بنفسج

الزواج: هل تعكر نقطة الحبر صفو الماء؟

الثلاثاء 16 مايو

كثيرًا ما نسمع بعض المتزوجون يتذمرون ويشتكون من الزواج وأعبائه، ناصحين الابتعاد عن الزواج، والاكتفاء بالذات وبالخصوصية المطلقة، وما إن يُسألون عن حالهم في هذا العش الزوجي، يشرعون بالتذمر من المسؤوليات، والاستياء من مشاغبات أطفالهم وطلباتهم التي لا تنتهي، وتارةً ما يبدأ الزوج بذكر عيوب زوجته أو تعميم صفات زوجته التي لا تعجبه على كل نساء الأرض، ليصوّر النساء بأنهن ذات وجه عبوس، وكثيراتُ الكلام، ومتطلباتٍ غير مراعيات، والزوجة كذلك الأمر، تبدأ بسرد كل المشكلات التي حصلت بينها وبين زوجها، وتبدأ بشتم الرجال أجمعين.

كثيرًا ما نسمع بعض المتزوجون يتذمرون ويشتكون من الزواج وأعبائه، ناصحين الابتعاد عن الزواج، والاكتفاء بالذات وبالخصوصية المطلقة، وما إن يُسألون عن حالهم في هذا العش الزوجي، يشرعون بالتذمر من المسؤوليات، والاستياء من مشاغبات أطفالهم وطلباتهم التي لا تنتهي.

 وتارةً ما يبدأ الزوج بذكر عيوب زوجته أو تعميم صفات زوجته التي لا تعجبه على كل نساء الأرض، ليصوّر النساء بأنهن ذات وجه عبوس، وكثيراتُ الكلام، ومتطلباتٍ غير مراعيات، والزوجة كذلك الأمر، تبدأ بسرد كل المشكلات التي حصلت بينها وبين زوجها، وتبدأ بشتم الرجال أجمعين، وترسمهم بصورة الأشرار الذين يمنعون المرأة من الخروج والحديث والتعبير عن الرأي، يكتمون النفس والحرية، رجالٌ أشبه برجال الجاهلية.

ويح من كان هكذا من الأزواج، ينكر المعروف، ويتناسى لحظات جميلة عاشها مع شريكه، أمثالهم يلطخون سمعة الزواج بسوء ذكرهم، ويحاولون إبعاد العازبين عن اتخاذ خطوة نحو الاستقرار والسكينة، وفي هذا برأيي ظلمٌ كبير، ربما سُئلتم عن حالكم في الزواج في وقتٍ لم تكونوا فيه سعداء، ولكن هذا لا يعني عدم إنصافكم في القول، فالزواج فيه من المتضادات الكثير، ففيه الجميل والبشع، والحزن والفرح، والشدة والرخاء، والبرد والدفء، والبُكاء والضحك، وما أجمل اجتماع الأضاد.

ولا أرى أي متعة في ذكر عيوب الشريك أمام العامة، فما أقبحه من فعل، إن اخترتم طريق العيش معه فوجب على كل منكم تحمل أخطائه قبل محاسنه، يقول الغزالي في هذا: "واعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها". والزواج حاله كحال أي مرحلة من مراحل الحياة، فيه من المسؤوليات والتعب، وفيه من اللحظات الجميلة الرقيقة ما لا يُنسى ولا يكمن في أي مرحلة أخرى، فلا بد من المشقة المرافقة لمسؤولياته الكثيرة، التي نخوضها لأول مرة، إلا أن الحب الذي فيه يمحي كل تعب، ويُنبت في القلوب أزهار لا تذبل.

فكفوا عن شتمه وذمه، وردع المقبلين عنه، إن كنتم لا تحيون فيه حياة سعيدة، فهذه مشكلتكم لا مشكلة الزواج، اذكروا ما حييتم به من عيشة هنيئة، وتحدثوا عن شركائكم بإحسان، وكونوا خير سفراء لهذا الزواج.