بنفسج

"عين الهوية" طبيعة وتاريخ فلسطيني يهدده الاستيطان

الإثنين 25 سبتمبر

مناظر خلابة، وعيون غنية بالماء، وأراض زراعية وسهول خضراء، وصخور صماء، وطبيعة تجذب كل من زارها لمعاودة زيارتها مرة أخرى. "عين الهوية"؛ واحدة من أهم عيون المياه المنتشرة في بلدة حوسان غرب مدينة بيت لحم، وإحدى المواقع الثرية بالمياه والخلابة بالطبيعة الخضراء، وهي مصدر مائي ومكان للتنزه وللترفيه يرتاده مئات الفلسطينيين سنويًا.

لمحة تاريخية عن "عين الهوية"

 "عين الهوية"تعد أكبر عيون المياه التي يبلغ عددها 25 عينًا وينبوعًا موزعة على مناطق مختلفة في وسط وأطراف بلدة حوسان. وتضم قرية حوسان العديد من العيون، منها عين العامود والبلد، وتعد امتدادًا لمنطقة بتير الغنية بالعيون. ويحتوي موقع "عين الهوية" على نفق طوله 30-35م في آخره غرفة تتدفق منها مياه عذبة جدًا من كل مكان، وبفعل استمرار نزول وتدفق المياه شكل الصخر صواعد ونوازل؛ نتيجة عوامل التجوية في مشهد فني جميل.

تعد أيضًا "عين الهوية" أكبر عيون المياه التي يبلغ عددها 25 عينًا وينبوعًا موزعة على مناطق مختلفة في وسط وأطراف بلدة حوسان. وتضم قرية حوسان العديد من العيون، منها عين العامود والبلد والطاقة وعين العروس، وتعد امتدادًا لمنطقة بتير الغنية بالعيون. ويحتوي موقع "عين الهوية" على نفق طوله 30-35م في آخره غرفة تتدفق منها مياه عذبة جدًا من كل مكان، وبفعل استمرار نزول وتدفق المياه شكل الصخر صواعد ونوازل؛ نتيجة عوامل التجوية في مشهد فني جميل.

ويقع نبع "عين الهوية" في واد بين جبال تكسوها أشجار الزيتون، وتتوسطها أراضٍ تُزرع بالخضروات بطريقة بدائية. وما يزيد المنطقة جمالًا في فصل الشتاء، غزارة الأمطار التي تحوّل المكان إلى شلالات غزيرة تنساب منها المياه عبر الصخور، لتجذب الهواة والمصورين لالتقاط أروع وأجمل المشاهد والصور.

يعود تاريخ الينابيع في بلدة حوسان إلى الفترة الرومانية، ما أكسبها مكانة تاريخية وأثرية وجعلها وجهة للسياح الفلسطينيين من مدن الشمال والجنوب، وقد سُجلت العين عام 2014 ضمن لائحة التراث العالمي، في منظمة اليونسكو، ضمن ملف ترشيح بلدة بتير المجاورة لقرية حوسان.


اقرأ أيضًا: الأماكن الأثرية في فلسطين: شهادة على أحقية الأرض


أما عن قصة تسميتها بهذا الاسم، فتقول خرافة يونانية ورومانية بأن الصواعد والهوابط في عيون المياه تشكلت بسبب حزن شاب وفتاة، عشقوا بعضهم ورفض أهلهم تزويجهم، فلجأوا إلى أحد المغارات حول العين، ومن شدة حزنهم تحولوا في المغارة إلى صواعد وهوابط فاشتق اسم العين من "العشق والهوى".

أما الرواية الأخرى التي يتداولها الكثيرون لسبب تسمية العين بهذا الاسم، هو أن أراضيها تحتوي على هاوية، ردمها أجدادنا قديمًا، فسميت العين نسبة إلى هذه الهاوية. يدخل الزوار إلى "عين الهوية" التي تُعد من أهم وأشهر العيون في حوسان وسائر قرى الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، عبر نفق صخري ينتهي بغرفة تنساب منها المياه، وتمتاز مياهها ببرودتها في فصل الصيف، أما في الشتاء فإن المياه تصبح دافئة.

محاولات الاحتلال للسيطرة على "عين الهوية"

قد قطع أهالي العين الفلسطينيين شوطًا كبيرًا في مقارعة الاحتلال للتمسك بأراضيهم ومنعهم من السيطرة على المنطقة الأثرية السياحية، حيث يحاول المستوطنين بين فينة وأخرى وبحماية جيش الاحتلال، زيارة المنطقة والتنزه والاستجمام بها، تمهيدًا للسيطرة التدريجية عليها. كما تسعى سلطات الاحتلال والمستوطنون لتحويلها إلى مقصد ديني وسياحي للمستوطنين.

ويعتمد أغلب سكان قرية حوسان على الزراعة، إذ توفر العيون المنتشرة فيها المياه العذبة لري مزروعاتهم، حيث كانت العين المصدر الوحيد الذي يغذي قرية في المياه. وتعتبر العين مقصدًا للسكان المحليين، وكذلك للزوار من الخارج لجمال منظرها وأراضيها الزراعية، التي تظهر على شكل مدرجات ترابية.

وقد قطع أهالي العين الفلسطينيين شوطًا كبيرًا في مقارعة الاحتلال للتمسك بأراضيهم ومنعهم من السيطرة على المنطقة الأثرية السياحية، حيث يحاول المستوطنين بين فينة وأخرى وبحماية جيش الاحتلال، زيارة المنطقة والتنزه والاستجمام بها، تمهيدًا للسيطرة التدريجية عليها. كما تسعى سلطات الاحتلال والمستوطنون لتحويلها إلى مقصد ديني وسياحي للمستوطنين، وتمنع السلطات المحلية الفلسطينية من ترميم أو تأهيل محيط النبع بحجة أنه يقع ضمن أراضي الخاضعة تحت السيطرة الإسرائيلية.

عين الهوية1.jpg
عين الهوية في بيت لحم

يحاول المواطنون في البلدة المحافظة على العين والدفاع عنها من أطماع الاحتلال والمستوطنين، بكل ما أوتوا من قوة، ويعتبرون العين بمثابة شريان الحياة في المنطقة ذات الأراضي الزراعية الخصبة، حيث يروي مزارعو القرية أراضيهم منها، ما يعود بالنفع المادي عليهم من زراعة الخضار وبيعها، ليشكل ذلك مصدر رزق لعدد كبير من المواطنين.

أما عن قرية حوسان التي تضم هذه البقع الأثرية التاريخية الرائعة، فهي تقع إلى الغرب من مدينة بيت لحم، وعلى بعد 5.6 كم هوائي، ويحدها من الشرق بلدة الخضر، ومن الشمال قرية بتير، ومن الغرب قرية وادي فوكين والخط الأخضر ومن الجنوب قرية نحالين.


اقرأ أيضًا: قرية قالونيا: الأهل والسيرة والرواية


كانت القرية في أيام الحكم التركي واحدة من قرى العرقوب، التي بلغ عددها 24 قرية، وتتبع لواء القدس الشريف، وبدء ذكرها بهذا الاسم بعد العام 1525م. تقع قرية حوسان على ارتفاع 804 مترًا فوق سطح البحر، وكانت تزرع بالحبوب والأشجار المثمرة، والخضراوات، وتستغل لرعي المواشي.

تتميز قرية حوسان بوفرة ينابيع المياه الأثرية فيها، وطبيعة الأرض الزراعية الخصبة والجبلية ما جعلها منطقة يستهدفها الاحتلال، إذ قُضمت أكثر من 70% من أراضيها لبناء مستوطنة "بيتار عيليت".