلل من شأنه أمام نفسه والآخرين وتحرمه من أن يكون كما هو.

| التركيز على السلبيات: والنقد الدائم والذي يحرم الطفل من النمو التطور بشكل سليم.

| الحماية الزائدة: التي تحرم الطفل من فرص الاستكشاف وخوض التجارب.

| التحكّم المفرط بالطفل: أي تقييد حرّيته بأفعاله وتحرّكاته واختياراته.

| استخدام العنف: التعنيف بكافة أشكاله.

سابقًا كانت الأمّ الرائعة هي التي تفعل لطفلها كل شيء وتلبّي كل احتياجاته أولًا بأول، حتى وإن كان قادرًا على فعل ذلك، أمّا الآن فالأم الرائعة هي التي تدعم استقلالية طفلها وتغرس فيه حسّ المسؤولية والقدرة والاعتماد على الذات.

تنشئة4.png
كيف تستطعين أن تقومي بإنشاء طفل مسؤول وواثق من نفسه؟

ولأجل تحقيق ذلك بصورة عملية يُمكنك تصميم جدول أو لوحة عليها هذه الأسئلة الثلاثة:

1/ ماذا أستطيع أن أقول/ أفعل لأبقي طفلي مُعتمدًا ومُتّكلًا عليّ؟

2/ ماذا أستطيع أن أفعل/ أقول لأشجّع استقلالية طفلي وأنمّي لديه حسّ المسؤولية؟

3/ هل يوجد عمل أقوم به لطفلي يمكنه القيام به وحده من دوني؟

أعلم أننا أحيانًا نفضّل القيام بالأعمال بدلًا عنهم لأن ذلك أسهل وأسرع لنا، بدلًا من أن يفعلوا هم ذلك بأنفسهم؛ فالإيقاع مختلف ونمط الحياة مختلف، بينما نمط الحياة لدينا متسارع وإيقاعنا سريع فإن إيقاع الطفل بطيء ونمط الحياة لديه يتماشى مع طبيعة نموّه وعٌمره. كيف يمكنني أن أساعد طفلي ليكون مستقلًا ومسؤولًا؟

| التدريب: (خذ الوقت الكافي للتدريب والممارسة والتكرار).

| دعهم يعملون بأنفسهم: اسمح لهم بالقيام بأعمالهم بأنفسهم أو وزّع عليهم المهام المناسبة لأعمارهم وفروقاتهم الفردية.

| دعه يواجه المشاكل: لا بأس بمواجهة بعض التحديات والمشكلات منها يتعلّم القدرة على التحمّل والقدرة على حلّ المشكلة. ولا تتدخّل في حل المشكلات إلاّ عند لزوم وجودك.

 
كيف يمكنني أن أساعد طفلي ليكون مستقلًا ومسؤولًا؟
 

| دعهم يعملون بأنفسهم: اسمح لهم بالقيام بأعمالهم بأنفسهم أو وزّع عليهم المهام المناسبة لأعمارهم وفروقاتهم الفردية.

| دعه يواجه المشاكل: لا بأس بمواجهة بعض التحديات والمشكلات منها يتعلّم القدرة على التحمّل والقدرة على حلّ المشكلة. ولا تتدخّل في حل المشكلات إلاّ عند لزوم وجودك.

| دعه يحل معك المشاكل: دعْ طفلك يشاركك في حلّ المشكلات فهذه فرصة ليتعلّم منك بشكل مباشر.

| دعه يحل معك المشاكل: دعْ طفلك يشاركك في حلّ المشكلات فهذه فرصة ليتعلّم منك بشكل مباشر.

| امنح طفلك فرصة الاختيار:   واحترم محاولاته وإخفاقاته وقدّر جهده المبذول واحتفل بإنجازاته. ولا تستعجل النتائج.

يمتلك الأطفال قدرات هائلة ولا نتوقّعها في كثير من الأحيان، ولذلك فإنهم بحاجة إلى بيئة داعمة محفّزة لتنطلق هذه القدرات وتُوجّه في مكانها الصحيح، نذكر بعض الخطوات التي تساعد في تنشئة طفل قادر:

| دعْ طفلك يعبّر عن نفسه:  ويجيب عن نفسه، لا تجب عنه أسئلة من هذا النوع (ما اسمك؟ / كم عمرك؟).


اقرأ أيضًا: لتربي طفلا واثقا وأنيقا


| لا تكثروا من "لا": اعرف متى وكيف ترفض وتقول (لا)، لا تكثروا من كلمة (لا)، فالطفل يعتبر ذلك تهديد لقدرته واستقلاليته.. استبدلوا (لا) بـ (نعم) حين يكون ذلك ممكنًا.

| لا داعي للنصائح: لا تكثر من النصائح والمحاضرات لأنها تتعارض مع دعم استقلالية الطفل وتعزيز قدرته.

يمتلك الأطفال قدرات هائلة ولا نتوقّعها في كثير من الأحيان، ولذلك فإنهم بحاجة إلى بيئة داعمة محفّزة لتنطلق هذه القدرات وتُوجّه في مكانها الصحيح، نذكر بعض الخطوات التي تساعد في تنشئة طفل قادر:

| دعْ طفلك يعبّر عن نفسه:  ويجيب عن نفسه، لا تجب عنه أسئلة من هذا النوع (ما اسمك؟ / كم عمرك؟).

| لا تقل "صعب":  تجنب قول هذا صعب/ مستحيل أو لا يمكنك فعل ذلك، مما يُحبط الطفل ويدفعه لسؤال نفسه: لماذا هذا الشيء صعب عليّ وليس صعبًا على غيري؟

| أشركه في التسوق: دعْ طفلك يشاركك التسوّق وشراء الأغراض أو حتى شراء قصة أو لعبة يريدها.

| لا تقل "صعب":  تجنب قول هذا صعب/ مستحيل أو لا يمكنك فعل ذلك، مما يُحبط الطفل ويدفعه لسؤال نفسه: لماذا هذا الشيء صعب عليّ وليس صعبًا على غيري؟

| لا تننقد طفلك: لا تتوقّع الكمال ولا تنتقد طفلك عند القيام بالمهمات، فهو لن يقوم بالمهمة على أكمل وجه كما يفعل الكبار.


اقرأ أيضًا: كيف تُساعد القواعد والحدود الأم والطفل معاً؟


| أعط طفلك مجال للحديث: اسمح لطفلك بأن يتحدث بدلًا من كثرة الأسئلة، واسمع له لأن حديثك طوال الوقت قد يشعره بأنه غير قادر على التعبير عن نفسه.

| امنحه الثقة: أشعر طفلك بالقدرة والكفاية وأنه قادر على فعل الكثير بنفسه وبعدها ستسمع منه: (أنا أستطيع فعل ذلك/ أنا أعمل ذلك بنفسي.../ أنا قادر..).

يُمكنني أن أقول وًالخّص كل ما ذكر بأنّ كل ما يحتاجه الطفل ليكون واثقًا هو الحضور والبقاء، وكلّ ما يريده الطفل ليكون قادرًا هو الدعم والتشجيع، وكل ما يريده الطفل ليصبح مسؤولًا ومستقلًا هو المحاولة والتدريب.