بنفسج

"وعن شبابه فيما أفناه".. فهل أعددت جوابًا؟

الأربعاء 04 أكتوبر

كيف أستثمر مرحلة الشباب؟
كيف أستثمر مرحلة الشباب؟

مرحلة الشباب؛ الكنز الثمين الذي بين أيادينا الذي قد لا ندرك أنه كنز، ونغفل في بعض الأوقات عن أهميته، مرحلةٌ كهذه يكونُ فيها كل شيء في أوجه، القوة والعزيمة والهواية والرغبة في التغيير، فكم سيكون مؤسفًا لو حجّمنا هذه الميزات التي لدينا وتركناها تذهب هباءً مُضيعين أكثر مراحل حياتنا غِنىً وإثمارًا. فـ كيف أستثمر مرحلة الشباب؟

كُتب هذا المقال لنقترحِ عليك عزيزتي الشّابة أفكارًا متنوعة وعديدة لاستثمار فترة شبابك. هذه الخيارات مختلفة سيترتب عليكِ أن تفكّري بشأنها وتختاري منها ما يناسبك، ولعلّ أول وأَولى ما على الشباب _والشابات بالذات_ فعله والبدء به في هذه الفترة هو الاستقلال الذاتي ومحاولة الاعتماد على النفس.

 أعني بمفهوم الاستقلال محاولة الوصول إلى النضج والاستقلال النفسي والعاطفي وتقوية الشخصية، لتتلاءم مع هذه المرحلة من الزمان التي أصبحت تفرض على الأنثى، خاصّة، أن تخوضَ غمار كل شيء وتبرع فيه وتفلح لا أن تتوارى وتظل خلف الكواليس، رغم أن التواري والعمل من خلف الكواليس ليس خيارًا سيئًا دائمًا، وليس مذمومًا، بل هو مناسب لبعض الشابات وفيه مجالات وخيارات شتى أيضًا.

كيف أستثمر مرحلة الشباب؟

كيف أستثمر مرحلة الشباب؟
المسألة الجوهرية التي سنعتمد عليها في إمضاء هذه أوقات الشباب هي: "تعلُّم كيف نجعل وقتَنا بمفردها ممتعًا وذا معنى"، بالرغم من أن الإنسان أصبح كائنًا فرديًا ومتمركزًا حول ذاته، إلا أنه يفعل ذلك بطريقة خاطئة، فكثيرًا ما يكون بين الجموع، لكنها جموع مزيفة ومبهرجة فحسب، وعندما يتركها، ويجلس مع نفسه يظل بمعزل عن هذه النفس، دون حوار معها أو صداقة أو فائدة من هذا الجلوس.

المسألة الجوهرية التي سنعتمد عليها في إمضاء هذه أوقات الشباب هي: "تعلُّم كيف نجعل وقتَنا بمفردها ممتعًا وذا معنى"، بالرغم من أن الإنسان أصبح كائنًا فرديًا ومتمركزًا حول ذاته، إلا أنه يفعل ذلك بطريقة خاطئة، فكثيرًا ما يكون بين الجموع، لكنها جموع مزيفة ومبهرجة فحسب، وعندما يتركها، ويجلس مع نفسه يظل بمعزل عن هذه النفس، دون حوار معها أو صداقة أو فائدة من هذا الجلوس.

الهدف الذي نودّ الوصول إليه هو جعل وقتنا بمفردنا أفضل الأوقات دون أن نعتاد الوحدة أو نُمانع الصداقات الحقيقية أو نهملها، فلا نروِّج للعزلة، لأنها ليست خيارًا إنسانيًا، لكنْ بالمقابل نتعلّم حين نضطر للبقاء، وحدنا كيف يمر هذا الوقت دون أن يصل بنا ذلك إلى الاكتئاب أو التقوقع، نريد أن نحسّن سوية جلوسِنا مع أنفسنا ونرفع جودتها. من الضروري الإشارة إلى أن انتقاء أحد هذه الاقتراحات يتبع طبيعة شخصيتك وأهدافك التي تعرفينها؛ فمن المهم تحديد أهدافك قبل الإقدام على تنفيذ أي اقتراح.

| متابعة التعلم والدراسات العليا: هنا إجابة مهمة على سؤال كيف أستثمر مرحلة الشباب؟ في العشرينيات أو الثلاثينيات، قد يكون الخيار الأمثل للفتاة هو الاستمرار في التثقف وتنمية الفكر والمعارف؛ لأنها بهذه الطريقة تمنع عدّاد الوقت من إحصاء سنوات فارغةٍ ضدّها، بل تملؤه وتكثّف معناه، فلو لم يتسنَّ لك إكمال تعليمك الثانوي أو كنت مهتمة بتعزيز ثقافتك الجامعية، فلعل هذا الخيار مناسبًا لك.


