بنفسج

عدلة خلف

الثلاثاء 16 مايو

عدلة خلف، خريجة مدرسة الفرندز في رام الله، وأول طالبة عربية فلسطينية يتم ابتعاثها إلى مدرسة جورج سكول بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة. حاصلة على البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة بيرزيت ثم توجهت للعمل في وزارة التخطيط والتعاون الدولي الفلسطينية. وفي عام 2000 تم اختيارها لمنحة فرنسية لدراسة الماجستير بجامعة بيير وماري كوري (جامعة باريس 6) في علوم الاستشعار عن بعد، أي دراسة الارض عن طريق صور الأقمار الإصطناعية. ثم شغلت منصب متخصصة في الاستشعار عن بعد في وحدة دعم المفاوضات.

عدلة خلف، خريجة مدرسة الفرندز في رام الله، وأول طالبة عربية فلسطينية يتم ابتعاثها إلى مدرسة جورج سكول بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة. حاصلة على البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة بيرزيت ثم توجهت للعمل في وزارة التخطيط والتعاون الدولي الفلسطينية. وفي عام 2000 تم اختيارها لمنحة فرنسية لدراسة الماجستير بجامعة بيير وماري كوري (جامعة باريس 6) في علوم الاستشعار عن بعد، أي دراسة الارض عن طريق صور الأقمار الإصطناعية. ثم شغلت منصب متخصصة في الاستشعار عن بعد في وحدة دعم المفاوضات.

وفي العام 2007 انتقلت عدلة إلى المملكة المتحدة بعد حصولها على منحة دراسية في جامعة درهام للحصول على شهادة الدكتوراه. وفي 2010 أنهت الدكتواره ونشرت نتائج بحثها الذي كان عن دراسة مصادر المياه الجوفية في فلسطين باستخدام علوم الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية.

تقول عدلة: "في مراحل دراستي الأخيرة تلقيت اتصالًا هاتفيًا من المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، طلب مني الالتحاق بمركزهم ضمن مشروع دراسة مصادر المياه في الشرق الأوسط وتأثير التغيير المناخي عليها بالتعاون مع وكالة الفضاء الامريكية "ناسا". عملت بالمركز لمدة خمس سنوات وبعدها طلب مني العمل في مركز هندسي استشاري في إمارة أبو ظبي لإدارة مشروع إعادة تأهيل 600 بئر ارتوازي. وبعدها بسنتين التحقت بجامعة الإمارات بناء على طلبهم لأنشئ المركز الوطني للمياه التابع للجامعة بهدف إجراء وإدارة الأبحاث والمشاريع الاستشارية في مجال المياه بالدولة. ومن خلال عملي قمت بتدريب العديد من المهندسين والطلاب الاماراتيين والعرب".

أما الماجستير كان حول أسس علوم الاستشعار عن بعد ورسالتها كانت حول آلية تحسين واستخدام صور الأقمار الاصطناعية عمومًا وتطبيق صور القمر الاصطناعي "إكينوس- IKONOS" فوق منطقة فلسطين.

صعوبات الدارسة والغربة عديدة، وأول صعوبة واجهتها كانت اللغة، بلغة الدراسة كانت الفرنسية ولم تكن متمكنة منها أبدًا، إضافة إلى اعتمادها الكلي والاجتهاد الشخصي للتعلم على البرامج المتخصصة لتحليل صور الأقمار الاصطناعية مما زاد من ساعات العمل والاجتهاد. وقد اختارت هذا التخصص لإدراكها أهمية هذا العلم لدراسة المصادر والتضاريس الطبيعية والفيزيائية وإنشاء كافة الخرائط الدقيقة المطلوبة والضرورية لتطوير كافة قطاعات المجتمع المدني والعلمي والسياسي.

 وعن سنوات دراستها في الخارج تقول عدلة: "خلال سنوات تعليمي الجامعي العالي، وخاصة في فرنسا وبريطانيا، كان هناك العديد من المبادرات الاجتماعية والتوعوية والوطنية للمساهمة بالتعريف عن فلسطين وتاريخها وثقافتها وحضارتها وحتى طعامها وأزيائها. كما كنت عضوًا في لجنة Durham Palestine Educational Trust والتي كانت تقوم باختيار اثنين أو ثلاث من الطلاب الفلسطينيين المتميزين سنويًا من الضفة وقطاع غزة لدراسة الماجستير بالجامعة.

كما قمت بالعديد من الأعمال الخيرية لجمع التبرعات لدعم الطلبة الفلسطينيين بالخارج، وتم اختياري كأول فتاة فلسطينية وعربية لأمثل جالية الطلاب العرب في بريطانيا لألقي خطابًا في أهم مهرجان يقام فيها وهو مهرجان العمال السنوي والذي يحضره الآلاف من جميع أنحاء المملكة للتعريف ببلدي فلسطين وتسليط الضوء على معاناته وقضيته".

تضيف عدلة عن الصعوبات التي واجهتها خلال رحلتها العملية: "الصعوبات التي واجهتها خلال عملي هي شبيهة بالصعوبات التي تواجه أي فتاة في المجتمع العربي: قلة التقدير بالرغم من أن إنجازاتي كفتاة فاقت إنجاز أي زميل لي بالعمل، عدم الإيمان بعمل الفريق الواحد من قبل الآخرين، فرض الرأي الواحد من قبل المسؤول دون اعتبار الرأي أو الاستشارة العلمية من قبل الفريق، عدم وجود الشفافية والإنصاف بين الرجل والمرأه العاملة، وتفضل الرجل على المرأة في التعيينات الوظيفية".

تقدم الباحثة المميزة نصيحة لجميع الطلاب مفادها أن ينفتحوا على التطورات العلمية وعدم الانحصار بما هو مألوف، وأن يبحثوا عن الفرص ويجتهدوا جيدًا. وتقول للنساء لا تدعن أحدًا يستغلكن أو يسلب طموحكن.

وتدعو عدلة أصحاب القرار إلى توفير فرص التعليم العالي لذوي الكفاءات وزيادة عدد المنح وتوفير التبادل العلمي والمهني مع المجتمعات العلمية. وتغيير المناهج المدرسية لتشمل مواد ومواضيع أصبحت أساسية اليوم، مثل الذكاء الاصطناعي وعدم الاكتفاء بالمواضيع الكلاسيكية المعهودة والتركيز على الأبحاث ودعمها وتطوير الكادر التعليمي.

تختم حديثها لبنفسج وتقول: "منذ أن أنهيت دراساتي العليا، كانت طموحاتي أن أخدم بلدي وأساهم في تطوير القطاع المائي والبيئي. بعد عدة سنوات من عملي بالإمارات كنت قد استقلت وعدت ألى فلسطين على أمل أن اعمل بإحدى الجامعات الفلسطينية، وكنت قد عملت على تجهيز برنامج كامل لدرجة البكالوريوس في تخصص الاستشعار عن بعد لتطبيقه كتخصص جديد ولكن للأسف لم يكن هناك الوعي الكافي لضرورة هذا التخصص فعدت إلى الإمارات مرة أخرى.

تأمل عدلة أن يكون هناك وكالة فضاء فلسطينية متخصصة في عمل الأبحاث والدراسات عن الأرض والبيئة والمصادر الطبيعية وغيرها من التطبيقات للاستشعار عن بعد والمساهمة في المجتمع العلمي، ونشر المقالات والتعاون الدولي مع المؤسسات العلمية والبحثية والجامعات العالمية في هذا المجال.