بنفسج

التسوق الإلكتروني: اشترِِِِِ ما لا تحتاجين لتكوني الأفضل!

الخميس 02 مارس

كم تدوم السعادة بعد شراء شيء جديد؟ يشعر الكثير من البشر ممن يقبِلون على التسوق بشكل أكبر من غيرهم، أن لشراء الأشياء الجديدة متعة لا تضاهيها متعة أخرى، وهو ما يدفعهم في كل مرة إلى شراء منتج جديد من دون وجود سبب حقيقي يوضح الحافز لامتلاك هذا الشيء؛ إنه الإدمان الذي يواجهه العالم الأكثر حداثة، حيث تتوافر لدينا كل سبل التكنولوجيا والتقدم التي تجعل من الأحلام واقعًا، فأي شيء تستطيع أن تحصل عليه بمجرد أن تتمناه؛ السلع والمنتجات أصبحت أقرب إلينا أكثر من أي وقت مضى، ولكن هل نحن نحتاج ما نشتريه؟ أم أن هناك سبب أعمق من ذلك يوجه الملايين نحو شراء المزيد والمزيد في حلقة متواصلة من السعي نحو امتلاك كل الأشياء.

| رفاهية التسوق الإلكتروني: ما تريده بكبسة زر! 

يشهد هذا العصر نموًا لم يتوافر من قبل للبشرية، وبفضل التكنولوجيا ظهرت لدينا مصطلحات جديدة في عالم الشراء والتسوق، حيث يستمتع البشر برفاهية جديدة لم تتوفر لهم من قبل، والتي تتمثل في ثورة التسوق عن بعد من خلال التسوق عبر الإنترنت.
 
 الآن أصبح بإماكن أي شخص أن يشتري ما يريد حتى لو كان هذا المنتج في النصف الآخر من الكرة الأرضية، فالتكنولوجيا اختزلت المسافات في ضغطة زر من دون أن تبذل أي مجهود يذكر، تستطيع أن تمتلك ما تريد في أي وقت ومن أي مكان.
 اليوم نشهد صناعة جديدة كليًا، الهدف منها تنشيط عملية البيع والشراء عبر العالم كله.

يشهد هذا العصر نموًا لم يتوافر من قبل للبشرية. وبفضل التكنولوجيا ظهرت لدينا مصطلحات جديدة في عالم الشراء والتسوق، حيث يستمتع البشر برفاهية جديدة، والتي تتمثل في ثورة التسوق عن بعد من خلال التسوق عبر الإنترنت. الآن أصبح بإماكن أي شخص أن يشتري ما يريد حتى لو كان هذا المنتج في النصف الآخر من الكرة الأرضية، فالتكنولوجيا اختزلت المسافات في ضغطة زر من دون أن تبذل أي مجهود يذكر، تستطيع أن تمتلك ما تريد في أي وقت ومن أي مكان.

وقد يختلف الحافز الحقيقي الذي يدفع شخصًا وآخر لشراء شيء جديد. البعض يقول إن شراء المنتجات الجديدة فيه متعة خاصة تختلف عن أي متعة أخرى، وهو ما يساعدهم على الشعور بالسعادة والهروب من مشاعر الضغط والحياة السريعة التي يعيشونها كل يوم. وآخرون ممن يحققون المكاسب الأكثر في هذه التجارة، يقبِلون، من غير وعي، نحو المزيد والمزيد من الشراء، فنحن الآن نعيش في زمن اليوتيوب والإنستاجرام.

في هذه الحقبة تلاحقنا العروض والمنتجات طوال الوقت، في سعي مستمر ومتزايد نحو إبهار المستخدم بما يقدمونه من منتجات جديدة أقل كفاءة مما يدّعون، ولكنها أكثر قدرة على إقناع المستخدم بحاجته إليها في حياته، فأنت في حاجة مستمرة للشراء لمواكبة الموضة الحديثة والحصول على التكنولوجيا الأكثر تطورًا، وامتلاك أجهزة جديدة ذات التقنية الأحدث في فئتها. إنها رغبة لا نهائية، حيث لا يمكن أن يتنبأ أحد متى تنتهي حاجة الإنسان لامتلاك المزيد؟ على الرغم من أننا نعيش واقعًا متطورًا أكثر من أي وقت مضى. ويتمتع الإنسان بموارد كافية تمامًا لكل ما يحتاجه الجميع، إلا أن الشاهد على هذا يجد سوء توزيع في الموارد والمنتجات ونموًا واضحًا للثقافة الاستهلاكية بشكل متسارع لا يمكن إيقافه.

ا تحديث أكثر ... استهلاك أكثر وأكثر! 

