بنفسج

قصتي.. تسنيم صلاح

الثلاثاء 16 مايو

يا عمياء" سمعتها في الصف السادس الابتدائي من طالبة كانت زميلتي في الفصل، لم أكترث لها أبدًا، ولم يهمني ما قالته. ولكن لاحقًا وفي هذه الحياة توجد مواقف تبكينا وتؤثر بنا، لم أنس حين أعطيت كتبي لطالب في الجامعة لطباعتها على برنامج ال "word" تمهيدًا لتحويلها لطريقة بريل مقابل احتسابها له بدل ساعات عمل تطوعي، فأعاد لي كتبي دون طباعة وأخبرني بكل غرور أنه لن يقوم بطباعتها، فتأثرت بشكل كبير وبكيت.

يا عمياء" سمعتها في الصف السادس الابتدائي من طالبة كانت زميلتي في الفصل، لم أكترث لها أبدًا، ولم يهمني ما قالته. ولكن لاحقًا وفي هذه الحياة توجد مواقف تبكينا وتؤثر بنا، لم أنس حين أعطيت كتبي لطالب في الجامعة لطباعتها على برنامج ال "word" تمهيدًا لتحويلها لطريقة بريل مقابل احتسابها له بدل ساعات عمل تطوعي، فأعاد لي كتبي دون طباعة وأخبرني بكل غرور أنه لن يقوم بطباعتها، فتأثرت بشكل كبير وبكيت.

أنا تسنيم صلاح ولدت وأنا لا أرى بتاتًا، عائلتي اكتشفت مشكلتي وعمري ثلاثة أشهر، وحينما تم فحصي اكتشف الأطباء أن عيوني صغيرة وتوجد حويصلات وأكياس خلف العيون، وهي حالة نادرة في العالم. وسأرى بنسبة معينة مع نمو جسمي ولكن لأي مدى وماذا سيحدث لاحقًا لم يكن هناك جواب.

كنت طفلة مشاكسة أحب اللعب هنا وهناك، أخبرتني أمي في مرة أنني من كثرة مشاكستي وخلال لعبي بساحة المسجد الأقصى وقعت في حفرة كبيرة، وتأذيت على الرغم أنها لم تكن تتركني ولكنه قدر الله. كنت راضية دائمًا وما زلت، أرى جزئيًا وهذا ساعدني في الحركة بالاعتماد على نفسي نوعًا ما، التحقت منذ عمر مبكر في مدرسة للكفيفات كنت أساعدهم في الحركة حين يحتاجون للمساعدة، ظللت لسنوات طويلة أرى بشكل طفيف ثم قبل عامين فقدت البصر بشكل تام، فقدته في المرة الأولى وعمري ١٦عامًا في العين اليمنى، ثم فقدته في العين الأخرى وعمري ٢٢عامًا.

كان لزامًا علىَّ منذ طفولتي أن أتقن طريقة بريل، واجهت صعوبة كبيرة ولكن أتقنتها مع مرور الوقت، لم أكن من أولئك الذين يحبون الدراسة، أنا لا أحب الالتزام، والدتي أصرت عليَّ عن طريق الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، حتى تقبلت المواظبة على الدراسة.

كل المراحل السابقة كانت في كفة ومرحلة الثانوية العامة في كفة أخرى، تم متابعتي في الدراسة من قبل والدتي وأخواتي وبمساعدة أستاذ خصوصي، ونجحت بعد سنة مليئة بالعلم وكانت فرحة كبيرة بالنسبة لي، والتحقت بالجامعة الأهلية في بيت لحم، وفضلت أن أدرس دبلوم التأهيل المجتمعي، ورغبت به لأنه له علاقة بأصحاب الاعاقات وتأهيلهم، وبعد التخرج من الدبلوم كان أقرب تخصص بكالوريوس للدبلوم هو علم الاجتماع، فأردت أن أكمل مسيرتي التعليمية به، وبالفعل التحقت به وأنا الآن في السنة الثالثة.

لا طريق مرصوف بالورود، في بدايته ومنتصفه حتمًا سنجد شوكًا ينغص علينا المسير، ولكنها سنة الحياة، كنت أول طالبة كفيفة تدخل هذه الجامعة وهي غير مؤهلة لتوفير المادة الدراسية بطريقة بريل وتعهدت أمي لهم أنها ستتعاون معهم في تجهيز المادة في حال وافقوا على قبولي، المرحلة التي تمر بها المادة حتى تصل بين يدي بالطريقة المرجوة طويلة، حيث يجب أن تطبع على الحاسوب ثم على برنامج ال "word" ثم ترسل لمدرسة مكفوفين لتتحول لطريقة بريل على طابعة خاصة.

نوري وأملي في هذه الحياة هي أمي، دعمتني في كل صغيرة وكبيرة، تشرف على كل شيء يخصني، إضافة لأشقائي الذين دعموني دائمًا. الآن أنا أواظب على الدوام في الجامعة وأحب الذهاب لها، اذهب بمفردي في المواصلات العامة حيث أنني استخدم العصا البيضاء، وسائقي السيارات أصبحوا يعرفونني ويوصلونني إلى باب الجامعة.

وأخيرًا، أود القول أن ظروفي لا تثنيني عن إثبات نفسي في المجتمع كعضو فعال، أشارك في الفعاليات التي تخص ذوي الإعاقة حينما يتم دعوتي للتحدث عن تجربتي والتحديات التي واجهتني.