بنفسج

عيدك ثقيل... استقبليه براحة نفسية

الثلاثاء 09 يونيو

مهما بلغ حب المرأة لشريكها وأطفالها، أُدرك تمامًا الحديث الذاتي لكل واحدة منهنّ الآن، تحديدًا في هذه الفترة المتزامنة مع حلول عيد الأضحى؛ بالمناسبة "كل عام وأنتنّ بخير". حديث ذاتي تشوبه مشاعر القلق والإحباط والتذمر. تحديدًا لدى الأمهات اللواتي مررن بفترة عصيبة من التعليم المنزلي، رعاية الأطفال، وإدارة شؤون المنزل، العمل عن بعد، المكوث في البيت. هذه "بعض" المهمات الثقيلة والمكثفة التي حملتها الأم المسكينة، ويمكن صرف قائمة طويلة من المهمات الصغيرة أدنى كل مهمة رئيسية.

تباينت الدراسات في مسألة وجود اختلافات بين الرجل والمرأة في القدرة على مواجهة الضغوط الحياتية، فالرجل والمرأة يستخدمان استراتيجيات متشابهة، فيما بعضها تؤكد أن المرأة أقدر من الرجل على مواجهة الضغوط الاجتماعية والعاطفية. ولزيادة هذه المهارات اخترت أن أقدم لكنّ مجموعة من الإرشادات "النفسية" التي يمكن أن تجعل أيام العيد أكثر بهجة وجمالًا. بالمساعدة على تجديد الأجواء العائلية وإعادة ترتيب المشهد بصورة أكثر إيجابية.

| الوعي الذاتي Self-awareness: كيف ترين العيد في أيام الحجر الصحي، هل تعتبرينه مصدر "تهديد" كونه جاء في ظروف يصعب فيها الالتقاء فيها بالأقرباء والأصدقاء والخروج من المنزل، أو "أذى" لكونه يفاقم مشاعر الإحباط واليأس والقلق لديك؟ أو "تحدٍ" يدفعك للإبداع نحو خلق أجواء العيد بطريقة خاصة في بيتك. إذا حددت رؤيتك للعيد بالتأكيد سينعكس على سلوكياتك وردود أفعالك على ذاتك والآخرين.

| حل المشكلة Solving Problem: استعيني بوسائل وأدوات تمكنك من خلق أجواء العيد ضمن المتاح لديكِ، بالإبداع والابتكار والخروج عن المألوف، وهذا ما يعرف بـــــ"القدح الذهني". من بينها مثلا: إنشاء محادثات بالصوت والصورة مع الأهل والأصدقاء بالشراكة مع الأطفال، كتابة رسالة امتنان تعبرين فيها عن سعادتك بزوجك وأطفالك في العيد، تزيين البيت بالزينة وإشاعة أصوات التكبيرات وأغاني العيد. وتعليق صور الأطفال في الأعياد السابقة، وإعداد مسابقات ثقافية وحركية للعائلة، وصنع رحلة الكنز مع الأطفال في البحث عن العيديّة. والمشاركة في إعداد الطبق الرئيس وغيرها.

| قمع النشاطات المعارضة Suppression of opposition activitie: تجنبي كل ما يمكن أن يعكّر بهجة يوم العيد، كفتح الملفات القديمة (مواقف، تجارب، أحداث) والحوارات الساخنة مع الزوج. أو اللوم والانتقاد والمقارنة للأطفال، أو طلب هدايا من الزوج إذا كانت ظروفه الماديَّة لا تسمح.

| التحكم الذاتي Self-control: لا تفسدي العيد بالحنين للأعياد السابقة التي تشابهت في طقوسها، حاولي أن تكوني سعيدة وأسعدي أطفالك، وتخلي عن نوبات تأنيب الضمير حيال عدم تمتع أطفالك في العيد بالشكل المطلوب، أو حصولهم على عيدية لم تطابق توقعاتهم، أو عدم خروجهم من المنزل. هذه الظروف تحتاج لمزيد من التحكم بالمشاعر والعواطف وبما هو حولك.

| عزل مصدر التوتر Isolate the source of tension: هيئي أطفالك بأن هذا العيد مختلف عن سابقه، اشرحي لهم بطريقة واضحة مدعّمة بالأسباب، ودعيهم يرسمون صورة للعيد في المنزل، بالتخطيط والتفكير الجماعي. في خطوة احترازية لأي موجة بكاء وحزن قد تعتريهم في أيام العيد. وينطبق الأمر على الزوج في التخطيط لأيام العيد، بوضع قائمة من الأمور التي يمكنكما فعلها سويّا لملء الوقت بشكل ممتع وجميل. كحضور فيلم، أو توزيع بعض الحلويات على الجيران، أو تزيين البيت، وجلب هدايا للأطفال، وأداء صلاة العيد في المنزل، وأخذ صورة جماعية تذكارية يمكن إرسالها كتهنئة بالعيد للأصدقاء والأهل.

| التفسير الإيجابي Positive interpretation: لا تتكاسلي، أمسكي ورقة وقلمًا، ضعي كل إيجابيات العيد في ظروف الحجر الصحي، دوني كل النقاط وإن بدت تافهة، ضعيها في مكان على مرأى العين، أخبري بها زوجك وأطفالك. ستقدم هذه اللائحة من الإيجابيات تفسيرات تجعلك تشعرين بمشاعر أفضل، وبسلوك أفضل حيال التعامل مع الأمر.

| المساندة Support: اطلبي الدعم والتوجيه من الأهل والأصدقاء، بطرح سؤال كيف تخططون لقضاء العيد، تبادلوا الأفكار والآراء، وبادليهم صور العيد في منزلك. ستنتابك مشاعر الفرح لقاء التقدير الاجتماعي من المحيطين، وستصلين لقناعة بأنك لست وحدك ممن يتمنى لو كان العيد خارج جدران المنزل. فأنت ستقدمين صورًا جميلة للتكيف النفسي، وخلق مساحات آمنة من الذكريات والدفء العائلي.

| التنفيس الانفعالي: إياكِ أن تأتي أيام العيد وأنت مجهدة جسديًا ونفسيًا، أخبري زوجك بالمشاعر السلبية التي تغمرك، اطلبي منه المساعدة، ربما يمنحك مساحة خاصة تعينك على التقاط أنفاسك، أو يهيئ لك الأجواء لممارسة الرياضة أو القيام ببعض الأعمال التي تخفف الضغوط النفسية التي تعتريك. حتى إذا ما حضر العيد، انعكست إيجابيتك على العائلة.