"لا تغفل عني فإني مكروب" ما قصة هذه العبارة؟ يحكي الذهبي في كتابه "السِيَّر" أن الإمام الشافعي أُصيبَ ذات يوم بسَقَم وقيل ب(الاكتئاب)، فلما دخل عليه "يونس بن عبد الأعلى" وكان صديقه عرف ذلك في وجهه! فجالسه وطلب منه الشافعي أن يقرأ له آيات من سورة آل عمران فقرأ له، ولما همّ أن يقوم عنه.. قال الشافعي لصديقه: "لا تغفل عني، فإني مكروب!"

دروس من القصة: هذا الشافعي، إمام تقي ورع، ومع ذلك أُصيب بالاكتئاب مع طول صلاته وقيامه ومناجاته. الاكتئاب النفسي العارض قد يُصيب الجميع على اختلاف درجاتهم، وقد لا ينجو منه الإنسان إن لم يجد العون له. لم يستحِ الإمام الشافعي من طلب المساعدة من صديقه حين شعر بأعراض الاكتئاب، بل وأوصاه بالانتباه له وتَفَقُده حتى يتجاوز تلك المحنة. 

هذه القصة تُذكرني بحديث الرسول ﷺ: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". إذن ف " تَّفقُد كُل منا لبعضنا البعض" عبادة رُبما نغفل عنها هذه الأيام.. لأن الدُّنيا كما يُقال دائمًا "مشاغل".

اقرأ أيضًا: لعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا

ولكن يجب أن لا يغفل الأخ عن أخاه حين يعلم بحاجته إلى المواساة. في الرواية أيضًا أن ابن عبد الأعلى لما جالسه، أسمعه القرآن حينًا ومن هذا نُدرك أن القرآن علاج روحي واطمئنان لا بُد منه. 

ولكن.. الغذاء الروحاني جزء من العلاج، لكنه ليس كل شيء! فالمرء بحاجة إلى أن لا يغفل عنه من يُحبه، كُلنا بحاجة إلى الصديق الصدوق و"الوَنَس" الودود. فلا تغفلوا عن أحبابكم.