بنفسج

خدعوك فقالوا: الإنجاب قرار غير قابل للتأجيل

الأربعاء 10 يونيو

تأجيل الحمل بعد الزواج
تأجيل الحمل بعد الزواج

الإنجاب قرار مصيري يجب أن لا يأخذ بعشوائية، وأن لا يتم إلا بعد بحث واستعداد نفسي لكلا الأبوين، فهو مسؤولية عظيمة ترسم ملامح حياة كائن (إنسان)، وهو أمر دقيق جدًا، سواء كان هذا الطفل الأول في العائلة أو حتى العاشر. تأجيل الحمل بعد الزواج يتخذه البعض والبعض الآخر يعتقد أن السباق مع الوقت في الإنجاب هو الأمر المحبذ والمفضل، فتبدأ الأسئلة، وتكثر الشكاوى إذا تأخر الزوجان لأشهر قليلة منذ بداية زواجهما عن الإنجاب، فتنهال عليهما اللعنات، مما يزيد الضغط عليهما، رغم أن الطب لا يبحث في المسألة إلا بعد مرور عام كامل.

أما الضغط المجتمعي، فيبدأ منذ الشهر الثاني أو الثالث، وهذا الضغط يجرد الأبوان من حقهما في اتخاذ هذا القرار ْ فقد يكونا متفقين على تأجيله لفترة، لأسباب مختلفة متعلقة بهما، والضغط المجتمعي ليس محصورًا بالطفل الأول، إنما يمتد إلى الثاني والثالث وحتى الرابع، فمثلًا؛ حتى لو كان الزوجان متفقان على تأجيل الطفل الثاني لفترة أطول تبدأ الأسئلة تنهال عليهما: متى ستحضر لابنك أخًا؟ لا تتركي مسافة كبيرة، بتنسي؟ جيبيهم ورا بعض أحسن.. بربو بعض.

 تأجيل الحمل بعد الزواج: قضية مجتمعية

تأجيل الحمل بعد الزواج
 أرى بأن الضرورة الملحة هي تقوية العلاقة بين الأبوان، ووجود طفل هو مسؤولية عظيمة تحتاج إلى تعاون الجانبان، وتحتاج تضحية منهما، وهو أمر يمكن تأجيله حتى تستقر العلاقة نفسيًا بينهما. حبذا لو وجدت أصواتًا تزيد الوعي وتؤجل هذا القرار، وتجعله قرار قابل للتأجيل حتى استقرار الزوجان نفسيا في هذه المؤسسة. وتجعل الانجاب مرهون بالاستقرار النفسي للأم حتى بعد الطفل الأول.
 
وحبذا لو يتم إلحاق الزوجان بدورة تأهيل للزواج ليتعلم كل منهما حقوقه وواجباته، وكيفية تنظيم النسل تجنبًا للكوارث التي تنتهي بالطلاق الذي زادت نسبته في المجتمع العربي ككل، نتيجة تراكمات وأخطاء، نشأنا عليها دون أن نعي مدى خطورتها فعليًا.

 تبدأ التدخلات حول خطوة تأجيل الحمل بعد الزواج لتجعل هذا القرار ليس حكرًا على الأب والأم، إنما قضية مجتمعية محل بحث للعائلة جميعها. مما يزيد من توتر الأبوين، ومن المشاكل بينهما، فأمه تضغط عليه، وأمها تضغط عليها، والأسئلة والنقاشات تتوسع رقعتها وصولًا لتغيير القرار فقط لأجل إرضاء الاهل.

حسب رأيي ومن تجربتي الشخصية، والتجارب التي حولي، أعتقد بأن وجود مسافة لا تقل عن ٣ سنوات هو أمر محبذ وضروري، لا بل وصحي للأم والطفل. فتجربة الحمل والولادة تجربة تحمل من الصعوبات ما تحمله، سواء على الأم أو حتى على هذا الطفل الغض الذي بدأ بالتفتح في هذه الحياة، يبدأ رويدًا رويدًا بالتعرف على هذا العالم الواسع، وهو بحاجة للحماية وللاهتمام الكامل حتى يتمكن من الاستقلال الجزئي، ولا يتحقق الاستقلال الجزئي قبل ثلاثة أعوام.


