بنفسج

كورونا والمُعلم: كيف نتخطى الأزمة؟

السبت 05 سبتمبر

هل علينا أن نذكّر دومًا بأن التعليم مهنة سامية ورسالة ربانية لها قدسيتها الخاصة؟ لربما نعم، فالحال أن النفوس تحتاج إلى شحن طاقتها الروحانية كما هي حاجتها للطاقة الجسدية تمامًا، بل وأكثر، فالهمة العالية هي من تخلق الجسد القوي القادر على القيام بالأعمال، وتحقيق النجاحات والإنجازات.

 في ظل جائحة كورونا التي تهدد العام الدّراسي، وتسبب القلق لدى الكثيرين، يتوارد في أذهان الطلبة والمعلمين على حد سواء، هل سنتمكن من البدء حقًا؟ هل سيكون التعليم وجاهيًا أم عن بعد؟ هل سيعتمد كلاهما؟

ماذا إذا ازداد الوضع سوءًا؟ هل سيتم تأجيل الفصل الدراسي؟ حتى متى؟ هل سنتمكن من تحقيق النجاح كما السابق؟ هل سيستوفي الطالب حقه في الحصول على تعليم جيد؟ وعشرات الأسئلة الأخرى التي تجول في أذهان الطلبة والمعلمين. فأمام ذلك كله، يبرز الحديث عن دور المعلم في إدارة العملية التعليمية بالموازاة مع الحالة النفسية التي يمر بها الطلبة. 

بداية، نحن نتفق على أن المرحلة التي نعيشها كافة هي مرحلة عصيبة حقًا، إلا أن مسؤولياتنا تلزمنا أن نقف عليها، ونحمل راية العلم، ونسير بها قدمًا دون تعثّر أو تململ. وعلى عاتق المعلم حمل كبير في إحقاق سير العملية التعليمية بشكلها الصحيح  قدر الإمكان وأكثر، وعليه أن يدرك أنه في امتحان صعب عليه اجتيازه، لإكمال مسيرة إعداد جيل ناجح مؤمن متفاني يخدم وطنه وأمته، وأن يكون معلمًا بضمير يقظ.

| ما هو دوري كمعلم في ظل أزمة كورونا؟

التعليم1.jpg

الجاهزية قبل البدء: بالحديث عن الجاهزية، فإن المقصود أن يجتهد المعلم في أن يكون جاهزًا للتعامل مع كافة المستجدات التي ستقتضيها المرحلة، ولعل أهمها، التمكّن من التعامل مع كافة برامج التواصل الإلكتروني مع الطلبة، لا بد للمعلم من أن يكون قادرًا على استخدام التقنيات بشكل عام وما تختاره مدرسته بشكل خاص، وعليه أن يسعى إلى تدريب نفسه إن لم يجد من يدربه في حال شعر بنقص كفاءة في هذا المجال.

| إعداد خطة: تشتمل انتقاء الأهم في مادته الدراسية، فالأقل أهمية، ويتم تحديد المدة الزمنية اللازمة لإنجاز كل فئة موضوعية من هذه الخطة، حيث يتم اعتماد هذه الخطة في حال كان التعليم وجاهيًا أو عن بعد، عن طريق اختيار المحتوى الذي يحتاج فيه الطالب لمساعدة المعلم وجهًا لوجه أكثر من غيره من محتويات المادة، وما يحتاج إلى المعلم بنسبة أقل، يُرتكن على إعطاءه عن بعد، إن لزم الأمر.

| طلب العون من المعلمين الأقدم: الاستعانة بخبرات المعلمين الأقدم عهدًا في مجال التعليم، في حال كان المعلم حديث العهد في المهنة، حيث سيحتاج إلى من يساعده في تحديد المحتوى الأكثر أهمية، والذي يُبنى عليه في صفوف لاحقة.

وعند البدء بالعام الدارسي الفعلي يجب على المعلم بث الطمأنينية في قلوب الطلبة، وبناء علاقات ودية معهم، وتركهم يتحدثون عن تجاربهم مع "كورونا"، وماذا فعلوا خلال مدة الحجر المنزلي، إضافة لمراعاة وضعهم والتسهيل عليهم في الدراسة، إليكم بعض النصائح للمعلمين:

| الاستماع للطلبة: لا بد للمعلم من السؤال عن حال طلبته والاستماع إليهم، فمن الطبيعي أن يكون لديه من مرَّ بظروف صعبة صحيًا أو نفسيًا أو اقتصاديًا، لدى إصابته أو إصابة أحد أقاربه بالمرض، فيكون المعلم في هذه الحالة محتوي لحالة طلبته ومراعيًا ومتعاطفًا معهم.

 
| طمأنة الطلبة: بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأنهم سيتمكنون من المضي قدمًا والنجاح كما السابق، ولكن مع توضيح بعض الصعوبات التي ستواجههم ليكونوا على استعداد لذلك دون خوف، مع الاستماع إلى أسئلتهم والإجابة عنها جميعًا بطريقة مطمئنة تمامًا لنفوسهم.

 | تقسيم الحصة: العمل على تقسيم زمن الحصة الدراسية بما يتناسب مع المحتوى الذي يرغب المعلم بتقديمه، على أن يعطي الجانب التطبيقي الوقت الأكبر في حالة التعليم الوجاهي.

| الدمج بين التعليم عن بعد والوجاهي: يتوجب على المعلم حتى وإن كان التعليم وجهًا لوجه _خاصة في بداية المرحلة_ أن يتيح للطالب فرصة خوض تجربة التعليم عن بعد، ذلك للتعرف على الصعوبات التي ستواجه الطلبة، واستغلال الفترة التي يكون فيها التعليم وجاهيًا للتمكن من إيجاد الحلول اللازمة لها.

| وضع برنامج للمتغيبين: خلال احتكاك الطلبة بعضهم البعض، سيكون الطالب أكثر عرضة للإصابة بالمرض، وقد يلزم الأمر تغيّب بعضهم لضرورة الحجر الصحي. أثناء ذلك، سيكون على المعلم عبئًا إضافيًا، وهو الحاجة إلى إعادة توضيح المادة التي تغيّب عنها المريض بشكل فردي. وفي حال وجود أكثر من طالب، يستطيع المعلم إعداد برنامج تعويض خاص بالمتغيبين.