بنفسج

نحب.. نعاتب.. ونلتمس عذرًا

الثلاثاء 16 مايو

وكنت إلى وقت قريب لا أميل إلى أن أعاتب أحدًا وأحاول بيني وبين نفسي أن ألتمس الأعذار وأحسن الظن وأتجاوز عن الأمر. لكني وجدت بالمواقف والتجربة أنه في بعض الأوقات يكون العتاب حلًا أسرع يحول دون حدوثِ فجوةٍ في العلاقة وأيضًا في بعض الأحيان يكون الحل الأسلم لقلبي. فأحرص أن يكون عتابي طيبًا رقيقًا رحيمًا بمن أخطأ في حقي يحمل برسالةٍ له أنه، وإن كنت حزينةً بسبب ما فعلت أو حتى غاضبةً منك إلا أنني أعي تمامًا أننا بشر نخطئ ونقصر ونضعف- وإن لم نرد ذلك- فلا بأس عليك يا صاحبي.

منذ فترة قليلة عاتبت أخي أنه لم يعيدني يوم ميلادي هذا العام رغم أني معتادة على تلقي رسالة جميلة منه كل عيد تثير في قلبي مشاعر الحب والقرب والفرح. وللمفارقةِ العجيبة أني قد فعلت مثله بعدها في يوم ميلاده دون تَقَصُّدٍ تمامًا، بل إنه والله كان على خاطري وفي بالي، و قلبي طوال اليوم، وظللت أدعو له بشكل متكرر ، إلا أني انشغلت ومكثت اؤجل الأمر حتى أنتهي من هذا وذاك، وتلك الأشياء، فيتسنى لي الجلوس بشكل رائق وكتابة رسالة جميلة تليق بجمال قلبه وتشعره بمقدار حبي وتخبره بتمنيات قلبي ودعواته له. وأنقضى اليوم دون أن أفعل ذلك للأسف.

آه كم نحن ضعفاء ومقصرون وناقصون مهما حاولنا أن نتصنع القوة والمثالية والتمام، تمضي أيامنا ونحن نحاول أن نلملم أمورنا و شؤوننا ونُحكم عليها قبضات أيادينا، فتنسل وتقع منا ربما أهم أهم الأشياء، لهذا أحب جدًا معاني التسامح والتغافل والتجاوز عن الأخطاء، وأحاول أن أتخلق بهم ما استطعت إلى ذلك سبيلًا.

وكنت إلى وقت قريب لا أميل إلى أن أعاتب أحدًا وأحاول بيني وبين نفسي أن ألتمس الأعذار وأحسن الظن وأتجاوز عن الأمر. لكني وجدت بالمواقف والتجربة أنه في بعض الأوقات يكون العتاب حلًا أسرع يحول دون حدوثِ فجوةٍ في العلاقة وأيضًا في بعض الأحيان يكون الحل الأسلم لقلبي.
فأحرص أن يكون عتابي طيبًا رقيقًا رحيمًا بمن أخطأ في حقي يحمل برسالةٍ له أنه، وإن كنت حزينةً بسبب ما فعلت أو حتى غاضبةً منك إلا أنني أعي تمامًا أننا بشر نخطئ ونقصر ونضعف- وإن لم نرد ذلك- فلا بأس عليك يا صاحبي.

وأبغض العتاب القاسي العنيف وأراه وكأنه يحمل برسالة من المعاتب للمخطئ، مفادها أنا خير منك ولا أفعل ذلك أبدًا. ولا أدري من أين لك يا إنسان بهذه الضمانة وأنت وأنا وجميعنا لا حول لنا ولا قوة إلا بالله، خالقنا ومالك أمورنا سبحانه، ونحن لا نملك منها شيئًا، بل الله يملكنا ويصرف شؤوننا كيف شاء ويختبرنا بما شاء.

من أين لك بضمانة على أنك لن تتبدل عليك الأحوال، وتتغير بك الظروف، وتضطر إلى فعل ذلك، بل وأسوأ وأسوأ منه لا قدر الله! أرى الأخطاء وكأنها دوائر متصلة ما نلبثُ أن ننفك عن إحداها إلا ونجد أنفسنا ندور في مدار أخرى، فاخفض رأسك المتعالي هذا وتواضع وقت العتاب يا مسكين.