اقرأ أيضًا: أول الطريق "خطة".. عن مواسم الهجرة إلى الذات


| الالتحاق بدورات مفيدة أو إنشاء مشروع صغير: إن صادفتك دورةٌ تعليمية أو عملية حقيقية لا تجارية؛ فالالتحاق بها يمنحك معارف متنوعة يصعب الحصول عليها مجتمعة في الاختصاص الجامعي الواحد، كما تمنحك مهارات عملية قد تؤهلك لافتتاح مشروعك الخاص، وقد أصبحت مشاريع النساء اليدوية مصدر دخل وفخرٍ في آنٍ معًا، تشغل أوقاتهن وتفجّر إبداعاتهن، وكم من فتيات أهّلن نفسهنّ ووصلن لاستقلالٍ مُحترَم بفضل ذلك.

| معالجة الذات ومحاولة حلّ أي مشكلة نفسية: إن ترك لك الماضي رواسب وصدمات، أو لاحظت في شخصيتك أي مشكلة حديثة الظهور يمكنك استثمار هذا الوقت في حل العوالق المستعصية، ومحاولة الوصول إلى صحة نفسية متوازنة، ومن ثم اكتشاف الذات وتدليلها والرأفة بها ومحاورتها، فإن أنجزت هذا الإنجاز تصبح كل الإنجازات بعده وبفضله ممكنة، لأن من معوقات الإنجاز ألّا تعرفي مهاراتك، وميولك أو أن تعاني بعض الاضطرابات المزاجية أو النفسية.

كيف أستثمر مرحلة الشباب؟
دورة سابقة في جامعة النجاح بعنوان "مهارات حل النزاعات"

| تنمية الهوايات والمواهب: بالنسبة لي؛ أنا عند الدخول في نقاش حول كيف أستثمر مرحلة الشباب؟ تنمية النفس هو الاختيار الذي أميل إليه بشكل شخصي، حيث أن استغلال فترة الشباب للتركيز على المواهب يحقق المتعة والفائدة في الوقت ذاته، ما بين القراءة أو الكتابة أو الرسم أو التصوير. ويمكن أن تستغلي هذا الوقت في اكتشاف موهبتك إن كنتِ لا تعرفينها بعد، ويجدر بي إخبارك أن الهواية والشغف ليس شرطًا أن تكون أحد الهوايات المشهورة التي ازداد الترويج لها في هذه الفترة، بل قد تكون أي عمل تستمتعين بأدائه وتمهرين فيه وتنتجين إنتاجًا مميزًا عن الآخرين.

بالهواية قد تصححين مسارك أو تعوّضين عن أي اختيار خاطئ حدث سابقًا في اختيارك لفرعك الدراسي ولم تستطيعي تغييره. الهواية تمنحك أفقًا وتفتح لك نافذة بدلًا من أن يكون العالم حولك مسدودًا والجدران باردة مُصمَتة، وكم من أشخاص أنقذتهم هواياتهم من انحدارٍ محتم إلى الحزن والاكتئاب وربما شعور انعدام الجدوى. فالاستثمار الذي تستثمرينه على الهوايات، ليس مضيعة لأنها تصادقك وتفهمكِ في الأوقات التي يتعذر فيها لقاء الناس أو لا يروقك لأي سبب.


اقرأ أيضًا: الخروج من منطقة الراحة: عالم جديد في انتظارك!


| السفر: بعض الفتيات تسمح لهنّ ظروفهن بالتجول والسفر، وإن كان دخول الجامعات ينمّي الشخصية أكاديميًا؛ فالسفر أعظم تجربة حياتية يمكن أن تنمي الشخصية بشكل عَملي، فإن تأكدت الفتاة من سلامتها وأمّنت رفيقًا موثوقًا سيكون السفر خيارًا عظيمًا، لا للتنزه فحسب، بل للاطلاع على البلدان والحضارات والثقافات خاصّة إن كانت لديها هذه الهواية التي أظن أنها عادت للانتشار بشكل أوسع في هذه الفترة. ولعلّي سأصف السفر بالسهل الممتنع، فقد كثرت وسائل النقل وأصبحت بعض التنقلات أكثر أمانًا ومن جهة أخرى أكثر تعقيدًا وصعوبة، فالأمر هنا نسبي، ومع ذلك لا يمكننا إنكار فائدة وروعة هذا الاقتراح لمن يستطيع ويريد تنفيذه.