استهلاك 2.png
أضرار التسوق الإلكتروني

نشهد اليوم  صناعة جديدة كليًا، الهدف منها تنشيط عملية البيع والشراء عبر العالم كله، إلا أنه على الرغم مما تحققه هذه المبيعات من مكاسب اقتصادية كبيرة تعود بالنفع على الجميع إلا أن لكل شيء سلبياته، وهي ما تتناسب بشكل واضح مع حجم المميزات التي نحصل عليها من خلال التسوق الإلكتروني. هذا ما يدفعنا للتساؤل عن مدى الخطر الذي يشكله هذا التطور على البشرية في الحاضر والمستقبل؟

تقوم الصناعات في هذا العصر على سرعة التصنيع، فالشركات تحتاج أن تطور منتجات جديدة رخيصة يتم صناعتها بسهولة، وفي نفس الوقت تنجح في جذب أكبر قدر من البشر ممن يقبلون على شرائها، إنه التعريف المثالي للاستهلاك. و لا يهتم  أصحاب هذه الشركات بما تسببه هذه الصناعات الاستهلاكية من مشكلات بيئية جسيمة، فلكل صناعة أضرار نادرًا ما يدركها من يقوم بعملية الشراء، فكل سلعة تقوم بشرائها تفرض ضريبة جديدة على البيئة من حولنا.

ومهما سعى المصنعون لإثبات حرصهم على توفير ضمانات للحفاظ على العالم وحمايته من مخاطر هذه الصناعات، إلا أنها كثيرًا ما تكون غطاءً لأضرار أكبر لا يعرف العالم الكثير عنها إلا المتخصصين الذين يعملون في مجالات العلوم، حيث وجدوا أن المواد المستخدمة في هذه الصناعات تنتج مواد كيمائية ومخلفات تدور في حلقة إتلاف مستمر للبيئة ما دامت هذه الصناعات مستمرة، ومهما تعددت الضمانات التي تقدم وعودًا بشأن حماية البيئة من أثر هذه الصناعات.

| الرغبة في التميز والظهور: ضغط يومي تتعرض له النساء

تسوق 4.jpg
تعريف التسوق الإلكتروني 

يعتمد التسويق اليوم على مبدأ أساسي لزيادة المبيعات، وإقبال المزيد من المستخدمين على شراء المنتجات، وهو تحقيق الأحلام. ويتابع الناس الإنستاجرام وكأنه عالم من أحلام يسعون إلى تحقيقه، ولكنه غير موجود، وهذا ما تصوره الكثير من الشركات لزبائنها؛ أنه بمجرد أن يقوموا بشراء منتجاتهم سيحصلون على الحياة التي يحلمون بها، فهم في حاجة دائمة لمنتج جديد يقدمونه لهم. ذلك المنتج بالتحديد الذي يجعل منكِ أكثر جمالًا أو أكثر نحافة، أو يجعلكِ تنضمين لتلك الفئة المميزة، وبالتالي تحققين المزيد من النجاح والتميز فقط عند امتلاكك لهذا المنتج، وهذا ما يجعلهم في حرص دائم على خلق مفاهيم جديدة لكل شيء. تلك المفاهيم التي على أساسها يتعرض الجميع للتقييم الخفي، وهو ما يشكل خطرًا مستمرًا على الشباب.

 فعلى سبيل المثال لا الحصر، تختلف الموضة ومعايير الجمال من عام إلى آخر، حيث تظهر قوة جديدة يتم الترويج لها، ومن خلالها يتم تقييم الجمال، وعلى هذا الأساس تسعى النساء للحصول على هذه القوة الفريدة التي تجعل منها نموذجًا متماشيًا مع ما يعتنقه الجميع من معايير للجمال؛ فإذا كانت الموضة هو أن تكون أكثر نحافة تجد العالم في سباق للحصول على ذلك الجسم النحيل، أما إذا كان الإقبال على غير ذلك، ستجد الجميع يحرصون على الوصول إلى هذا النمط من الجمال أيًا كان ومهما كان الثمن، ولكن من وضع هذه المثل؟ من أوجد وصفًا للجمال وحصره في تلك المعايير تحديدًا؟

بمجرد دخولك إلى مواقع التواصل الاجتماعي، تجد جميع المنصات في سعي لإشباع عقلهم اللاواعي بالكثير من الرسائل الحزينة، حيث يتعرض كل منهم لحملات خفية من التقييم وجلد الذات إذا لم يكن يتوافق مع القوة الجديدة التي يسعى الجميع لامتلاكها.