اقرأ أيضًا: تبدأ بالاختيار: [20] همسة لحياة زوجية سعيدة


أما في حال تكرار الحمل، فجسدها يصبح مرهقًا، ويصبح عطاؤها أقل، ووقتها موزع وغير متكافئ، وتشعر بالتعب والتقصير، ما ينعكس سلبًا على جو الأسرة ككل. اختلفت المعايير واختلفت الاجيال واختلفت الحياة كلها عن الأمهات قديمًا. أما العقليات، فما زالت محتفظة بموروثها البالي من الأفكار للأسف. قديمًا، كانت الأسر في معظمها أسر ممتدة الجدة تساعد الأم، وتمسك الأبناء، فكان الإنجاب مسؤولية العائلة ككل والطفل مسؤول من عماته وأعمامه غير المتزوجين.

عندما ترهق المرأة تفقد حيويتها وقدرتها على العطاء، فلماذا هذا السباق مع الوقت، ولماذا نمنع الزوجان من اتخاذ القرار بمعزل عن المجتمع وضغطه المتواصل، ولماذا لا نجعل السنة الأولى من الزواج سنة لكسر الحواجز والتواصل وتقوية الروابط والأواصر بين الزوجان.

 أما نمط الحياة الحالي الذي تختار فيه الفتاه العيش بمعزل عن حماتها وتدخلاتها، فجعل مهمة تربية الأبناء والاهتمام بهم مهمة على عاتق الأم وحدها. إن وجود طفلان بفارق بسيط هو إرهاق كامل للأم، وعندما ترهق المرأة تفقد حيويتها وقدرتها على العطاء، فلماذا هذا السباق مع الوقت، ولماذا نمنع الزوجان من اتخاذ قرارتأجيل الحمل بعد الزواج  بمعزل عن المجتمع وضغطه المتواصل، ولماذا لا نجعل السنة الأولى من الزواج سنة لكسر الحواجز والتواصل وتقوية الروابط والأواصر بين الزوجان.

أرى بأن الضرورة الملحة هي تقوية العلاقة بين الأبوان، ووجود طفل هو مسؤولية عظيمة تحتاج إلى تعاون الجانبان، وتحتاج تضحية منهما، وهو أمر يمكن تأجيله حتى تستقر العلاقة نفسيًا بينهما. فالزوج والزوجة قد أتوا من بيئات مختلفة وبعقليات مختلفة، وكلنا نعلم مدى الاختلافات التي لا تختبر (حتى ولو امتدت فترة الخطوبة إلى سنوات) لا تختبر ولا تبصر النور إلا عند وجود الزوجان تحت سقف واحد، فالمثالية لا يمكن أن تستمر.

 يبدأ الاثنان بعد انتهاء مرحلة الانبهار باختبار الحياة كواقع عملي، أما في حال حدوث الحمل، وعند بداية الحمل خصوصًا، تزداد رقعة الضغط النفسي مع تغير الهرمونات للأم، فتصبح حساسة بشكل أكبر، ومنحازة لرأيها، وهو أمر يؤثر سلبًا على العلاقة حديثة العهد، فترتفع نسب المشاجرات والمشاحنات، وأحيانًا تصل إلى مراحل متقدمة من الاختلاف قد تنتهي بمأساة الطلاق.


اقرأ أيضًا: المشاكل ملح الحياة الزوجية.. ولكن ما سُكرها؟


 إذا، حبذا لو وجدت أصواتًا تزيد الوعي وتعزز خطوة تأجيل الحمل بعد الزواج، وتجعله قرار قابل للتأجيل حتى استقرار الزوجان نفسيا في هذه المؤسسة. وتجعل الانجاب مرهون بالاستقرار النفسي للأم حتى بعد الطفل الأول، وحبذا لو يتم إلحاق الزوجان بدورة تأهيل للزواج ليتعلم كل منهما حقوقه وواجباته، وكيفية تنظيم النسل تجنبًا للكوارث التي تنتهي بالطلاق الذي زادت نسبته في المجتمع العربي ككل، نتيجة تراكمات وأخطاء، نشأنا عليها دون أن نعي مدى خطورتها فعليًا.