كيف أستثمر مرحلة الشباب؟
نصائح تساعدك على استثمار الوقت في مرحلة الشباب

| استغلال كلّ ما سبق في محاولة الوصول للاستقلال المادي: الاستقلال المادّي أكثر هَمّ تتمحور حوله حياة الشّاب والشّابة، والقدرة على الوصول إليه هي الشغل الشاغل للشباب في زماننا خاصّة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فمن يمتلك المال ويقدِّم به المعونة لنفسه وللآخرين ليس كَمَن ينتظر الأعطيات ممن يملكه، إضافة إلى أنّ الاستقلال المادي يقدّم الكثير للشخصية ويشذّبها أثناء سعيها في سبيله، فيساهم في صقلِها ومنح معنى للذات والحياة وحلّ الكثير من المشكلات النفسية، بملء وقت الفراغ وتحقيق الإنجاز.

كيف أستثمر مرحلة الشباب؟

ولكي لا نكون مُنظّرين من برج عاجي وبعيدين عن الواقع، فلا بد من الإقرار بحقيقة مفادها أن الاستقلال المادي لم يعد سهلًا، ومن هذا المنطلق فأنا لا أُثقل كاهلك باقتراح الاستقلال المادي بل أعلم أنه اقتراح يصعب تحقيقه، لكنني أسلّط عليه الضوء لأنه أهم اقتراح ولا يمكن إغفاله، فإن واتتك الظروف وكفاك الجهد الذي تبذلينه واستطعت أن تخطي في طريقه الطويل خطوات ضيقة أو واسعة؛ فيمكنني القول بأن فترة شبابك ستكون فترة استقلال حقيقي يستحق الاحترام.

ولكي لا نكون مُنظّرين من برج عاجي وبعيدين عن الواقع، فلا بد من الإقرار بحقيقة مفادها أن الاستقلال المادي لم يعد سهلًا، سواء للرجل أو للمرأة، لكنه رغم صعوبته أصبح ضروريًا وملحًّا، وكلما ازداد إلحاحًا وازدادت الحاجة إليه فإنه يزداد صعوبة.

ومن هذا المنطلق فأنا لا أُثقل كاهلك باقتراح الاستقلال المادي بل أعلم أنه اقتراح يصعب تحقيقه، لكنني أسلّط عليه الضوء لأنه أهم اقتراح ولا يمكن إغفاله، فإن واتتك الظروف وكفاك الجهد الذي تبذلينه واستطعت أن تخطي في طريقه الطويل خطوات ضيقة أو واسعة؛ فيمكنني القول بأن فترة شبابك ستكون فترة استقلال حقيقي يستحق الاحترام، بل إن قصتك قد تستأهل أن تدخل عالم قصص النجاح ونحن نعلم مدى صعوبة النجاح في هذا العصر.


اقرأ أيضًا: عادات لحياة صحية.. الحياة التي تستحقين


وأهم شيء عند الحديث عن كيف أستثمر مرحلة الشباب؟ أن لا ننسى أن مرحلة الشباب هي أنسب وقت للرياضة والحميات للغذائية والالتقاء بالصديقات وقراءة الكتب، وتخصيص وقت لممارسة التخيل ومتابعة البرامج والمسلسلات الممتعة والمفيدة، وإذا وضعت الروحانيات نصب عينيك، وحرصت على التقرب من الله تعالى، ووضعت بين أهدافك أهدافًا آخروية دينية سامية، فستحوزين الأجر والثواب قبل أن تحوزي الدنيا وذلك هو الأهم.

هنا أجبنا على سؤال كيف أستثمر مرحلة الشباب؟ ونهاية أود القول إن السنوات الخالية من الهدف تضيع هباءً، أما السنوات المُعززة بالأهداف والأفكار الغنية؛ فتُضاف إلى رصيد شخصيتك وتمنحك عمرًا رائعًا مثمرًا.