لا يمتلك الشباب في هذا العصر ما يكفي من الأسلحة لمواجهة موجة الشعور بالنقص وعدم الكفاية، تتلاعب ثورة الظهور والتميز بهم في كل دقيقة من كل يوم، فهي تحتاج إلى زبائن غير راضين عن أنفسهم ويتوقون إلي شيء ما. وهذه هي الطريقة التي يطورون بها تلك الصناعات بمجرد دخولك إلى مواقع التواصل الاجتماع، تجد جميع المنصات في سعي لإشباع عقلهم اللاواعي بالكثير من الرسائل الحزينة، حيث يتعرض كل منهم لحملات خفية من التقييم وجلد الذات إذا لم يكن يتوافق مع القوة الجديدة التي يسعى الجميع لامتلاكها.

وهذا الضغط الذي لا ينجو منه أحد من دون أن يكلفه سلامه النفسي وطاقته الداخلية التي يخسرها في سعي دائم للرضا عن نفسه وقبوله لها في جميع أحوالها، لأنه لا يستطيع أحد أن يتكيف دائمًا مع دعوات الترويج الجديدة، فمن السعي إلى النحافة والنظام الصحي، تتجه هذه الدعوات إلى ما هو عكس ذلك وفي غضون وقت قصير، لأنها لا تهتم أصلًا بما تسببه النحافة من ضعف عام للصحة أو ما يعانيه الأفراد في محاولاتهم المستمرة للسعي إلى القبول من العالم من حولهم. وينتهي الحال بإجبار الذات على القبول أو التكيف المستمر، والمحاولات الفاشلة للتماشي مع الموجة الجديدة التي ينادي بها الجميع.

يحظى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بقوة فريدة من نوعها، حيث يستطيع الكثير منهم الترويج لمنتج معين أو حشد الجماهير تجاه فئة بعينها، تلك القوة التي تجعل لوجودهم تأثيرًا كبيرًا على متابعيهم، وهذا ما تستغله كبرى الشركات لتحقيق مكاسب شخصية من خلال التأثير على الجمهور وإقناعه بحاجته لما تقدمه هذه الشركات من خدمات.

إذا كان لديك حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، فأنت تستمتع بكل ما يُتاح لك مما تقدمه التكنولوجيا من خدمات تساعد على جعل العالم وكأنه قرية صغيرة، أما إذا كان لديك حساب يتابعه المئات أو الملايين من البشر، فأنت تملك سلطة جديدة لا تجدها في العالم الواقعي، وهي ما يدعى بسلطة التأثير على الجماهير.  يحظى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بقوة فريدة من نوعها، حيث يستطيع الكثير منهم الترويج لمنتج معين أو حشد الجماهير تجاه فئة بعينها، تلك القوة التي تجعل لوجودهم تأثيرًا كبيرًا على متابعيهم، وهذا ما تستغله كبرى الشركات لتحقيق مكاسب شخصية من خلال التأثير على الجمهور وإقناعه بحاجته لما تقدمه هذه الشركات من خدمات.

| كيف تنجو بنفسك؟

تسوق اخير.png
أساليب تساعدك على تجنب الانجراف وراء شراء المنتجات

هناك  أساليب يمكن أن تساعدك على تجنب الانجراف وراء دعوات شراء المنتجات التي لا تحتاج إليها فعلًا، والتي ستمكنك من اتخاذ قرار الشراء فقط عندما تكون متأكدًا من حاجتك لهذا المنتج، وأبرزها أنه عليك أن تدفع ثمنًا مقابلًا للقيمة التي تعود عليك من هذا المنتج بدلًا من الإقبال على العلامات التجارية، والتي كثيرًا ما تعتمد على اسمها الذي سيحقق لها المزيد من المبيعات بدلًا من رفع جودة المنتج، وأن تقوم باستغلال فترات العروض لشراء المنتج بثمن أقل مما هو عليه في بقية العام. هذا ما سيوفر لديك مبلغًا قيمًا يمكنك من استثماره في شيء آخر، كذلك لا تندفع لشراء شيء جديد في صورة أقساط لأنها شكل من أشكال الاستدانة التي ستيعقك فيما بعد عن كثير من الخطوات التي تحتاجها فعلًا لكي تتمكن من دفع تلك الأقساط. 

أما عن التكاليف الخفية، فينبغي أن تدرك أن بعض الشركات تجعلك تتخيل أن بشرائك لمنتجهم ستحصل على فرصة لا يمكن تعويضها مرة أخرى. وهذه إحدى الخدع المعروفة لكي يجذبك لعملية الشراء من دون أن تدرك العواقب التي لا يمكن تداركها فيما بعد. أما عن مشاعر الحزن والاكتئاب، فلا تسعى لعلاجها من خلال المزيد من التسوق أو أن تشتري وأنت في عجالة من أمرك من دون أن تفكر جيدًا فيما تشتريه، فذلك يجعلك أكثر ضعفًا في مواجهة خدع التسويق المعقدة. وأخيرًا حدد مشترياتك قبل التسوق، هذا ما سيجعلك أكثر تحديدًا وإدراكًا لما تحتاج إليه بالفعل.