بنفسج

كيف يُنخر أطفالنا من الداخل؟

الثلاثاء 16 مايو

لن ننجح في التربية إلا إذا احترمنا أبناءنا كما نحترم أعز أصدقاءنا، ونخاف على علاقتنا الإيجابية بأبنائنا، كما نخاف على علاقتنا بأعز الناس إلينا، عندها سيشعر ولدنا بقيمته! نحتاج أن نتعاون مع ولدنا للوصول إلى حلول أفضل لحل المشكلات التي يعاني منها، والأخطاء التي يقع فيها، فنحن بشر كلنا معرض للخطأ، ولا يمكن أن نستخدم الخطأ وسيلة لتدمير إحساس الإنسان بقيمته ثم نتوقع أنه سيحسّن من الخطأ، بل إنه سيسيئ أكثر بسبب المشاعر السلبية التي تغلغلت اتجاه نفسه.

عندما يخطئ ولدنا فإن ردة فعلنا في محاولة التصحيح تتمحور حول أساليب تجعله يشعر أنه إنسان سيء، مثل: العقاب، التوبيخ، اللوم، التهديد، الصراخ، الغضب، الإهانة، السخرية..إلخ. وكلّ ذلك سيجعله يكره نفسه، ويشعر أنه إنسان سيء، فيتدنى تقدير الذات، فيسيء السلوك أكثر، فمن أين جئنا بهذه الفلسفة التربوية المدمرة للإيجابية؟

خدمتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عشرَ سنينَ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ، وما قال لي لشيٍء لم أفعلهُ: ألا كنتَ فعلتَه؟ ولا لشيٍء فعلتُه: لِمَ فعلتَه؟
متفق عليه. ليست هذه الفلسفة من ديننا ولا من أخلاقنا.. حتى نبني شخصية قوية مبادرة وإيجابية متحملة للمسؤولية علينا أن نوقف هذه الأساليب، ونتبنى أساليب جديدة مبنية على تقبل الولد، وعدم رفضه وإهانته بسبب خطئه، وذلك من خلال محاورته بمحبة وثقة، كما لو أنكم تحاورون أعز أصدقائكم، وتنصتون لهم.

لن ننجح في التربية إلا إذا احترمنا أبناءنا كما نحترم أعز أصدقاءنا، ونخاف على علاقتنا الإيجابية بأبنائنا، كما نخاف على علاقتنا بأعز الناس إلينا، عندها سيشعر ولدنا بقيمته! نحتاج أن نتعاون مع ولدنا للوصول إلى حلول أفضل لحل المشكلات التي يعاني منها، والأخطاء التي يقع فيها، فنحن بشر كلنا معرض للخطأ، ولا يمكن أن نستخدم الخطأ وسيلة لتدمير إحساس الإنسان بقيمته ثم نتوقع أنه سيحسّن من الخطأ، بل إنه سيسيئ أكثر بسبب المشاعر السلبية التي تغلغلت اتجاه نفسه.