بنفسج

أم الشهيد محمود كميل "السناجل"

الثلاثاء 07 مارس

أنا أم الشهيد محمود كميل "السناجل"،  من مواليد العام 2003، لطالما كان طفلًا محبوبًا وذكيًا لماحًا، كنت أراه أكبر من عمره يناقشني في كل المواضيع فلديه ثقافة واسعة. محمود باستشهاد.ه ترك غصة في قلبي لا تندمل بمرور الزمن، مر عامين على استشهاد.ه ويؤلمني أن جثمانه ما زال لدى الاحتلال الإسرائيلي،  وصلتنا ملابسه المقصوصة من على جسده بواسطة شباب من القدس، وما زلنا لا نعلم أين هو وأين دفنوه، كان يقول لي: بتعرفي يا إمي الشهيد بيندفن بأواعيه". لم ينل ابني أمنيته هذه ولكنه نال الشهادة في سبيل الله ولا أعظم من هكذا كرامة. 

"يا إمي بدي أطلع أطش مع صحابي بس بدي آخد من الهوية المصاري لأجيب بضاعة لأبوي بالأول". كان هذا اللقاء الأخير بعدها انتبهت أن محمود لم يكن يحدثني وعينيه في عيني كعادته، كان ينظر للأطراف، لم تتواجه أعيننا ربما خاف أن يضعف ويرق قلبه ويعود عن مخططه الذي أقسم فيه أن ينال لقب "الشه.يد".

أنا أم الشهيد محمود كميل "السناجل"،  من مواليد العام 2003، لطالما كان طفلًا محبوبًا وذكيًا لماحًا، كنت أراه أكبر من عمره يناقشني في كل المواضيع فلديه ثقافة واسعة. محمود باستشهاد.ه ترك غصة في قلبي لا تندمل بمرور الزمن، مر عامين على استشهاد.ه ويؤلمني أن جثمانه ما زال لدى الاحتلال الإسرائيلي،  وصلتنا ملابسه المقصوصة من على جسده بواسطة شباب من القدس، وما زلنا لا نعلم أين هو وأين دفنوه، كان يقول لي: بتعرفي يا إمي الشهيد بيندفن بأواعيه". لم ينل ابني أمنيته هذه ولكنه نال الشهادة في سبيل الله ولا أعظم من هكذا كرامة. 

في تاريخ 21 كانون الأول/ ديسمبر من العام 2020، انتهى محمود من عمله بمحل والده وصلى العصر، وبالصدفة تم التقاط فيديو له وهو يسير نحو طريقه الذي خطط له دون أن يعلم المصور وجهة محمود فقط كان توثيق ليوم عادي لا أكثر، لم يشعر رفاقه بغيابه بعد لم يطل الغياب أبدًا؛ ولكن سرعان ما تواردت الأنباء عن عملية طعن تضاربت الأنباء حول هوية المنفذ، وإذ باسم محمود يظهر على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، لم أصدق وقتها "محمود ابني أنا محمود"، تداركت نفسي ورددت "إنا لله وإنا إليه راجعون.. بالجنة يما شهيد نولت يلي طلبته". 

محمود كان مدللنا في العائلة، أخته كانت صديقته الأولى ومأمنه وأمنه، وأخته الثانية أصغر منه بأعوام عديدة كانت مدللته وصغيرته لم يكن يعد للبيت إلا وهو يحمل لها الشوكولاته والحلوى اللذيذة، 

لم يكن محمود يتوقف عن دندنة "سلم ع الشهداء اللي معاك"، يحرص في جلساتنا أن يخبرني عن كرامات الشهد.اء، في مرة قال لي: بتعرفي يا إمي الكل رح يوكل جسمه الدود إلا أنا". قلت له: شو بتحكي. قال: لا قصدي يعني أنه الشهد.ا ما بتحللوا هي اللي بدي اقوله". 

بعد استشها.د محمود تعرفت على أمهات الشهدا.ء، انقلبت حياتي وأصبحت لدي أسرة جديدة أحبهم ويحبونني، وجعنا واحد، في كل جلسة لنا نستذكر أبنائنا ونصبر قلوبنا بذكر الله.  الرحمة لروح ابني محمود ولأرواح كل الشهدا.ء، والصبر لقلبي ولقلوب الأمهات المكلومات.