بنفسج

رهام سموم

السبت 11 مارس

وسط كل هذا العمل المزدحم كانت تعمل رهام متطوعة في جامعة القدس وبلا أي مقابل، بسبب حبها للبحث العلمي والعمل به. وعملت كمعلمة علوم حياتية في مدارس الإيمان لطلبة الثانوية، وأيضًا عملت كمسؤولة عن المختبرات هناك. وحصلت على وظيفة (geneticist) في مركز الهبة للمساعدة على الحمل برام الله. كنت مسؤولة ال PGD. "فحص الخلايا الجنينية قبل إدخالها لرحم المرأة للزراعة." 

رهام سموم، مواليد وسكان القدس. أنهت مرحلة الثانوية العامة بالمرتبة الثانية على محافظة القدس في الفرع العلمي. وحاصلة على بكالوريوس طب مخبري من كلية المهن الطبية -جامعة القدس-. وماجستير كيمياء حيوية من جامعة القدس -أبو ديس-. 

حين تخرجت من الثانوية العامة كانت فترة الانتفاضة وجميع الجامعات مغلقة، ولم تكن هناك إمكانية للسفر للدارسة في الخارج، فقررت أن تكمل دراستها في كلية المهن الطبية. عملت بعد تخرجها في عدة مراكز طبية في القدس. ثم قررت دراسة الماجستير وكانت رسالتها حول هشاشة العظام مع البروفسور هشام درويش.

تقول لبنفسج: "كنا أول من اكتشف العلاقة بين التغيرات الجينية في فلسطين وهشاشة العظام. وبعد الماجستير عملت مدة طويلة مع د. هشام درويش في مركز البحوث الطبية على هشاشة العظام ، ونشرنا ورقة بحث. ثم عكفنا العمل على عامل التخثر FX واكتشفنا طفرة وتغيرات جينية جديدة في هذا الجين، لم تكن مكتشفة عالميًا بعد، ونشرناها في ورقة بحث عالمية. أيضًا عملنا في مركز البحوث الطبية على العلاقة بين الوراثة والسكري." 

وسط كل هذا العمل المزدحم كانت تعمل رهام متطوعة في جامعة القدس وبلا أي مقابل، بسبب حبها للبحث العلمي والعمل به. وعملت كمعلمة علوم حياتية في مدارس الإيمان لطلبة الثانوية، وأيضًا عملت كمسؤولة عن المختبرات هناك. وحصلت على وظيفة (geneticist) في مركز الهبة للمساعدة على الحمل برام الله. كنت مسؤولة ال PGD. "فحص الخلايا الجنينية قبل إدخالها لرحم المرأة للزراعة." 

تضيف: "أردت التعمق أكثر في البحوث وكنت أحاول الدخول للجامعة العبرية في القدس لدراسة الدكتوراه، لكن لم يكن سهلًا في تلك السنوات الدخول كطالبة دكتوراه في الجامعة العبرية، ومعروف أن طلبة جامعة القدس ليس من السهل لهم إكمال الدراسة في الجامعة العبرية بالقدس. فعملت في المختبرات في الجامعة العبرية لمدة عامين أثبت بها وجودي واستطعت عمل نموذج من خلايا الانسان والفئران للسكري والسرطان." 

تردف: "ثم قدمت لمنحة (GROWTH fellowship) من القنصلية البريطانية. قدم لها حوالي ٣٠ أو ٤٠ شخص. تم قبول فقط ٤ منهم وكنت بحمد الله من بينهم. فأكملت دراستي كطالبة دكتوراه في الجينات بالجامعة العبرية. وقدمت رسالة الدكتوراه بعد حوالي أربع سنوات ونصف بنجاح والحمد لله." 

لماذا درست الطب المخبري منذ البداية؟ تجيب: "كنت عندما أذهب للمختبر لفحص دمي أشعر بشغف لمعرفة ماذا يوجد داخل الدم وكيف يستطيعون معرفة نتيجة قوه الدم أو أشياء أخرى منه." 

وعن الصعوبات التي واجهت رهام خلال دراسة الماجستير تقول: الصعوبة كانت في المواصلات والمواجهات والإغلاقات التي كانت تحدث. كنت اضطر الذهاب من مناطق الضفة للوصول للمكان الذي أريد وسط رائحة قنابل الغاز أحيانًا، والطريق تأخذ مني ساعات طويلة." 

أما مرحلة الدكتوراه لم تكن سهلة ولكنها ممتعة. استطعنا -وبالتعاون مع جامعة بنسيلفانيا بأميركا- عمل نماذج من خلايا وفئران لدراسة أمراض الشيخوخة والسرطان عن طريق دراسة التيلوميرات التي هي أجزاء من نهاية الكروموسومات التي تحافظ على المادة الوراثية. نشرت ذلك في مؤتمر عالمي، وحاليًا تم نشره في مرحلة قبل الطباعة. 

شاركت ريهام في عدد من المؤتمرات العالمية. حيث تعكف على حضور مؤتمرات الطب المخبري الفلسطيني العالمية. وفي سنة من السنوات حصلت على جائزة عميد الطب المخبري الدكتور عطا الله رشماوي لأفضل بحث فلسطيني عُرض في المؤتمر في الجامعة الأميركية بجنين عن هشاشة العظام. 

لطالما كانت طريقها مليئة بالصعوبة ولكن ما يهون عليها الطريق دغم الأحبة بدءا من والديها وحتي زوجها وأولادها. 

حرصت ريهام على تطوير نفسها باستمرار عن طريق قراءة الأبحاث الحديثة والمشاركة بالمؤتمرات العالمية وتعلم طرق بحث جديدة وممارستها باستمرار. 

تطمح إلى التطوير من نفسها باستمرار، وتكملة رحلتها في الأبحاث التي لا تنتهي. وتأمل أن تنقل خبراتها إلى المراكز الفلسطينية كمركز الهبة مثلًا لمنع نقل بعض الأمراض التي تنتقل وراثيًا من الآباء إلى الأبناء. وذلك عن طريق تطوير فحص ال PGD في فلسطين. وتتمنى ريهام أن تنقل المعلومات والخبرات الحديثة إلى الجامعات الفلسطينية إذا سنحت لها الفرصة للعمل بها.