بنفسج

هل ندمت على الزواج ومن ثم قرار الإنجاب؟

الثلاثاء 16 مايو

ليلة أمس قضيتُ ساعتين أو أكثر وأنا احاولُ تهدئة صغيرتي لتنام، استنزفت جُلّ طاقتي ، وعظام كتفاي، وكل فقرات ظهري ثم نامت. وما إن وضعتها في سريرها حتى جاء أخاها للغرفة يريدُ أن يخبرني عن صديقه في الروضة بكل حماس وعفوية.. .وصوته المُرتفع فاستيقظت طفلتي..... وبدأتُ من جديد. هذان الجميلان يريدان أن يمتحنا قدرتي على ضبط النفس، التي أحاولُ جاهدة أن أتقنها دون فشل. ولأكون صادقة مع نفسي لم أتخيل يومًا أني بهذه القوة وهذا الصبر، ولكن يبدو أن الأمومة تصنع المُعجزات، وتغير فينا ما لا يستطيعُ والدينا أن يُغيراه فينا. أذكرُ أن والدايّ دائمًا كانا ينهاني عن كثرة العصبية، ولم أكن أعلم أن أمومتي ستجعلُ بالي طويلًا وأحيانًا تجعلني كــ ــقطعة جليد متبلدة المشاعر.

هل ندمت على الزواج ومن ثم قرار الإنجاب؟: في الحقيقة لا... فقد تزوجتُ بقناعة تامة أنَّ هذا الرجل سيُتمم أيامي، وأنجبتُ بقناعة "أنّ المال والبنون زينة الحياة الدنيا" ثم بعد الامتحان الأول لأمومتي وما واجهت من أيامٍ شاقة - بمعنى الكلمة- ، أنجبتُ بعدَ أربعِ سنوات طفلتي التي بين يديَّ اليوم
وها هم صغاري اليوم يمتحنون صبري وجلدي على الأيام، وقوة ظهري وثباتي دون انهيار..

في حقيقة الأمر وإنني كأي أُم أسعى جاهدة لأن أُقدم ما بوسعي لصغاري وأُخفي مشاعري السلبية التي قد تنتابني "أيضا ك أي أُم" تُحاولُ أن تُعطي دون أن تأخذ. أشعر بالتعب ولكني لا أملك رفاهية الاستلقاء على السرير متى شعرت أني مُتعبة..! هذه حقيقتنا نحن الأمهات نتعب ولكن لا نملك رفاهية استشعار التعب والاستشفاء منه بطريقتنا الخاصة، وإنما بطريقة أبنائنا وعلى حسب مزاجيتهم..!

ويحدث هكذا في نهاية كلِ يوم أن أتعب من جلدي ومن شعري وحتى أظافري، أن أُلقي بجسدي على طرف السرير استرقُ ساعاتٍ من النوم وأحاول تهدئة دماغي من دوامة افكاره التي لا تنتهي، أحاول كل صباح أن أقفز من على سريري أصطنع ضحكة لصغيري قبل ذهابه للروضة وأخلق معه أحاديث ترفع من معنوياته وأنا التي أحتاجُ لمن يرفع لي معنوياتي ويدفعني لــ استمر بصلابة بدلًا من هذه الهشاشة التي تمتلكُ روحي.

ليلة أمس قضيتُ ساعتين أو أكثر وأنا احاولُ تهدئة صغيرتي لتنام، استنزفت جُلّ طاقتي ، وعظام كتفاي، وكل فقرات ظهري ثم نامت. وما إن وضعتها في سريرها حتى جاء أخاها للغرفة يريدُ أن يخبرني عن صديقه في الروضة بكل حماس وعفوية.. .وصوته المُرتفع فاستيقظت طفلتي..... وبدأتُ من جديد .

هذان الجميلان يريدان أن يمتحنا قدرتي على ضبط النفس، التي أحاولُ جاهدة أن أتقنها دون فشل. ولأكون صادقة مع نفسي لم أتخيل يومًا أني بهذه القوة وهذا الصبر، ولكن يبدو أن الأمومة تصنع المُعجزات، وتغير فينا ما لا يستطيعُ والدينا أن يُغيراه فينا. أذكرُ أن والدايّ دائمًا كانا ينهاني عن كثرة العصبية، ولم أكن أعلم أن أمومتي ستجعلُ بالي طويلًا وأحيانًا تجعلني كــ ــقطعة جليد متبلدة المشاعر.

بالأمس بعد ليلةٍ طويلة.. هدأ البيت ولهج لساني بالدعاء لهما، فهما زينة قلبي رغم هذا التعب النفسي والجسدي، أعلمُ أنها أيام وستمضي... وهم الآن بحاجتي وأنا اكثر حاجة لقلبيهما، ولأن هذه الكلمات ستبقى ذكرى أعود لها يومًا وأقول.. لقد كان وكان..! نحن الأمهات نُجاهد بأمومتنا، وليس لنا إلا الدعاء عونًا، وأنا على يقين تام بأن الله لا يُكلفُ نفساً إلا وسعها، لذا نحتسب تعبنا عند الله العظيم، فاللهم صبرًا جميلًا وقوة نتجاوز بها ثقل الأيام.